السيمر / فيينا / الأحد 02 . 10 . 2022
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
النفاق في اللغة هو إظهار الإنسان غير ما يبطن بداخله، وسمي المنافق لأنه يجعل لنفسه وجهين، يظهر أحدهما حسب الموقف الذي يواجه، وبخفي الوجه الحقيقي الثاني، ويعرف مفهوم النفاق بشكل عام هو إظهار عكس ما هو كائن داخل النفس البشرية، ومن علامات النفاق، كما قال الرسول الكريم ص إذا حدّث كذب، وإذا اؤتمن خان، وإذا وعد أخلف.
فمن توفرت فيه هذه العلامات فهو منافق خالص، ومن توفرت فيه واحدة ففيه شعبة من شعب النفاق والدجل( يستطيع الكذب أن يدور حول الأرض في انتظار أن تلبس الحقيقة حذاءها)
هذا الكلام إلى المستر مارك توين ممثل,فنان,فكاهي,كاتب (1835 – 1910).
ليس جديدا على الساسة اتباع أساليب الكذب والنفاق، وإذا كان فيلسوف الغرب ميكافيلي أجاز اتباع اسلوب الخداع للوصول إلى الهدف، فقد سبقه رأس الكذب والنفاق معاوية بن أبي سفيان اتبع اسلوب الإعلام المضلل وأعطى أموال لكل شخص ينقل حديث كاذب عن رسول الله ص لتغطية حقيقة الأحاديث التي تحدث بها رسول الله محمد ص بحق الإمام علي بن ابي طالب ع، خلال متابعاتي لتصريح الساسة والخطباء والمحللين العرب والغربين بغالبيتهم يبدأ بالكذب بمجرد أن يفتح فمه، وعندما تدقق النظر بوجوههم تجد الكثير منهم يتكلم في أسلوب متمرس به على الكذب والخداع، حتى ان علماء النفس درسوا ظاهرة الكذب وبعض الباحثين استطاعوا صناعة أجهزة تكشف الكذاب، الغالبية العظمى من أقوال الساسة مبنية على الكذب والخداع.
بدخول الإنترنت والبث الفضائي أصبح العالم أشبه كقرية صغيرة لذلك باتت الأكاذيب معروفة وأصبح أحاديث الكذابين من السياسيين حديث الشوارع بل عندما تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي تجد آلاف من الناس ومن مختلف الأعمار والاديان والمذاهب والقوميات ومن كلا الجنسين تجدهم فريقين كل فريق يكذب ويشتم الفريق الآخر، وإذا دخل بين الفريقين المتخالفين اي شخص يتم شتمه بدون اي سبب، كل طرف يدافع عن صنمه ويتعجب هؤلاء من دفاع الطرف الثاني المختلف معهم عن صنمه وزعيمه الذي يعتقد انه قائد وزعيم وطني بل وولي من أولياء الله الصالحين.
نعم السياسيين يكذبون منذ قديم الأزمان، لكن أكاذيبهم كانت بتلك الأزمان يتم تصديقها وذلك لعدم وجود أجهزة إعلام شعبية كمواقع التواصل مثلاً، فقد تحولت تلك المواقع إلى أماكن فضائح واماكن للتهريج، يتصفحها ملايين البشر الذين باتوا يشكلون جبهات مؤيدة وفاضحة ومراقبة لتصريحات السياسيين.
بظل وجود غوغل واليوتيوب باتت أقوال الساسة ورجال الدين والخطباء والنشطاء مسجل ولايمكن حذفه، فلايمكن التنصل من تلك التصريحات والأقوال.
الدول التي ملكت الإنترنت والبث الفضائي وسمحت للبشرية في استخدامه للكسب المادي وللترويج للثقافة والسياسة التي تريد تفرضها على شعوب العالم، الذي يملك التقنيات فهو قادر على توظيف فيالق اعلامية مدربة لتزييف الحقائق وتقبيح كل جميل وتجميل كل قبيح، هناك حقيقة العرب لم تصنع الأصنام التي عبدوها بالجاهلية انما تم استيرادها إليهم، وكذلك الانظمة العربية الحالية تم صناعتها خارج حدود البلدان العربية، لذلك لايوجد فرق بين أصنام العرب سابقا واصنام عرب اليوم، لا يوجد فرق ابدا فهم نفسهم نفسهم، لدينا الكثير من الامعات من الساسة والقادة إذا بصق بوجوه اتباعه يعتبرون ذلك هبة من الله عز وجل، والحاكم العربي البدوي إذا طبع أو بال على رؤوس اتباعه يقنعهم الإعلاميين المرتزقة أن السماء مطرت وليس بول هذا الحاكم الظالم المستبد.
