السيمر / فيينا / الجمعة 12 . 11 . 2021
أبرز ما يلفت الانظار في جمهورية إيران – هو إصرارها على بناء العزة الوطنية للدولة والشعب.
لقد بذلوا جهودا كبيرة لإقامة هذا البناء وقد نجحوا فيه.
➖ لا إرادياً يقارن الناس – في كل حادثة تتعرض لها ايران وتواجهها بتحدي وثباتٍ وموقف عزيز –
.. بينها وبين ضعف الدولة العراقية واستكانة مواقفها وإرتباك زُعماءِها.
– يستسهل كثيرون اللجوءَ الى أسهل التفاسير لهذه المقارنة ، وهو اتهام الشعب العراقي بأنه ليس بمستوى الشعب الإيراني في الإخلاص والوفاء والتكاتف والالتفاف حول قيادته، ولا في النفس الطويل وفي الصمود والثبات على المبدأ !! وهو تفسير ظالم حقاً.
– يطرب لهذه النغمة كثير من الزعاماتِ عندنا ، فهي تُنقذهم من شعور النقص ، ومن الملامة والمعاتبة .. فتستريحَ لهذا التفسير نفوسُهم .
.. لكن :
١— ظهور الحشد الشعبي .. إنتصاراته وعزيمته .. وفاءه وولائه .. ثباته وصموده لسنوات في المواجهة الصعبة .. عدم إنكفاءه أو تخاذله ..
— كان مُحرجا لتلك الزعامات التي إعتادت لومَ الشعب وتبرير مواقفها الضعيفة بأن الشعب لا يمكن التعويل عليه .. لأنه متقلب .. مزاجي .. لا ثبات له على موقفٍ.
— ظاهرة الحشد دحضت (نظرية فشل الشعب العراقي) وعدم وفاء شيعة العراق ، وسلطت الضوء شيئا فشيئاً على (فشل الزعامات).
وإنتقلت المقارنة من خانة الشعوب إلى خانة القيادات.
٢ — ظهور قادةٍ عراقيين من رحم الشعب العراقي – مثل أبي مهدي المهندس والمئات من نمطه ..
.. قياداتٍ باسلة ومخلصة ، صابرة ومؤمنة ، ترابية متواضعة ، ذكية ومبدعة ، منتجة وناجحة ، جذابة وساحرة ..
.. كان مصدراً ثانياً للحرج البليغ للزعامات المتسيّدة على المشهد الشيعي بالعراق .
.. والتي كانت تتضاءل في أعين الناس يوماً بعد آخر ، حين يقارنون بينها وبين أولئك القادة المتألقين في ميادين المعارك والشرف.
.. حين يقارنون بين مواقفها المترددة ، ومواقف أولئك القادة الثابتة والشجاعة.
.. حين يقارنون بين مبرراتِها الواهية للخنوع ، وبين الإندفاع البطولي والتحدي ومواجهة الأعداء .
.. وحين يقارن الناس بين عجز النماذج القيادية التي أنتجتها تلك الزعامات وقدمتها للأمة خلال ١٨ عاماً ، وبين تألق هذه القيادات وكاريزميتها وعنفوانها وسحرها.
١١ -١١ -٢٠٢١
المعمار
كتابات في الشأن العراقي – الشيعي