السيمر / السبت 07 . 05 . 2016
نزار حيدر
*تصريحات ولايتي لا تليقُ بموظّفٍ بسيطٍ، فما بالكَ بمستشار المرشد الاعلى!
*عقدت مجموعة (صحيفتك اليوم) على الفايبر، حلقتَين حواريّتَين عن الأزمة السّياسية العاصفة في بغداد، الاولى بتاريخ [الاثنين ١٨ نيسان] المنصرم، والثانية اليوم [الجمعة ٦ مايس (أيار)] بمشاركة نخبة من السّياسيّين والاعلاميّين والأكاديميّين والناشطين المدنييّن، وقد أَدار الندوتَين بنجاحٍ متميّز الاعلامي القدير الزّميل مصطفى الزّيدي.
أدناه نصّ ما دار في النّدوتَين من أسئلةٍ وأجوبةٍ؛
تفاصيل الندوة الاولى؛
الزيدي: يسرّنا ان نرحّب بكم وبمداخلاتكم احبتي وسادتي في جلسة حوارية مفتوحة نسلّط الاضواء فيها على جوانب مهمّة لموضوع حلقة هذا اليوم الذي سيكون بعنوان (الصراع داخل قبة البرلمان العراقي؛ بين المؤامرة والوطنيّة) وسيحل ضيفاً عزيزاً علينا في نقاش الموضوع الكاتب والمحلّل السياسي الاستاذ نزار حيدر فاهلاً ومرحباً بالضّيف الكريم وبكم جميعاً احبتي.
نزار حيدر؛ السلام عليكم احبتي جميعا.
يسعدني جدا ان أشارك في هذه الندوة.
والشّكر موصول لكم جميعاً وخاصة اخونا العزيز الاعلامي والناشط الزيدي لتنظيمهِ النّدوة ودعوتي للحديث فيها، وانا الان جاهز بالخدمة.
السّؤال؛ كيف تنظرون الى خطوات النوّاب المعتصمين؟.
الجواب؛ انا لا اعتقد ان هناك ايّة مؤامرة في الموضوع وانّما اعتقد ان هناك صراع إرادات بين الكتل من جانب وبين الأعضاء في الكتل من جانب اخر.
والاختلاف هو في المنطلقات.
فهناك من ينطلق من وعي وطني حقيقي وآخر من منطلق حزبي ضيق وثالث من منطلق شخصي أضيق، وهكذا.
السّؤال؛ هل تجد انّ التدخل الاقليمي والدولي سيكون له الدور الرئيس في تأزّم هذا الصراع ام في انهاء الاعتصام وكأنّ شيئاً لم يكن؟.
الجواب؛ لا اعتقد ان للدول الإقليمية التأثير الكبير الذي يتصوّره البعض، خاصة وأننا نعرف جيداً ان ما يجري الان تحت قبّة البرلمان لم يبدأ بذاتهِ كحدثٍ آني وليد لحظته وانّما هو نتاج خطوات تراكمت بدأها الشّارع لتتصاعد حتى وصلت الذروة باعتصام السيد الصدر في المنطقة الخضراء.
ولولا التفاف الاحزاب الفاسدة على المبادرة او قل محاولتهم الالتفاف عليها لجرت الامور بشكلٍ طبيعي باتّجاه الاصلاح وبسياسة الخطوة خطوة كما حدّد ذلك السيد الصدر في بياناته [وكان مجلس النوّاب قد صوّت فيما بعد على خارطة طريق للاصلاح تعتمد التدرّج في إطار الدستور والتوافق السّياسي، وذلك في الجلسة العلنيّة التي قدّم فيها السيد العبادي كابينتهُ في الظرف المختوم مطلع الشَّهْر].
السّؤال؛ ما مدى دستوريّة خطوات السّادة المعتصمين وخصوصاً ماتمخّض عن جلسة إقالة الرئيس؟.
الجواب؛ انا شخصيّاً لم يثبُت لي انّها انعقدت بالنّصاب القانوني، فلقد تحدثت مع عديدين منهم وطلبت منهم ان يبعثوا لي صورة واحدة فقط يظهر فيها عدد النّصاب القانوني ولكن لم احصل على مثل هذه الصورة.
هذا من جانب، ومن جانب آخر فان عدم قدرة المعتصمين على عقد الجلسة التّالية، هو دليلٌ على عدم اكتمال النّصاب.
