الرئيسية / مقالات / الميليشيات موجودة بالعراق من العهد العباسي

الميليشيات موجودة بالعراق من العهد العباسي

السيمر / فيينا / الجمعة 21 . 01 . 2022 

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

الإعلام البعثي الوهابي يحاول استغفال عقول البسطاء عندما يحاولون تسويق أكاذيبهم والظهور بمظهر الناصح الوطني او الضحية وهم سبب البلاء الذي حل بالعراق منذ ستين عاما وليس بعد سقوط نظام جرذهم صدام الهالك، يحاولون القول انه لا يوجد في تاريخ العربان والتاريخ الدولي  وجود ميليشيات وعصابات، فلول البعث وهابي هم من صنعوا ودعموا الميليشيات التجرامية  ماليا ومعنويا وترفيهيا فتحوا لفتياتهم باب جهاد النكاح والمناكحة لإشباع  غريزة بهائمهم المتوحشة من شذاذ الآفاق الذين احضرتهم السعودية من خلال مؤسساتها الوهابية للفتك بالشعب العراقي مستغلين تشرذم الأحزاب الشيعية العراقية وخلافاتهم الشخصية.

كل دول العالم لديهم قوات رديفة مسلحة تساعد القوات الامنية في بسط الأمن إذا تعرضت لعمليات عسكرية او ارهابية، البعثيون أول من أسسوا ميليشيات القتل ومنذ عام ١٩٦٣ أسسوا ميليشيا الحرس القومي التي قتلت خمسين ألف عراقي لأسباب مذهبية مغطاة تحت ستار محاربة الحزب الشيوعي العراقي، كان الشيوعي الشيعي يعدم والشيوعي السني يسجن ويطلق سراحه، بحقبة البعث شكلوا ميليشيات الجيش الشعبي، والفتوة، والطلائع، وفدائي صدام، وفيلق القدس ……الخ.

دولة البعث ماهرة في صناعة الميليشيات، شكلوا مائة تنظيم إرهابي وجماعة مسلحة بالعراق خلال ال١٨ سنة الماضية، وتحت مظلة هيئة العلماء المسلمين الذباحين هيئة الخطف والتفخيخ بقيادة المقبور حارث الضاري، شكلوا ميليشيات المجالس العسكرية والقاعدة والهجرة وحماس العراق والراشدين وفيلق عمر وثوار العشائر التي أصبحت داعش، عندما تبخر الجيش كان  بسبب المحاصصة،  تم تأسيس قوات الحشد والتي هزمت مشاريع فلول البعث واعوانهم.

بحقبة الحكم في الدولة العباسية وفي منتصف القرن الثالث هجري أصبحت سلطة الخليفة العباسي على بغداد فقط، بل وحتى بغداد سيطرت عليها عصابات الجريمة من حركة العيارين الذين كانوا ينصبون ويعزلون الخليفة العباسي نفسه، حتى العيارين اشرف من فلول البعث الحاليين.

حركة العيارين أو اللصوص كانت هي الحاكمة في الدولة العباسية بدأت بحقبة حكم المأمون وأصبح قطاع الطرق هم أسياد المجتمع في بغداد، ‏عند وفاة كبير اللصوص في العهد العباسي(أدهم بن عسقلة)كتب وصية لأتباعه اللصوص يقول(لا تسرقوا امرأة ولافقيراً ولا جارا وإذا سرقتم بيت فاسترقوا نصفه واتركوا نصفه ليعتاشوا عليه ولا تكونوا أنذال أو ظلمة أو قتلة ).

حركة العيارين لديهم قيم أشرف مليون مرة من عصابات ضباع فلول البعث وهابي.

تعرضت دول عربية  ذات سيادة  لأبشع هجوم إرهابي بالتاريخ المعاصر بدعم دولي لدول استعمارية وبتمويل وشرعنة في اسم إسلام قطع الرؤوس من دول الخليج البترولية الوهابية وتم فتح حدود الدول المستهدفة وتسهيل في المطارات لوصول الإرهابيين من كل دول العالم عبر تركيا الى سوريا والعراق ومن خلال حدود السعودية والأردن، انكشفت تلك المؤامرات من خلال ما حدث في  السنوات العشر الأخيرة، في  مايسمى بثورات الربيع العربي  في بلدان مثل العراق وسوريا وليبيا والسودان واليمن ولبنان.

