السيمر / المنتجع الطبي HOCHEGG / الأثنين 11 . 04 . 2022 —— يرى بعض المراقبين للمشهدين الباكستاني والمصري، ان السلاح النووي في باكستان، واتفاقية كامب ديفيد في مصر، كانا ومازالا مدخلين كبيرين لولوج امريكي مباشر للتدخل في كل صغيرة وكبيرة في شؤون هذين البلدين الاسلاميين الكبيريين والمهمين، بذريعة الحفاظ على الترسانة النووية الباكستانية، والحفاظ على “السلام” بين مصر والكيان الاسرائيلي.
المؤسف ان هذا التدخل الامريكي المباشر في شأن هذين البلدين الاسلاميين، يأتي عبر بعض حلقات الجيشين الباكستاني والمصري، وإخترنا عبارة “بعض” لاننا واثقون بوطنية الجسد الاكبر لهذين الجيشين وحبهما لبلديهما، وكذلك عبر بعض السياسيين الفاسدين الذين باعوا انفسهم للامريكي بحفنة من الدولارات القذرة، وما اكثرهم في بلداننا العربية والاسلامية هذه الايام.
ما يعنينا في هذه السطور الان هو ما يجري في باكستان اليوم وليس مصر، لاسيما بعد ان حجب البرلمان الباكستاني يوم امس الاحد الثقة عن رئيس الوزارء عمران خان، وهو حجب، كان متوقعا، بعد ان حذر خان من وجود مؤامرة امريكية لعزله، بعد رفضه إقامة قواعد امريكية في باكستان، وكذلك رفضه مماشاة السياسية الامريكية ازاء روسيا، وكذلك رفضه التطبيع مع الكيان الاسرائيلي، و هي سياسة إعتمدها خان من اجل التحرر من ربقة الهيمنة الامريكية على القرار الباكستاني، وهي هيمنة لم تسفر سوى توتير العلاقات بين باكستان وجيرانها وعلاقات هذا البلد الاسلمي مع دول الاقليم، خدمة لمخططات امريكا في المنطقة.
اللافت ان بديل عمران خان والذي من المتوقع ان ينصبه البرلمان اليوم هو شهباز شريف، الشقيق الأصغر لنواز شريف الذي تولى هذا المنصب ثلاث مرات في السابق قبل إقالته عام 2017 على خلفية قضايا فساد وسجنه، ثم إطلاق سراحه بعد سنتين لأسباب صحية، وهو يقيم منذ ذلك الحين في بريطانيا.
واللافت ايضا ان شهباز شريف عاش منفيا في السعودية لتورطه في قضايا رشاوي وفساد، ففي كانون الأول/ديسمبر 2019، صادرت هيئة مكافحة الفساد حوالى عشرين عقارا تعود لشهباز ونجله حمزة واتهمتهما بتبييض أموال، كما أوقف واعتقل في أيلول/سبتمبر 2020، وبعد ستة أشهر أفرج عنه بكفالة بانتظار محاكمة ما زالت معلقة.
يبدو أن “الديمقراطية الامريكية” لن تسمح بحدوث ديمقراطية حقيقية في العالمين العربي والاسلامي، ليست على مقاييسها، فهذه الديمقراطية تؤمن بالطاعة العمياء، وتناصر الفاسدين والمفسدين، وتحارب الشرفاء والوطنيين، تفتح احضانها للذين يدينون بالولاء المطلق لأمريكا ، وتنبذ كل من يفكر، مجرد تفكير، في الاستقلالية والتحرر من الولاء الاعمى لامريكا، لذلك نرى الساحات السياسية في هذه الدول، مفتوحة للفاسدين والمرتشين وباعة الاوطان ومن الداعين للتطبيع مع “اسرائيل”، من الذين يلبسون لبوس الوطنية والحرص على البلاد والعباد، بينما هم ليسوا سوى وسيلة، عن طريقها تحارب امريكا الحكومات والاحزاب والشخصيات الوطنية الحقيقية، ويكفي القاء نظرة سريعة على ما يجري الان، في دول الجوار العربي، للوقوف على هذه الحقيقة المُرة.
المصدر / العالم