الرئيسية / مقالات / من تاريخ النقابات والجمعيات الفاعلة في العراق

من تاريخ النقابات والجمعيات الفاعلة في العراق

السيمر / فيينا / الأحد 14 . 08 . 2022 

محمد علي محيي الدين

موضوع عن الجمعيات والنقابات في العراق كتبته ملخصا لطالب ماجستير للاستفادة منه في اكمال رسالته

لا يخفى أن وضع الفلاح العراقي قبل الثورة كان كارثيا بكل المعايير فقد هيمن حفنة من الاقطاعيين والتجار على أكثر الأراضي الزراعية الصالحة للزراعة ، فيما كان الفلاح العراقي أجيرا لهؤلاء ، وما يحصل عليه لا يكفي لسد رمقه لذلك أضطر الفلاح العراقي لترك أرضه واللجوء إلى المدينة لكسب قوته وتحصيل رزقه، فسكن العشوائيات أو ما يسمى حينها بالصرائف على حدود المدن وبغداد بالذات، مما خلق حالة من التذمر بين اوساط الفلاحين، إذا علمنا أن نسبة الفلاحين أو سكنة القرى يزيد على 70% من سكان العراق ، مما جعلهم يبحثون عن الملاذ للخلاص من وضعهم المأساوي فكان أن تشكلت جمعيات فلاحية سرية تضم عدد من الفلاحين ، بقيادات حزبية أو غير حزبية وقامت هذه الجمعيات بمراجعة الدوائر الحكومية للمطالبة بحقوق الفلاحين وكل ذلك كان يجري بدعم من العناصر الشيوعية المبثوثة في مختلف القرى العراقية.

ولا يفوتنا في هذا المجال الإشارة إلى دور المعلمين- وهم الطبقة المثقفة آنذاك- في التحشيد وتنظيم المضابط  المطالبة بحقوق الفلاحين، وقد شكل وفد فلاحي في الفرات الأوسط لمقابلة الملك لعرض مظالم الفلاحين ان من ضمن المشاركين به الاستاذ عدنان عباس الكادر الشيوعي المعروف.

وقد شكل الحزب في عام 1956 جمعية الملاكين الأحرار وهذه الجمعية تضم بعض صغار الملاكين ممن شعروا بمعاناة الفلاح العراقي فنذروا انفسهم للمدافعة عن حقوقه.

لذلك عند نجاح الثورة كان للفلاحين دورهم الكبير في مساندة الثورة ودعمها وقد خرج المئات منهم لمنع تحرك قوات الفرقة الاولى في الديوانية التي كانت تريد التحرك لإجهاض الثورة.

ازاء ذلك شرعت حكومة الثورة قانون الإصلاح الزراعي الذي مر بمخاض عسير الى أن أعلن الزعيم قاسم في 30 ايلول 1958 نبأ مولد القانون وإصداره ونص القانون  على تحديد الملكية الزراعية في الأراضي الديمية بنسبة 2000 دونم وفي الأراضي التي تسقى سيحا ب(1000) دونم وبذلك جرى الاستيلاء على الاراضي العائدة للإقطاعيين وتوزيعها على الفلاحين فيما تبقى الحصة المقررة ملكا لصاحبها.

وشكلت لجنة للإصلاح الزراعي أنيط بها الاستيلاء والتوزيع وبذلك تم تحديد ما يراد الاستيلاء عليه  بخمسة ملايين دونم  جرى الاستيلاء على حوالي المليون دونم فعلا، فيما كانت المساحات المؤمل إخضاعها للقانون بحدود (8) ملايين دونم  وقد بلغ عدد الإقطاعيين الذي أعلنت أسمائهم 451 شخصا  وهؤلاء لوحدهم يمتلكون ملايين الدونمات.

وجرى توزيع الاراضي على الفلاحين من اهالي المنطقة ذاتها ورغم ما شاب المشروع من اخفاقات وتحايل من قبل الدوائر الحكومية الموروثة من النظام البائد والتي حاولت افشال القانون من خلال توزيع الاراضي غير الصالحة للزراعة وابقاء الاراضي الصالحة للملاكيين.

