التدخّل الروسي في سوريا ليس وشيكاً بل قيد التنفيذ .. بوتين سوف يعلن حربه على الارهاب من نيويورك
متابعة المركز الخبري لجريدة السيمر الاخبارية — منذ بداية المؤامرة على سوريا ومحور المقاومة والممانعه الذي تمثله, كان الموقف الروسي الداعم لسوريا ليس بمفاجئاً خاصة وأن العلاقات العسكريّة بين دمشق وموسكو تعود إلى أيام الإتحاد السوفياتي السابق. نمت هذه العلاقات بشكل كبير في عهدي الرئيسين ميخائيل غورباتشوف وبوريس يلتسين إلى أن تعززت أكثر في عهد الرئيس الروسي الحالي فلاديمير بوتين الذي أعاد تفعيل القاعدة البحرية الروسية في ميناء طرطوس, كما وشكل سداً سياسياً لمواجهة التداعيات والنوايا الغربية والعربية لإسقاط الرئيس المقاوم والممانع الدكتور بشار الأسد. ومنذ بداية الأزمة السورية لم تقف روسيا عند الحد السياسي بل عملت على تحصين سوريا بدعمها بالعتاد العسكري بشتى أنواعه ناهيك عن الدعم الإقتصادي إلى جانب الدعم الإيراني الذي بدوره ساهم بالتصدي للهجمات الإرهابية المدعومة عربياً, وغربياً وأمريكيا, واسرائيليا وتركياً.
فلماذا تعلن روسيا اليوم عن تدخلها العسكري في سوريا رسمياً؟ وما هو السبب الحقيقي وراء هذا التدخل المفاجئ والإعلان عن بناء جسور جوية وبحرية ونقل أسلحة ثقيلة وخفيفه إلى سوريا؟؟ لجأ البعض لتحليل هذا الإعلان وتكهن أسبابه ومن بينها “فشل” أمريكا وحلفائها بالقضاء على تنظيم “داعش” الإرهابي, الذي ما كان أساسا ليكون لولا الدعم الأمريكي العربي.
وفي سياق متصل, كشف مصدر عسكري ميداني لـ “بانوراما الشرق الأوسط” أن ما لا يقل عن 6000 عسكري روسي بكامل تجهيزاتهم العسكرية أصبحوا الآن على الأراضي السوريه, وذلك لبدء عملية القضاء على الجماعات الإرهابيه. وأن السبب الحقيقي وراء هذا التدخل المفاجئ هو تسرّب معلومات لروسيا عن لقاء سرّي جمع أصحاب القرار في كل من أمريكا واسرائيل وما يسمى بـ “التحالف العربي” لأخذ القرار بالتدخل العسكري المباشر في سوريا في سيناريو مشابه للسيناريو اليمني, للقضاء على الجيش العربي السوري وحزب الله.
وأضاف المصدر لـ “بانوراما الشرق الأوسط” أن عواقب تكرار السيناريو اليمني في سوريا لا تنحصر في تسرب “الجماعات الإرهابية” للأراضي الروسية والتي حسب ما وضّح المصدر أن دورها الرئيسي هو السيطرة على ممرات حقول النفط في كل من العراق وسوريا, بل أولاً: سيطرة ما يسمى بـ “التحالف العربي” وأمريكا وبالتالي إسرائيل على سوريا, يعني السيطرة على المنفذ البحري الروسي الوحيد في البحر الأبيض المتوسط.
وتابع المصدر, ثانياً والأهم.. الغاز: فبعد إتفاق “كيوتو” سنة 1992، وتطبيق الدول الأوروبية لإجراءات الحد من الإحتباس الحراري، كان الغاز النظيف هو البديل الأقل تلوثاً للبيئة لتوليد الطاقه, فبذلك تضاعف إستهلاك أوروبا للغاز, مما جعل الغاز “ذهب العصر” وجعل روسيا المصدّر الأوّل للغاز في العالم. فإن روسيا تصدّر كمّيات ضخمة من الغاز السائل تبلغ 420 مليار طن سنوياً، عبر شبكة معقدة من خطوط الأنابيب تمتد من روسيا مرورا بأوكرانيا وبيلاروسيا إلى مجمل أوروبا الشرقية سابقاً، وصولاً إلى ألمانيا وبلجيكا بواسطة شركة “غاز بروم” الروسية (وهذا يفسر ما يحدث في أوكرانيا). هذا وكانت قد رفضت سوريا العرض القطري “المغري” لتمرير أنابيبها عبر سوريا (ما يفسر الدور القطري في الأزمة السورية) ثم تركيا (مما يفسر الموقف التركي المعادي لسوريا) لتصل أوروبا. وتابع المصدر أنه بعد الكشف عن حقول غاز ونفط داخل المياه الإقليمية السورية والتي بدورها وبحال استخراجها تضع سوريا على خارطة أهم الدول المصدّره للنفط والغاز, وبحال سيطر “التحالف العربي” وأمريكا على هذه الحقول فإنه بالتالي يقضي على النفوذ الروسي “النفطي” في أوروبا.
وتوقع المصدر أن يعلن الرئيس الروسي بوتين “حربه على الإرهاب” في خطابه الموعود في الأمم المتحدة في الثامن والعشرين من الشهر الحالي في نيويورك. وهذا ما تخشاه واشنطن, حيث أنه بإمكان بوتين من خلال هذا الخطاب أن يجرد الولايات المتحده وسياستها في “عقر دارها” بحسب وصفه, خاصة بعد فشل هذه السياسة بالقضاء على الإرهاب بعد 14 عاما من اعلانها “الحرب على الإرهاب”, خاصة وأن كل المعطيات تثبت دعم أمريكا للجماعات الإرهابية لا محاربتها وبالتالي يعيد بوتين فرض روسيا كقوة عظمى تنافس الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها.
وأكد المصدر العسكري لـ “بانوراما الشرق الأوسط” أن التدخل العسكري الروسي ليس وشيكاً بل هو قيد التنفيذ, إلا أن الإعلان عن بدء التدخل الرسمي يعتبر من “الشكليات”. مضيفاً أن التنسيق بدأ مع كل من المقاومة في حزب الله والجيش العربي السوري والقوات الايرانية المتواجدة على الاراضي السورية.
ختاماً, أشار المصدر أن هذه الحرب المعلنة على المنطقة, هي حرب مصالح ونفوذ عسكري واقتصادي ونفطي بالدرجة الأولى, فهي كما كل الحروب, هناك الرابح “اقتصاديا” والخاسر “اقتصاديا”.
خاص بانوراما الشرق الاوسط