ومع ذلك فلقد كنت بعثت استفتاءً دستورياً لاحد أعضاء المحكمة الاتّحادية بهذا الشأن فأخبرني بانّ المحكمة لم يثبُت لها دستوريّة الجلسة لعدّة أسباب.
السّؤال؛ لماذا هناك تذبذب في قراءات بعض النوّاب ومنهم من داخل الاعتصام …برأيك كيف ذلك؟.
الجواب؛ اعتقد ان السّبب واضح وهو انّهم لم يجتمعوا على رؤية او مشروعٍ واحد وانّما مشاربهم مختلفة حدّ التّناقض.
وبصراحة اقول فانّهُ باستثناء نواب التيار الصّدري الذين يعرفون جيداً ماذا يريدون ولماذا هم معتصمون فانّ الباقين ليسوا كذلك، ولهذا السّبب فان نوّاب التيّار استوعبوا فوراً بيان السيد الصدر فيما شكّك فيه آخرون، وصدمَ آخرين، فكان من الصّعب عليهم استيعابه كونهم ليسوا جزءً من الحالة المتسلسلة وانّما قفزوا الى الأمام حتّى من دون سابقِ إنذار.
السّؤال؛ هل تذهبون مع الرأي الذي يرى في ممثلين الشعب سواء جميعهم ام المعتصمين منهم انهم سيحقّقون مطالب الشعب؟ ام لكم راي اخر؟.
الجواب؛ للاسف فانا يائس من إمكانية هذا المجلس الحالي على تحقيق الاصلاح الجذري لأسباب عديدة.
احد أهمّ هذه الاسباب هي انّهم لا يتصرّفون كنوّاب يمتلكون رصيداً شخصيّاً جاؤوا به بصوت وثقة الناخب وانّما هم تبع لزعيم القائمة او الكتلة، والزّعماء لم يتغيّروا منذ التغيير قبل ١٣ عام ولحد الان، وهم لم يثبتوا قدرتهم على تغيير العقليّة وطريقة التّفكير وما الى ذلك.
السّؤال؛ هل تعتقد بانّ المحكمة الاتحادية، وفي حالة الطلب منها لتوضيح قرار تصويت الاقالة، هل ستكون محايدة بالإجابة وفق الدّستور؟ ام ستبقى على التل؟.
الجواب؛ في الحقيقة ان المحكمة هي جزء من منظومة الفساد
ومع ذلك لا خيار أمامنا الا ان نسلّم بقراءتها لأنّنا على هذا الصّعيد لا نمتلك بديلاً.
السّؤال؛ البرلمان عمره 12سنه تقريباً، فاين كان النوّاب خلال هذه الفترة، وان بعض من المعتصمين كانوا قد اصابهم القلق من خلال مظاهرات الشعب ضدهم والمطالبة بتخفيض رواتبهم وحماياتهم، واليوم يعتصمون بثورة بيضاء على حدّ قولهم؟.
الجواب؛ كلام دقيق جداً، خاصة وان بعض المعتصمين هم رمز كبير من رموز الفساد والفشل على حدٍّ سواء، اذا به يتصدّر الان المشهد ويبدأ يُصدر بيانات ويرقّمها وكأنّهُ زعيم الاصلاح!.
السّؤال؛ كيف استقبلتم وثيقة الشّعب التي خطّها الصدر؟.
الجواب؛ برأيي انّها جاءت لإيقاف المهزلة ان صحّ التعبير، مهزلة تسيّد الفاسد والفاشل للمشهد!.
السّؤال؛ كيف تحلّلون نتائج ثورة الاصلاح الجماهيرية الحاليّة التي قادها الصدر؟.
الجواب؛ برأيي؛ فلو انّها سارت على هذا المنوال فإنها ستؤتي ثمارها المرجوّة، فانا لا اثق الا بالشّعب، ولا اقول بأنها ستحقق الاصلاح بيومين او ثلاثة ابداً، فالقضيّة معقّدة بحاجةٍ الى اصرار ومثابرة وقوّة شكيمة، الا انّها ستضع قطار الاصلاح على سكّتهِ الصّحيحة والحقيقيّة، واقصد بها الشعب.
السّؤال؛ كيف تنظرون للاعتصامات امام ابواب الوزارات؟ هل تجدي نفعاً ويمكن ان تكون وسيلة ضغط؟.