قاتل الشرفاء بالعراق وسوريا واليمن جيوش مدربة في اسم عصابات إرهابية وكل هذه العصابات تتحرك لتنفيذ اطماع دول كبرى، العصابات الوهابية التكفيرية لديها جيوش مدربة تدريب عسكري جيد، لديهم ميليشيات وقادة ومؤسسات دينية ترعاهم وتغدق عليهم في الدعم المالي الكبير من أموال بترول الخليج الوهابي، هناك تساهل إلى هذه العصابات في استعمال تقنيات الاتصالات الحديثة ولديهم أعلام وعناوين وميزانيات مالية ضخمة وقيادات دينية وهابية من خلال مؤسسات اغاثية او خيرية او في اسم تجمعات قبلية خليجية، تم ضبط أسلحة وعجلات صناعة يابانية تويتا لدى الجماعات الداعشية بالعراق وسوريا مصدرة إلى دولة الإمارات وقطر والسعودية، اسلحة العصابات التكفيرية الوهابية تبدأ من الخفيفة والمتوسطة  والثقيلة، مثل المدرعات والدبابات ومدافع مقاومة الطائرات وبنادق بمختلف أنواعها، رأيت في معرض لغنائم  قوات الحشد يقع بالطريق مابين النجف وكربلاء بندقية قناص منورة من مدفع رشاش مقاومة طائرات محور يستطيع يقنص الضحايا على بعد ٨ كيلو متر، وجدنا في المعرض قاذفات الكاتيوشا، وصواريخ حرارية وألغام وطائرات مُسيَّرة من دون طيار (درون).

المليارات الخليجية جعلت هذه المجاميع المسلحة جيوش نظامية وليست مثل  ميليشيات القرن الماضي تختفي في الجبال أو الغابات أو الكهوف أو الصحارى، في اليمن يوجد فيلق عسكري  يضم ١٢ لواء لعصابات قاعدية وهابية تسمى في قوات العمالقة تقاتل إلى جانب الحكومة اليمنية من شرعية هادي عبد ربه، فيلق العمالقة لهم مقرات معروفة، وتحمل سياراتها ومدرعاتها أرقاماً متسلسلة.

في العراق منذ سقوط نظام صدام الجرذ القوى الإرهابية لديهم أجنحة سياسية تشمل نواب في مجلس النواب العراقي، ووزراء ومدراء عامين ونواب في الحكومة ونواب لرئيس الجمهورية ولديهم ممثل في وزارة الدفاع العراقية، لدى حكومة المالكي أطنان من الوثائق تثبت وجود علاقات ما بين ضباط قادة فرق من المكون السني مع العصابات الإرهابية منهم اللواء الركن محمد خلف الدليمي … …الخ.

إن عدم نشر الوثائق في فضح هذه العصابات وأجنحتها السياسية كان جريمة بحق أبناء الشعب العراقي، نحتاج مكاشفة  ومصارحة ونضع النقاط على الحروف ليعرف الشعب العراقي الحقيقة المرة والمؤلمة.

في التعريف الأكاديمي الميليشيا جيش غير منضبط، تشكله قوات غير نظامية، يعمل بأسلوب حرب العصابات، وقد أجاد البعثيين هذا الأسلوب بتشكيل هذه العصابات بحكمهم وفي سنوات الإرهاب والقتل والتهجير والسبي….الخ

كل ثورات العالم اعتمدت على قوات شعبية ميليشيات مسلحة في تثبيت الأمن والاستقرار، الثورة الفرنسية نجحت من خلال قوات شعبية، كذلك الثورة الصينية.

في فترة معارضة الشعب العراقي لنظام صدام الجرذ الهالك تشكلت قوات شعبية عسكرية كوردية في اسم بيشمركة ومجاميع مسلحة شيوعية في اسم الأنصار، وبعد عام ١٩٨٠ تشكلت مجاميع مسلحة عراقية شيعية في اسم قوات بدر وقوات الشهيد الصدر، بمنتصف الثمانينات تشكلت مجاميع مجاهدة مسلحة في اهوار العراق لمقاومة نظام العفالقة الأراذل ينتشرون من قضاء الحي إلى اهوار العمارة والناصرية والبصرة بزعامة الشهيد سيد جاسب، والحاج أبو كاظم خليف العكش الغريباوي كان تواجدهم في الأهوار وفي جزيرة سيد احمد الرفاعي، كان واجبهم معارضة نظام صدام الجرذ.

بعد سقوط السوفيت انتشرت عصابات الجريمة في دول الرابطة السوفياتية وفي روسيا نفسها، وبعد مجيء بوتين استعان بمجاميع شعبية تصدت لهذه العصابات وقضت عليها.

في الحرب الأهلية اللبنانية تشكلت ميليشيات حزب الكتائب التي قاتلت المجاميع المسلحة الفلسطينية والجيش اللبناني، على اثر تلك الجرائم التي ارتكبها حزب الكتائب ضد المسلمين اضطر الشيعة تشكيل قوات شعبية لمنظمة أمل وبعدها تشكلت قوات المقاومة اللبنانية الحالية والتي حررت جنوب لبنان وضمنت إلى الدولة اللبنانية حقول نفط غازية ضمن المياه الإقليمية اللبنانية، لولا المقاومة لم حصل لبنان على حقول نفط غاز، ولما تحرر الجنوب اللبناني.