ونص القانون على تشكيل الجمعيات التعاونية الزراعية التي تدعم من قبل الدولة بتوفير الاسمدة والبذور ومستلزمات الزراعة الأخرى، ودعت الدوائر الزراعية الى توفير كل ما من شأنه أنجاح الزراعة حيث عمل على مكافحة الآفات الزراعية والاهتمام بالثروة الحيوانية، فيما كان لمشاريع الري أثرها في تحسين الواقع الزراعي حيث جرى العمل لتدشين سد دوكان ومشروع الغراف ومبازل الشطرة ونواظم الغراف ومشروع العزيزية ومشروع أواسط دجلة  ومشروع أعالي الفرات ومشروع ديالى ومشروع أواسط ديالى وأسفلها ومشروع شط المشخاب ومشروع سنكسر ومشروع ري كركوك ومشروع النهروان ومشروع العظيم ومشروع سد بخمة إلى غيرها من المشاريع العملاقة التي جرى المباشرة بها وأكملت في السنوات التالية للثورة، اضافة لمشاريع البزل التي شملت عدد من المحافظات العراقية .

لذلك كان الفلاح العراقي داعما للثورة مؤيدا لها رغم الملابسات التي احاطت بقانون الاصلاح الزراعي وادت الى فشله بسبب التعامل المقصود لإدارات الالوية وهو جزء من المؤامرة المعدة لإجهاض الثورة والقضاء عليها

النقابات والمسيرات

وقد اصدرت الحكومة القوانين الكفيلة ببناء الحياة الدستورية فقد الغت قانون العشائر  الذي كان يتحكم بواسطته رجال الاقطاع من رؤوساء العشائر بمصير الملايين من الفلاحين وكان ركيزة هامة من رائز الاقطاع  واوقف العمل بقانون التسوية الذي استخدمه الاقطاعيون لنهب الارض وتسجيلها باسمائهم  والغى قانون العقوبات البغدادي ومواده المقيدة للحريات

وقد شهد العراق بعد الثورة المسيرات الجماهيرية الحاشدة التي لم يكن لها مثيل في تاريخ العراق والشرق الاوسط وكانت اولى التظاهرات في 7 اب 1958 حيث شارك فيها اكثر من نصف مليون مواطن تعلن تأييدها للثورة ومشاريعها الرامية لرفاهية العراقيين ومظاهرة اخرى يوم 5-11-1958 بعد مؤامرة عبد السلام عارف وشهدت بغداد مظاهرة ليس لها مثيل شارك فيها اكثر من 30000 امرأة يمثلن عوائل شهداء الحركة الوطنية في 2-1-1959 وبعد مؤامرة الشواف في شباط  1959خرجت مسيرة حاشدة مؤيدة للثورة في 9-3-1959  وكان الاحتفال بعيد الجيش عام 1959  شارك فيها اكثر من مليون مواطن وفي مسيرة السلام يوم 17-4-1959 شارك ما يقرب من مليون مواطن فيها وكانت مظاهرة الاول من ايار 1959 وشارك فيها ما يزيد على مليون مواطن  ومسيرة الشبيبة الديمقراطية التي جرت في ا2-6-1959 التي شارك فيها مئات الالوف  اضافة للمسيرات في المناسبات المختلفة مثل عيد الشجرة وعيد الام ويوم الطفل ويشارك بها عشرات الالوف

وجرى اجتماع كبير بمناسبة اجازة النقابات في 20-2-1959 حضرته وفود النقابات من الالوية ووفد الجمعيات الفلاحية  واقم اتحاد الطلبة العراقي احتفالا في ساحة الكشافة يوم 21-2-1959 حضرته وفود الحركة الطلابية في العالم بعد انتهاء اعمال المؤتمر الثاني وفي 25-3-1959 جرى احتفال جماهيري كبير في ساحة زبيدة بمناسبة الخروج من حلف بغداد وفي 30 -6-1959 نظمت النقابات والاتحادات والجمعيات احتفالا كبيرا بمناسبة ذرى ثورة العشرين شارك في عشرات الالاف من المواطنين والمفت للنظر في جميع هذه المناسبات ان الجيش العراقي كان يحتفل جنبا الى جنب مع جماهير الشعب  وكانت الهتافات الموحدة تردد “عاش تضامن الجيش ويه الشعب~~”  