الجواب: اعتقد انّ فيها بعض الخطورة، فتوزّع الجمهور يعرّض الحركة لمخاطر الانفلات لا سمح الله.
السّؤال؛ حلّ البرلمان الحالي والدّعوة لاجراء انتخابات جديدة، أَيمكنُ ان يطرح حلاً؟ ام ان الوضع الامني والسياسي لا يسمح بذلك؟.
الجواب؛ حل البرلمان قبل تغيير قانون الانتخابات والأحزاب سيستنسخ نفس الكُتل والوجوه، ولذلك اقول يجب ممارسة الضّغط من الان على البرلمان لتغيير قانون الانتخابات
ولقد كتبتُ مشروعاً في ذلك قبل عدة سنوات أكرّر نشرهُ قبل كل انتخابات، فمَن أحبّ ان يطّلع عليه فانا جاهز بالخدمة.
اعود وأقول؛ كلّنا يجب ان نبدأ حملة واسعة لتغيير قانون الانتخابات، وانا من هذا المنبر المبارك ادعو السيد الصدر الى ان يتبنّى الفكرة، فاذا تغيّر القانون تغيّر الشيء الكثير جداً.
السّؤال؛ هل برأيك ان تغيير نظام البلد من البرلماني الى جمهوري افضل؟.
الجواب؛ هذا يحتاج الى تعديل دستوري لا علاقة للبرلمان به.
نعم اذا تغيّر البرلمان فسنقترب من إمكانية التعديلات الدستورية المقترحة للبرلمان.
السّؤال؛ قدوم الصدر الى بغداد هذه المرّة ماذا يحمل من حلول من وجهة نظركم؟.
الجواب؛ من خلال متابعتي الدّقيقة لحركة السيد الصدر أستطيع القول انّهُ قدّم بمجموع بياناتهِ السابقة لحد الان خارطة طريق للحلّ، وهو الان في بغداد لا ليقدّم مشروعاً جديداً بقدر انّهُ يسعى لمشاركة الشّارع ضغطهُ على الاحزاب للقبول بالحلول التي تقلّل من هيمنتها على الدّولة من جانب، وتقلل من المحاصصة من جانبٍ آخر.
السّؤال؛ هناك شعار عند بعض النوّاب مضمونهُ (معاهم معاهم..عليهم عليهم) يعني هو مجرّد رقم بالبرلمان ويصرح بما ﻻ تشتيهه السّفَن وهو [ما يعرف شكو ماكو صدقني استاذ نزار] هذا برأيك ماذا يريد؟.
الجواب؛ هذا يُرِيدُ نَفْسَهُ! فأين ما وجدها ستراه متقدّم الصّفوف.
السّؤال؛ اصدر اليوم جناح بدر العسكري بياناً حول اعتداء حصل على أحد قادتهِ ومتهم به التيار الصدري.
برايك ماذا سيكون رد السيد مقتدى الصدر، ان صح مصدر الاعتداء طبعاً؟.
الجواب؛ لقد شاهدتُ مقطع الفيديو، لم الحظ اعتداءً عليه
وهذا الشيء يحصل حتى هنا في اميركا، ولعلّكم رايتم كيف ان عدد من المحتجّين واجهوا وزير الدفاع الأسبق (راميسفيلد) بشعار [قاتل..قاتل].
السّؤال؛ وسائل الاعلام والاقلام الحرّة هل نجحت في مواكبة هذا الحراك الشعبي؟ ام كعادتها بالتخبّط؟.
الجواب؛ للاسف هي حزبيّة وليست مهنية، لا نمتلك اعلاماً وطنياً بالمعنى الأوسع الا اللّمم، ولقد تابعت تغطية (العراقية) فلقد كدتُ ان انفجر غضباً من طريقة تغطيتها للاسف الشّديد.
السّؤال؛ على يد من ستأتي المفاجأة بالحلّ (الصدر – الرئاسات الثلاث – البرلمان) ام لديك وجهة نظر اخرى؟.
الجواب؛ الحل الآني سيأتي من وجهة نظري في إطار مشروع السيد الصدر، ربما تجري عليه بعض التّعديلات او الإصلاحات
ولكن بالمجمل هو العمود الفقري.
اقول ذلك لأنني أشعر انّهُ مصرّ هذه المرة ولا اعتقد انّهُ سيترك المشروع في منتصف الطريق بعد ان ارتبطت مصداقيّته بهِ.