بعد سقوط نظام البعث ايضا قوات الاحتلال الأمريكي أحضرت شركات أمنية متخصصة في تنفيذ مهمات قتالية وتم تجنيد مرتزقة في شركة بلاك ووتر.

اتذكر بقناة الجزيرة تم استضافة الجنرال الأمريكي مارك كينيث قائد القوات الامريكية في بغداد، مذيع الجزيرة كرر مصطلح ميليشيات ميليشيات ضد القوى الشعبية الشيعية التي تصدت إلى مؤامرة داعش وقلبت الهزيمة إلى نصر، ألتفت الجنرال مارك كينيث إلى مذيع الجزيرة وقال له ليس كل الميليشيات سيئة انا كنت قائد الجيش الأمريكي بالعراق بعد سيطرة القاعدة على مناطق في بغداد وبحكومة ابراهيم الجعفري تم الاستعانة في جيش المهدي لسحق تنظيم القاعدة وخلال ثلاثة أشهر تم تطهير بغداد والمناطق المحيطة بها من القاعدة من خلال جيش المهدي التابع إلى الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، نعم هذا كلام الجنرال الأمريكي مارك كينيث وليس كلامي.

بكل الأحوال لولا  عصابات فلول البعث واجرامهم وتنفيذ مؤامرة داعش التي كادت تسقط بغداد لما تم تشكيل قوات حشد ولا فصائل مسلحة، صراخ فلول البعث والعربان من قوات الحشد ووصفهم في الميليشيات ليس لكونهم ميليشيات وإنما بسبب هزيمتهم عصابات القاعدة وداعش التي هي واجهة سياسية لساسة فلول البعث لتمثيل المكون السني العراقي ومعهم محيطهم البدوي الوهابي الطائفي المتخلف.

لولا إرهاب وإجرام فلول البعث لما تبددت ثرواتنا ولما تم صرف الأموال لشراء السلاح ومرتبات العسكر والشرطة والحشد والصحوات ومجالس الإسناد……الخ،

في الدول المتحضرة الهادئة مثل دول أوروبا يتم صرف الأموال بدعم القطاع الصناعي والزراعي الخاص وفي رفاهية المجتمعات وتطوير ودعم الفن والثقافة والآداب  والسياحة ودعم قطاع التعليم وتنمية الابتكارات والاختراعات، أما في الدول التي رسم حدودها المستعمر ولم يقوم بعمل دساتير حاكمة لهم وليس أشخاص عملاء للمستعمر تعم  الاضطرابات والصراعات لجعل تلك البلدان ومنها العراق دولة فاشلة تعاني من صراع قومي مذهبي ليسهل السيطرة عليه ويسرق ثرواته، كل ما قام به فلول البعث عملوا وصنعوا  ميليشيات اجرامية تجيد مهنة القتل وصناعة كواتم الصوت وزرع العبوات وإيصال الانتحاريين والمفخخات لعمل الانفجارات وتشجيع وفتح طرق الفساد المالي والاجتماعي، عراق به ثلاثة شعوب، قوات أمنية محاصصاتية تكون بها القوات  الأمنية ضعيفة ومخترقة ولنا بقضية تسليم الموصل وتكريت إلى داعش، الضباط والجنود والقادة السنة سلموا اسلحتهم وهربوا،  الأكراد انسحبوا تجاه الاقليم، النتيجة تبخر الجيش وتهالك وأصبح فلول منهزمة.

الحكومة  العراقية  الحالية والسابقة  لديها قوات أمنية جيش وقوات الداخلية تصل إلى أكثر مليون جندي وشرطي، لكن هذه القوات الامنية مخترقة من قبل فلول البعث وغير قادرة على توفير الامن، أتذكر إرهابي اسمه محمد عبدالجليل بحقبة حكومة المالكي الثانية تم اعتقاله يعمل بقوات التدخل السريع مسؤول عن حماية مدينة الصدر في يوم واحد فجر ثلاثين عبوة ناسفة اعترف انه فجر لأسباب مذهبية، محمد عبدالجليل سني المذهب وجندوه لكي هو من يقوم بزرع العبوات لقتل المواطنين الشيعة في أحياء بغداد الشيعية.

العراق يعاني من صراع مذهبي قومي لذلك لا يمكن إيقاف الصراع بدون الاعتراف بهذا الصراع عندها يمكن الجلوس لإيجاد حلول جذرية للصراع عندها تنتهي أهمية وجود جماعات مسلحة رديفة لدعم القوات الامنية، بل إذا عم الأمن والسلام يتم تقليل عدد قوات الجيش والشرطة إلى نسبة لاتتجاوز عشرات آلاف وليس ملايين الجنود والشرطة والقوات الرديفة مثل وضعنا الحالي.

20/1/2022

 

اترك تعليقاً