السيمر / فيينا / الأربعاء 13 . 07 . 2022
سليم الحسني
وضع السيد مقتدى الصدر الإطار الشيعي أمام الاختبار الحقيقي في إدارة هذه المرحلة. لقد انسحب من العملية السياسية وهو في أوج قوته البرلمانية.
يقول البعض انه انسحب بعد ان خذله حلفاؤه السنة والكرد، ويقول البعض انه يريد ان ينقل المعركة من البرلمان الى الشارع. ويقول بعض ثالث إنه اتخذ القرار بانفعال وعجالة. ويقول آخرون غير ذلك.
مهما كانت دواعي الانسحاب فان النتيجة التي صنعها مقتدى الصدر تبقى واحدة، وهي ابتعاده عن قرار تشكيل الحكومة، وترك الخيار كاملاً بيد الإطار الشيعي.
مقتدى الصدر بخطوة الانسحاب اتخذ أفضل قرار في حياته السياسية، وسيجني مكاسبه سواء نجح الإطار في تشكيل حكومة قوية أو فشل في ذلك.
ففي حالة تشكيل الحكومة القوية، فانه سيكون (بطل التضحية) بلا منازع، فهو الذي امتلك أكبر الكتل عدداً وحين وجد العناد مستحكماً والاتفاق مستحيلاً، قرر الانسحاب وفسح المجال للآخرين.
وفي حالة فشل الإطار في اختيار الرئيس القوي الناجح، فانه سيقدّم البرهان العملي على سوء هذه القيادات في اختياراتها، وأنه كان مصيباً في عدم الاتفاق معها.
لقد أحسن مقتدى الصدر في اتخاذ قرار الانسحاب، وجلس بعيداً يترصد ما سيفعلون. ولا أظن بأنه سيُتعب نفسه بإدانة هذه القيادات عندما تختار رئيساً ضعيفاً أو مجرباً فاشلاً. لن يُتعب نفسه بذلك، لأن صرخة الشعب ستكون سريعة عالية، تُثني على مقتدى الصدر تضحيته، وفي المقابل تعيب على هذه القيادات سوء اختياراتها.
المشكلة حتى لحظة كتابة هذا المقال لا تزال قائمة في طريقة تفكير المتصدين، ونمط اختياراتهم للمناصب الحساسة، إنهم يريدون الرجل الخاضع الذي يحقق مطالبهم، ويحمي امتيازاتهم. وهذه هي حقيقة العملية السياسية، وقانونها الثابت عند كل الأطراف من شيعية وسنية وكردية.
لقد جاءت اللحظة الفاصلة سهلة مطواعة أمام الإطار التنسيقي لاختيار رئيس وزراء مُنقذ للعراق، يُنهي حالة التدهور الكارثي، ويوقف نزف الحزن العراقي الطويل. ولا عذر أمام الكتل الشيعية في سوء الاختيار.
جرّبنا وصبرنا على اختياراتكم يا قادة. صبرنا كثيراً. لم يعد في القلب ما يتسع لقطرة صبر إضافية. فإما أن يكون اختياركم مناسباً لرئيس الوزراء، أو هي لعنة الشعب والتاريخ.
١٢ تموز ٢٠٢٢