السّؤال؛ لو استقال جميع البرلمانيين، وانتخب الشعب برلمانيين جدد هل ستسمح لهم واشنطن ان يرشّحوا من يرونهُ صالحاً وقادراً على ادارة البلاد بدون محاصصة؟ مثلاً ان يحكم الشيعة وهم الاغلبية والاكثرية وان يختاروا رئيس وزراء ورئيس جمهورية ورئيس برلمان بدون مُحاصَصَة او تحزّب او شراكة وطنيّة؟.
الجواب؛ قيل ان السّياسة هي فنّ الممكن، او فن ادارة المصالح، او فن حماية المصالح، فهل انّ من السّياسة فعل ذلك؟ اقصد بالنسبة للاغلبية؟! خاصّة بعد ان فشلت لحد الان في ادارة الدّولة والمتناقضات بما يحقّق المصالح العليا للبلد والشعب؟.
السّؤال؛ استقبل اليوم رئيس شبكة الاعلام العراقي فريق من المعتصمين برحابة صدر وقد غطّت (العراقية) بنقلٍ حيّ وقائع الحديث المتبادل، والحمد لله فقد كان في ارقى انواع الديمقراطية وحرّيّة التعبير من الطرفين، كيف تقرأ ذلك؟.
الجواب؛ وهل كان أمامهُ غير هذا الخيار ليسلكهُ؟!.
السّؤال؛ هل هو مجبورٌ على ذلك؟ ام ان هناك تغيير في توجّه الشبكة؟
الجواب؛ مكرهٌ أخاك لا بطلُ.
السّؤال؛ قلت جنابك ان الصّدر عازمٌ هذه المرة على تطبيق الاصلاح، هل ترى ضمن خطواته عُنفاً او سيضطر الى ممارسة القوة مع جهات مسؤولة لتمرير الكابينة الحكوميّة؟.
الجواب؛ لا اعتقد ذلك ابداً، ولا اتمنّاه ولا يتمنّاه كل حريص على البلد، وهذا أَمرٌ يشعر به السيد الصدر بشكلٍ كامل، وهو نجح نجاحاً باهراً في ضبط الشّارع سلميّاً.
السّؤال؛ هل تتخوّف جنابك من اختراق الحراك الشّعبي الحاصل في حالة تمسّك الصدر بحراك الشارع والضغط من خلالهِ مقابل تمسّك الاحزاب الحاكمة بمصالحها؟.
الجواب؛ انا اعتقد انّ الحراك الشّعبي هو الاقوى والأحزاب موقفها ضعيفٌ جداً.
السّؤال؛ هل ستُحاول الاحزاب اختراق الحراك الشّعبي؟ وهل تستطيع؟.
الجواب؛ لقد حاولوا وفشلوا بحمدِ الله.
السّؤال؛ هل سينجح السَّيّد العبادي في مهمّته في ظلّ هذا الدّعم الكبير له؟.
الجواب؛ خيارهُ الوحيد هو توظيف هذا الدّعم، والا…
السّؤال؛ اخيراً، واعتذر عن الاطالة، الى اين تتجه الامور؟ وهل الحل قريبٌ برأيكم؟.
الجواب؛ الحلّ الحقيقي والجذري بعيد المنال، الا انّنا سنعبر الأزمة باْذن الله تعالى.
الزيدي: الكاتب والمحلّل السياسي الاستاذ نزار حيدر جزيل الشكر والامتنان لحضوركم ولما تفضّلتم به.
وباسم السادة اعضاء المجموعة نقدّم لجنابك ولصوتك الشّجاع جزيل الامتنان ووافير الشكر.
كُنتَ معنا منذ رأس الساعة العاشرة [مساءً بتوقيت بغداد] في حديثٍ مهمٍّ وحسّاس.
نجدّد لجنابك الشّكر الجزيل.
نزار حيدر؛ الشّكر موصول لكم جميعاً احبّتي للتّفاعل مع الحوار والمشاركة الرّاقية.
والشكر الخاص والامتنان للأخ والحبيب مصطفى الزّيدي لادارتهِ النّاجحة.
الزّيدي؛ سادتي الافاضل، كنّا وايّاكم في محوريّة موضوع نقاش الليلة الذي كان بعنوان (الصراع داخل قبة البرلمان…بين المؤامرة والوطنيّة) وقد رافقنا في نقاشهِ الكاتب والمحلّل السّياسي الاستاذ نزار حيدر.
