الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / تخوين واتهامات بالجاسوسية بين بقايا نظام البعث
هبل العرب وصنمهم المشنوق صدام حسين

تخوين واتهامات بالجاسوسية بين بقايا نظام البعث

السيمر / فيينا / الجمعة 13 . 05 . 2022  ——- تستمر  حركة الانشقاقات وعمليات طرد لقياديين من حزب البعث العراقي وسط تبادل اتهامات بالجاسوسية وتخوين لاعضاء نافذين وتهديدات بانشقاقات مقبلة ستغير قيادات وتتولى اخرى المسؤولية بدلا منها، في مؤشر على أزمة حقيقية يعيشها هذا التنظيم الذي حكم العراق 35 عامًا.

وقالت المصادر ان تيار جديدا تاسس هذا الاسبوع يحمل اسم حزب البعث الطليعي.
وكانت  القيادة القومية لحزب البعث، قد اعلنت وهي المسؤولة عن فروعه في الوطن والعالم، عن طرد عضو قيادة قطر العراق لحزب البعث مسؤول القطاع الاعلامي القومي صلاح المختار من مواقعه الحزبية، بتهمة ممارسته تجاوزات ورفضه الاعتراف بأمين سر قيادة القطر صبار المشهداني، وممارسة الشخصنة والتجاوزات على صيغ العمل الحزبي وتوجيه رسائل مضمرة تشكل خروجاً عن الضوابط التنظيمية.

صلاح المختار من موالي بغداد عام 1944، كان سفيرا للعراق في الهند لدى سقوط النظام العراقي السابق في عام 2003، وكان أول منصب شغله هو مستشار صحافي للبعثة العراقية الدائمة في الأمم المتحدة في عام 1980 ثم عمل مديرا في وزارة الخارجية العراقية وامينا عاما مساعدا للشوؤن الاعلامية في جامعة الدول العربية ونائب نقيب الصحافيين العراقيين ورئيس تحرير صحيفة “الجمهورية” الناطقة باسم الحكومة العراقية.

تولى المختار رئاسة منظمة الصداقة والسلم والتضامن العراقية، وله الكثير من المقالات والبحوث المنشورة.. وبعد احتلال العراق انتقل الى اليمن ليقيم فيها إلى أن غادرها بعد أحداث الربيع العربي عام 2011 إلى ألمانيا لاجئا سياسيا فيها.

تطاول ومواقف خاطئة

أشارت القيادة القومية للحزب في بيان  عبر مجلة “الصوت” المقربة من الحزب الى ان المختار الذي اسمته “الرفيق أبو أوس” دأب على عدم الاستجابة الى التوجيهات التي دعته الى الكف عن ذلك، حتى أنه لجأ الى “العناد والدفاع عن مواقفه الخاطئة وعمد الى شخصنة الموضوع والتطاول والاستخفاف بالدور النضالي المشهود للرفيق ابو المشكلة جعفر عضو القيادة القومية للحزب وامين سر قيادة قطر العراق كما طعن في اللجنة من اعضاء قيادة القطر للتدقيق بمسألة تجاوزاته لكنه سرعان ما طعن بها ووصفها بشتى الاوصاف التي لا تستقيم واصول المخاطبة الحزبية كوصفها بالعشائرية والاقطاعية لمجرد انها سجلت ملاحظات نقدية على سلوكه الذي يتنافى مع تقاليد الحزب واعرافه وتقاليده ونظامه الداخلي”.

واوضحت ان “المختار صور نفسه بأنه خزان اسرار الحزب وله الحق برفع السرية عنها، علمًا انه لو صح انه يمتلك اسرارًا حزبية فرفع السرية والافصاح عنها تقرره القيادة الحزبية المختصة المؤتمنة على الاسرار الحزبية ،وليس اي شخص، ربما مكّنه موقعه في لحظة ما، الاطالع عليها .. كما حاول ان يصور نفسه بأنه ضحية مؤامرة مضمرة ضده ،وهذا غير صحيح لأنه مبني على تقدير افتراضي وعلى تهيؤات من نسج خياله”.

وبينت ان المختار عادة ما “يصدر احكامه من الخارج حول ما يسميه تردي العمل الحزبي في العراق وكل ذلك يندرج في اطار التشويش وارباك القيادة والتأثير على المعنويات النضالية في الداخل وهذا هو التخريب التنظيمي بعينه” .. منوهة الى انها اشرت عليه توجهات تكتلية لديه واجراء اتصالات جانبية ولذلك فقد قررت “إعفاء الرفيق صلاح المختار من عضوية قيادة القطر و من الاشراف على الإعلام الحزبي والمواقع ذات الصلة”.

