السيمر / فيينا / السبت 29 . 01 . 2022
يوسف السعدي
الحالمون ببناء وطن، هم القادرون على الحوار، والقادرون على التحاور يستطيعون المضي بتألف القلوب.. وصاحب المشروع السامي يمشي على الزجاج، المتكسر لكي يصنع طريق لا اخوته، هكذا هم أصحاب المشروع.
الشهيد هو لحظة التسامي فوق هذه الغرائز العمياء، حينما يثبت في مواجهة الموت، ويعلو فوق الانعكاسات الشرطية، وقتها يتحقق فيه الإنسان الكامل، يكون الشهيد هو الإنسان الكامل الذي أسجد الله له الملائكة.. والسيد الحكيم الشهادة هي من ارادته لأنه هو كان اهلا لها كجده الحسين.
الزعيم الذي فقد حياته دفاعا عن معتقداته ودينه ووطنه وشعبه، والذي جاء بعقيلته التي تهدف الى بناء عراق قوي مستقلا، شهيد المحراب ايقونة الجهاد والتضحية والإيثار، تاريخ مشرق بالأمل نعم القائد انت لم يوقف احد مشروعك، الذي أسس على القرابين من دماء الشهداء والمجاهدين والمضحين، وهو الذي ينتظر استشهاده في البصرة، قبل وصوله الى النجف، و لذلك اغتسل غسل لشهادة قبل دخول العراق، لأنه كان قارئ للوضع الجديد وعارفا وكاشفا للمشاريع الظلامية التي تحاك للعراق.
الأول من رجب يوم انتصار الحق على الباطل، وهي مناسبة ووطنية، وهو الإيمان بالعراق ووحدة.
استذكار شهيد المحراب، هو استذكار لمراحل تطور ذلك المشروع الوطني العراقي، بامتداداته التاريخية وحاضره وافاق مستقبله، خسارتنا لشهيد المحراب هي خسارة للعالم الإسلامي، لأنه كان من الشخصيات العراقية المعدودة ،التي تمتلك قدرة عالية على التواصل مع محيطها.
لقد كان استهداف شهيد المحراب وفي وقت مبكر بعد سقوط النظام البائد استهدافاً للوحدة الوطنية العراقية واستهدافاً لاستقلال القرار العراقي، ومشروعه لبناء الدولة العصرية العادلة التي نسعى إليها، و ليكن الاول من رجب بوصلتنا لمواصلة المسير في بناء العراق وتغليب لغة الاعتدال ومنهج الدولة على لغة الفوضى واللادولة.