شكرا لتفاعلكم طوال الوقت.
تفاصيل الندوة الثانية؛
الزّيدي؛ مع تصاعد صوت الشّعب العابر للطائفيّة والحزبيّة، وبعد الحراك الشعبي الكبير الذي يشهده العراق بمتبنٍّ وطنيٍّ عازم على اطلاق رصاصة الرّحمة على جسد آفات الفساد وحيتان العروش المتسلطة، يستجد موقف مؤسسات الدولة واحزاب السلطة بتبنّي مواجهة الشّعب والحدّ من ممارساتهِ السّلمية المتاحة مما يثير تخوّف المراقب والمتتبّع لواقع العراق الديمقراطي.
ومن اجل الاطمِئنان على سلامة مشوار عراق مابعد صحوة الثورة الاصلاحيّة الشعبيّة نلتقيكم في حلقة نقاش هذه الليلة بعنوان [تظاهرات الاصلاح الى اين؟].
ويرافقنا في نقاش هذا المحور الكاتب والمحلل السياسي الاستاذ نزار حيدر.
باسمكم سادتي وسيّداتي أُرحّب بضيفنا.
اهلا بحضرتك جناب الاستاذ وحيّاك الله.
نزار حيدر؛ السلام عليكم وتحيّة طيّبة لكلّ الاحّبة.
يسعدني ان أشارككم في هذا الحوار الوطني مرَّةً اخرى
وشكرًا لتحاياهم الرّقيقة.
والشّكر الخاص للأخ والصديق والزميل المتألّق مصطفى الزّيدي الذي يبذل جهداً كبيراً لانجاح حوارات هذه المجموعة الطيّبة والرّاقية.
السّؤال؛ هل لكم ان تقدّموا لنا قراءة لمستحدثات هذا اليوم مع تعليقكم؟.
الجواب؛ آخر معلومة وردتني الان؛
ففي تصريح للسيّد المستشار الأقدم للمرشد الاعلى في ايران الدّكتور علي اكبر ولايتي قال انّ طهران مع استمرار الرئاسات الثّلاث في بغداد.
السّؤال؛ التّصريح الذي تفضلتم بذكرهِ، ماذا يطرح من حقائق على المشهد السّياسي؟.
الجواب؛ التّصريح يُشير الى ان طهران كما هي واشنطن مع بقاء الرّئاسات الثلاث، اي لا تحبّذان التغيير المتسرّع، وهو برأيي موقف يتناغم مع الموقف الآني للشّارع العراقي، ولذلك اصدر اليوم رئيس ائتلاف دولة القانون بياناً تراجع فيه عن كلّ تصريحاتهِ وشعاراتهِ وتحرّكاتهِ العشوائيّة الاخيرة.
[لقد اعتمد السيد المستشار على مصادر غير دقيقة البتّة غذَّتهُ بمعلوماتٍ لا تنم عن الواقع ابداً، ولذلك وردت في حديثهِ الصّحفي تفاصيل لا أساس لها من الصّحّة، بنى عليها تحليلاً ورؤية وقراءة لا يليق بأبسط موظّف حكومي فما بالك بمستشار المرشد الاعلى؟!.
انّها تصريحات تُثير الضّغينة بين المجاهدين في الحشد الشعبي رفاق الخندق الواحد الذين يُقاتلون جنباً الى جنب في الحرب على الارهاب استجابةً لفتوى المرجع الاعلى في الجهاد الكفائي.
نتمنّى على السيّد المستشار ان يُبادر فوراً الى سحب تصريحاتهِ لانّها لا تخدم العلاقة بين البلدَين الجارَين، حتّى اذا كان منطلقها غضبهُ من واستنكارهُ لبعض الشّعارات العفويّة التي ردّدها غاضبون في المنطقة الخضراء، فاذا كان يرى في تلك الشّعارات تحريضٌ للتأثير السّلبي على العلاقة بين البلدَين الجارَين، فانّ ذلك لا يبرّر تصريحاتهِ الخطأ التي تترك هي الاخرى تأثيراً سلبياً في قناعات العراقيّين].
السّؤال؛ كيف تنظرون الى الحراك الشّعبي اليوم؟.