رد غاضب واتهام قياديين بالجاسوسية

و رد صلاح المختار في بيان غاضب على قرار طرده  مؤكدا انه “مناضل بعثي لا تعنيه المناصب ويركلها بقدميه”.

واشار الى انه قد انتمى الى الحزب قبل 66 عاما “عندما لم يكن هناك كل اعضاء القيادات القومية والقطرية في العراق وفي الوطن العربي حاليا قد انتموا الى الحزب وبعضهم لم يولد اصلا”.

ووصف القيادة القومية التي قررت طرده من الحزب بانها “الغائبة عن الوعي والميتة بعض اطرافها” مشيرا الى انه كان قد حذر منذ سنوات من خلايا الجواسيس النائمة المخفيين الذين يندسون بين صفوف الحركات الثورية ومنها حزب البعث وينتظرون لحظة الايعاز لهم بالاستيقاظ ليلتهموا ما يستطيعون التهامه من جسد هذه الحركات بعد ان تكون روحها قد تعفنت واصابها الفساد من اعلى راسها حتى ذيلها”.

واوضح المختار ان هذه الطروحات “كانت تحظى باهتمام كبير من لدن الرفيق القائد الامين العام للحزب عزة ابراهيم الذي كان أكثر الناس حرصا على تنقية الصفوف وفرز العناصر المسئية، حتى انه أوعز لي قبيل رحيله بعدة اسابيع بضرورة صياغة معايير جديدة للقيادات الحزبية”.. مشيرا الى انه كان مقررا أن تصدر قرارات حاسمة من الدوري بإعفاء وطرد بعض اعضاء القيادة القومية وبعض الكادر المتقدم لكن وفاته المفاجأة كانت قاصمة لهذا المسعى الكبير.

ونوه صلاح المختار الى انه بعد وفاة الدوري قد “استيقظ النائٔم الذي كنت احذر من استيقاظه فنهضت جيوشه من جحورها ومعها كل قبائل القوارض المتوحشة التي اظناها طول البقاء في الجحور وانطلقت معها افاعي كوبرا سامة تطلق فحيحها المتعالي في مخطط خبيث لتحطيم الحزب بضرب قياداته فقاموا بتجميد عدد من الرفاق في القيادة القطرية وفي الكادر المتقدم على الصعيدين القومي والقطري ومن التنظيمات العراقية حصرا لان كتائب الجواسيس التي استيقظت في هذه الشهور قد ادركت ان استكمال مهام سيطرة الجواسيس والمتعفنين على التنظيم القومي لا يكون الا بأخلاء ساحة العراق من الحزب وكوادره القيادية وتصعيد مجموعة لا ايمان لها ولا تاريخ لتكون واجهات (حزبية) في العراق”.

وفي اتهام شديد اللهجة، قال المختار انه “استكمالا لهذا الدور الخياني مسنودا بعفن المتعفنين في القيادة القومية ” جرىت ازاحته من العمل الحزبي .. مضيفا “لكن هيهات وتخسا احلامهم المريضة ونفوسهم الحقودة وتخسا ارتباطاتهم التآمرية فالمناضل الحزبي وان كان لا يأبه للمواقع والمناصب الا انه يستميت دفاعا عن حزبه وارثه النضالي”.

وخاطب صلاح المختار القيادة القومية للحزب مهددا بالقول “سترون خلال الايام القلية القادمة كيف سيستعيد الحزب شبابه وينفض عنه غبار اشهر الجمود القلية الماضية وكيف سيكافح العفن الاسود الذي بات ينخر فيه ويعود اليكم حزبا رساليا جهاديا طاهرا من الجواسيس ومن المتعفنين الذين ظنوا انهم استولوا على اشرف حزب عرفه الوجود وسيعود الحزب اليكم رشيقا شابا متجددا يملأه الزهو والاشراق” في اشارة الى امكانية حصول انشقاقات في اعلى هرم الحزم وطرد قياديين فيه واختيار اخرين بدلهم.

يشار الى انه منذ وفاة عزة الدوري في 26 تشرين الاول اكتوبر عام 2020 بعد ان كان قد شغل منصبي نائب الرئيس العراقي السابق صدام حسين في قيادة الحزب ومجلس قيادة الثورة فقدشهد الحزب عدة انشقاقات واستقالات لقياديين فيه ترافقت مع اتهامات متبادلة مايؤكد انه يعيش أزمة حقيقية بعد رحيل معظم قادته التاريخيين او اعتزالهم العمل السياسي والحزبي.

المصدر / اسوار

اترك تعليقاً