كان عدد نقابات العمال التي اجيزت بعد الثورة اكثر من خمسين نقابة اهمها نقابة عمال ومستخدمي السكك وعدد اعضائها 19500  ونقابة عمال ومستخدمي النفط وعدد اعضائها 16853 ونقابة عمال ومستخدمي البناء والمشاريع  الانشائية وعدد اعضائها 70000 ونقابة عمال ومستخدمي امانة العاصمة وعدد اعضائها 10000  ونقابة عمال الميكانيك وعدد اعضائها 10000 ونقابة عمال الخياطة والكوي 7500 وبلغ مجموع اعضاء النقابات حوالي 250000 حتى تاريخ 14-5-1959 وكلهم ينتمون الى اتحاد نقابات العمال في الجمهورية العراقية

الجمعيات الفلاحية

اجيز الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية بتاريخ 21-5-1959 وان قوامه 734 جمعية فلاحية وانعقد المؤتمر الاول في 15-4-1959 برعاية الزعيم عبد الكريم قاسم

انصار السلام

نشأت حركة انصار السلام عام 1954 في العراق واسهمت في مؤتمرات السلام العالمية وكانت سرية وبعد ثورة تموز 1958 اصبحت علنية وافتح مؤتمرها الاول في 14-4-1959 برعاية الزعيم عبد الكريم قاسم  وكان لهم الدور الكبير في اجهاض مؤامرة عبد الوهاب الشواف في الموصل شباط 1959

اتحاد الشبيبة الديمقراطي

نشاة حركة الشبيبة بصورة سرية في العهد الملكي وشارك اعضائه في مؤتمرات الشبيبة العالمية بصورة سرية وبعد الثورة برز الاتحاد كقوة جبارة في الشارع العراقي واقيم مؤتمره الاول في 11-6-1959 برعاية الزعيم عبد الريم قاسم وحضرته وفود شبابية من مختلف دول العالم  وقد ضم اكثر من اتحاد الشبيبة العالمي اكثر من 85 مليون شاب وشابة

اما اتحاد الشبيبة العراقي فقد تجاوز عدده اكثر من 85000 شاب وشابة يضم مختلف قوميات الشعب العراقي

اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية

عقد مؤتمره الاول في ساحة السباع عام 1948  واستمر بعمله السري حتى عام 1958 حيث اصبح علنيا بعد ثورة تموز 1958 وفي 16-2-1959 عقد مؤتمره الثاني برعاية الزعيم عبد الريم قاسم وحضرته وفود طلابية من مختلف انحاء العالم

الحرة النسوية شكلت رابطة المرأة العراقية في العهد الملكي وعملت بشكل سري وعقدت مؤتمرها الاول في 8-3-1959 برعاية عبد الكريم قاسم وحضرته وفود مثل مختلف المنظمات النسوية العالمية

نقابة المعلمين

  تأسست عام 1959 .. وهي منظمة مهنية جماهيرية ذات نفع عام لها تملك الأموال المنقولة والعقار والقيام بجميع التصرفات القانونية لتحقيق أهدافها المنصوص عليها في القانون. تتمتع بالشخصية المعنوية.. لها فروع في بغداد والمحافظات ويمثلها نقيب المعلمين أومن يخوله وقد أفتتح مؤتمرها الأول الزعيم عبد الريم قاسم.

نقابة المحامين

شكلت هذه النقابة في العهد الملكي وكانت تتميز باها لم تن مسايرة للانظمة الحاكمة وتولى الدفاع عن السياسيين العراقيين وساهمت في النشاط السياسي والجاامهيري ضد النظام الملكي وبعد قيام ثورة 14 تموز 1958 توسع نشاط نقابة المحامين وازداد اعداد المحامين المنظوين تحت لوائها ، وكان لها دورها في مواكبة التطور الاجتماعي والسياسي.

وكان لكل هذه المنظمات الدور الفاعل في حماية ثورة 14 تموز والدفاع عنها وانت أكثر قياداتها بعد الثورة من الشخصيات الديمقراطية واليسارية والوطنية وبعد تذبذب مواقف عبد الريم قاسم هيمنت عليها القوى الرجعية والقومية إلى أن هيمن البعث على السلطة عام 1968 فأصبحت أداة للنظام .

اترك تعليقاً