الجواب؛ اعتقد ان الحراك أراد ان يعيد الكُرة الى ملعب السياسيّين الذين ظلّوا يتاجرون بشعارات الاصلاح، وقد نجح، فالكرة الان في ملعب السياسيّين وعليهم ان يُبادروا لتحقيق ما يطمح اليه العراقيّون من إصلاحٍ حقيقي شامل يبدأ بالخطوة الاولى المتمثّلة بالاتفاق على وزارة غير سياسيّة وغير حزبيّة.
السّؤال؛ اولا: هل سيكون استبدال السّادة الوزراء بآخرين تكنقراط هو الحلّ للازمة في العراق؟ وهل ستُحل مشكلة الفساد المستشري في مفاصل الدّولة؟.
ثانياً: ما هو رايكم في الخطاب المرجعي اليوم في خطبة صلاة الجمعة؟.
الجواب؛ اولا؛ هنالك حلّان، الاول آني والثّاني جذري،
الآني يتشكّل من الخطوات التي صوّت عليها مجلس النوّاب في جلسته التي قدّم فيها الدكتور العبادي كابينة الظّرف المختوم، الجذري، برأيي لا يتحقق الا من خلال صندوق الاقتراع في الانتخابات النيابيّة القادمة شريطةَ تغيير قانون الانتخابات لضمان إِختيار برلمان جديد ليس فيه من كلّ هذه الوجوه الكالحة شيئاً منها، ولنفتح الباب على مصراعَيها للطّاقات العراقية المستقلّة الخلّاقة والنّزيهة والخبيرة لتتبوأ مقعدها تحت قبّة البرلمان.
امّا بالنسبة للخطاب المرجعي اليوم فاتمنّى ان يفهمهُ السياسيّون ليبدأوا بتغيير العقليّة قبل تغيير الهويّة.
السّؤال؛ في ضوء معرفتنا بالدّستور والدّور الاقليمي والدولي وأزمة الثّقة بين المكوّنات وابتعاد المرجعيّة وتمسّك الكتل والاحزاب بالمحاصصة، هل يمكن ان يكون هناك مخرج للازمة وخارطة طريق واقعيّة وقابلة للتّطبيق؟!
الجواب؛ اكيد فانّ الأزمة معقّدة، ولكنّني لازلتُ أرى ضوءاً في نهاية النّفق خاصّة عندما قرّر الشّارع الغاضب ان لا يترك السّاحة للسياسييّن يسرحون ويمرحون كيفما يُريدون، فلقد دخل الشّارع الان كرقمٍ صعبٍ جداً في معادلة التغيير، واذا كان السياسيّون مسترخين خلال المدّة الماضية وغير مستعجلين على التغيير فانّهم الان بين مِطرقةٍ وسِندان، فمن منهم يا تُرى مستعد ان يضع رأسه بينهما؟!
السّؤال؛ على ماذا ترتكز ايران في دعم الرّئاسات الثّلاثة؟ وماهو توجّه رؤيتها في دعم الرّئاسات ان صحّ تصريح المستشار طبعاً؟
الجواب؛ أولاً: يجب ان نأخذ بنظر الاعتبار ما يُمكن اعتبارهُ ضرورة التنسيق بين واشنطن وطهران في الملفّات الساخنة في المنطقة، وهذه الضّرورة التي تأخذها بنظر الاعتبار كِلا العاصمتين خاصّة منذ التّوقيع على الاتّفاق النّووي.
ثانيا؛ واشنطن لا تحبّذ ابداً تغييراً كبيراً الان في بغداد لسببين؛
الاول؛ انّهُ عام تحرير العراق من الارهاب، داعش واخواتها، الامر الذي يحتاج الى تهدئة الّلعب في الملفّ السّياسي وهذا ما قالهُ كيري للزّعماء في بغداد خلال زيارتهِ الاخيرة.
الثّاني؛ هو عام الانتخابات الأميركيّة وهي هذه المرّة حسّاسة جداً، الامر الذي تحبّذ فيه واشنطن تهدئة اللّعب في المناطق والملفّات المعنيّة بها بشكلٍ مباشر.
السّؤال؛ اين موقف الدوائر القانونية مما يدور؟ هل نحن اليوم أمام ضياع قانوني؟! وهل تتوقع ان هنالك من سيستثمر الاوضاع لمصالحهِ الحزبيّة والطائفيّة والقوميّة؟!.
الجواب؛ اولا؛ الأزمة سياسيّة وليست قانونيّة، فبعد ان ألغى السياسيّون دور القضاء وعلى مختلف الاصعدة، وبعد ان لم يتم إصلاح فساد القضاء، ولذلك فمن الصّعب جداً العودة اليه لحلّ الأزمة جذرياً فلقد قيل قديماً، انّ فاقد الشّيء لا يعطيه، او كما يقول المناطقة، سالبة بانتفاء الموضوع.
ثانياً؛ شخصيّاً اتمنّى من كلّ قلبي ان يترفّع السياسيّون قليلاً عن واقعهم المزري وينزِلون من أبراجِهم العاجيّة ليفهموا على وجهِ التّحديد وبدقّة لغة الشّارع.
المشكلة انّهم لازالوا يؤدّون دور الملكة التي تظاهر امام قصرها الشّعب فعندما اطلّت عليهم من شرفتِها الذهبيّة سألت عن سبب التّظاهرات؟ فقالوا لها انّ النّاس جوعانين يُريدون خبزاً ولا يجدونهُ، فأجابت قائلة؛ اذا ماكو خبر خل ياكلون كيك!.
السّؤال؛ الكُتل الكرديّة تطلب من وزرائها عدم المشاركة في إجتماعات مجلس الوزراء المزمع عقده يوم الاحّد القادم.
كيف تقرأ ذلك؟!.
الجواب؛ حسب معلوماتي فانّ السيّد رئيس مجلس النواب سيزور أربيل وأتمنّى ان يصل الى نتيجة طيّبة مع القيادة الكرديّة لما فيه خير العراق، فلا اعتقد انّ من مصلحة الكرد ولا من مصلحة غيرهم ان يتقاطعون مع ارادة الشّارع العراقي الذي بدأ يبلور مشروعهُ التّغييري بشكلٍ جيد جيداً بدأ يُثير انتباه واهتمام الآخرين سواء في الدّاخل او في المحيط الإقليمي والدّولي وهذا شيءٌ مهمٌّ جداً.
السّؤال؛ مُظاهرات الاصلاح الى اين؟ هل فهم المتظاهرون هدف قيادتهِم؟ ام انّ الانفلات النّسبي البسيط استُغلّ من قبل سياسيّي الاقطاعيّات؟! ومن هنا نحتاج الى التّركيز على الوعي الحقيقي لاهداف التّظاهرات؟.
الجواب؛ لا ينبغي ان نضحّي بالاستراتيجيّات من خلال الانشغال بالتّوافه.
للاسف الشّديد فلقد حاول تافهون ان يوظّفوا خروقات عرضيّة لضرب الاستراتيجيّة التي تقوم عليها حركة الشّارع الغاضب ، ومن المؤكّد فان الشّارع بحاجةٍ الى الوعي أكثر فأكثر كلّما اتّسعت حركته وشملت المزيد من السّاحة السّياسية، وهذا هو دور النُّخب المثقّفة والواعية التي يهمّها ان يواصل الشّارع ثورتهُ الغاضبة بأدواتٍ حضاريّةٍ ودستوريّةٍ راقيةٍ.
السّؤال؛ استاذ نزار! تعليقٌ حول الخطّة الامنيّة اليوم بقطع الجسور بحالةٍ اصابت النّاس بالذّعر والخوف!.
الجواب؛ ذات مرّة طلب احد الوُلاة من الخليفة عمر بن عبد العزيز مبلغاً من بيتِ المال ليسوّر بهِ المدينة لحمايتِها من الهجَمات.
فردّ عليه الخليفة قائلاً؛ سوّرها بالعدل!.
السّؤال؛ الا تعتقد انّ للعبادي والجبوري دورٌ في دخول المتظاهرين الى قبّة البرلمان للضّغط على البرلمانيّين للتّصويت على الكابينة الوزارية؟!.
الجواب؛ لا اعتقد ذلك ابداً.
السّؤال؛ اليوم نرى تأزمٌ واضحٌ بين قيادات الحشد الشّعبي والتّيار الصدري، وفي ظل هذهِ التصريحات الناريّة من قبل الطرَفين، أليس من الممكن ان يتّجه البلد الى حربٍ شيعيّةٍ شيعيةٍ؟.
الجواب؛ لا اعتقد ذلك، فلقد هدّأ الموقف يوم أمس الشّيخ الخزعلي في محاضرتهِ في جامعة كربلاء.
وبرأيي فانّ قادة الحشد تحديداً