اذا تم القول إلى المرتزقة أنتم مرتزقة فهم يتقبلون ذلك مثلهم مثل العاهرات إذا قيل الى العاهرة انتي عاهرة فهي لاتنزعج، لذلك كثيرون من الساسة واعني الساسة بكل أصقاع العالم واتباعهم فاقدي الضمير الانساني، بالغرب تجد ساسة اليسار يحكمون بلدانهم بطرق إنسانية ونفس هؤلاء الساسة يدعمون أنظمة دكتاتورية بدوية قمعية ناشرة إلى الإرهاب والكراهية ويعتبروهم قوى اعتدال وسلام…..الخ.
مصالح الدول الكبرى فوق القيم، يبيعون انظمة وجماعات المعارضات التي ناهضت هذا الطاغية أو ذاك ويتخلون عنها ويتبرأون منها من أجل الحصول على مكاسب سياسية تدفعها لهم دول البداوة الوهابية الخليجية، رأينا كيف تم بيع الحكومة الأفغانية والشعب الافغاني إلى حركة طالبان الاجرامية.
عندما تخلص شعب العراق من حكم صدام الجرذ الهالك، التلفزيون العراقي نقل اذان الصلاة في صلاة الظهر والمغرب وفق الأذان الشيعي في الشهادة استحبابا إلى الأمام علي بن أبي طالب عليه السلام في الولاية، في اليوم الثاني وزير الخارجية السعودية سعود فيصل اطل وهو يحرك رأسه ٣٦٠ درجة مثل الرادار بالقول ايران احتلت العراق، هو يعلم علم اليقين إيران لم تحتل العراق وإنما الشيعة العراقيين أصبح لهم حق المشاركة في حكم العراق مع بقية المكونات العراقية الأخرى.
بسبب أكاذيب الكتاب والساسة والمغردين العرب في الصحف والمواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي رجل اعمال بريطاني أسس شركة مختصة في صناعة الكذب، ونفسه مدير هذه الشركة اتهم بدعم حملة ترامب فكان جوابه استفدت من أكاذيب العرب واسست شركة لصناعة الكذب، رجل الأعمال مؤسس شركة الكذب يحمل الجنسية البريطانية، أحد الإعلاميين العرب يعمل بقناة الجزيرة معروف بالكذب والتهريج، يستعمل أقذر الطرق واخسها في تشويه الحقائق، كان يعمل في إذاعة بي بي سي العربي، لديه مشروع مرتبط بجهات مخابراتية غربية في استهداف القوى الشريفة العربية، يوميا اتابع مايكتبه هذا الكذاب، وقبل فترة منظمات مخابراتية غربية منحته شهادة تقدير بالقول انه اكثر شخصية مؤثرة بالعالم العربي، تغريدات هذا السيء ليل نهار يقلب الحقائق، يصب جام غضبه على العراقيين والسوريين واليمنيين ……الخ بطرق قبيحة ويطرح مواضيع بطريقة محترفة للتدليس، بل إبداعات هذا الكذاب تجاوزت شعوب العرب والمسلمين ووصلت إلى مهاجمة الغرب بالظاهر وهو بالواقع معهم ضد عدوهم الروسي، إحدى تغريداته لهذا اليوم كانت كالتالي( قد يكون لدى امريكا والغرب الف طريقة لطرد روسيا من مجلس الامن،لكن هناك شيء واحد يمنع ذلك:
ومن سيستخدم الفيتو نيابة عن امريكا في القضايا التي لا تريد واشنطن ان تلوث يدها فيها، من سيقوم بالمهمات القذرةفي العالم نيابة عن الغرب لو سقطت روسيا وايران وبقية الذيول التابعة لهما).
انتهى، هذا الكذاب هو ذيل بن ذيل إلى قطع النفس، كذاب، فاقد لشرف الخصومة، من عائلة معروفة في الخيانة والتآمر على قضايا العرب والمسلمين….الخ، ذيل بن ذيل أشبه بعاهرة تتكلم عن الشرف.
في الختام نضع كلام إلى الفيلسوف الإمام علي بن أبي طالب ع به وصف دقيق إلى فيالق الكذابين والمنافقين من الإعلاميين العربان يقول الأمام علي ع
قال ( عليه السلام ) : ( نَحْمَدُهُ عَلَى مَا وَفَّقَ لَهُ مِنَ الطَّاعَةِ ، وَذَادَ عَنْهُ مِنَ الْمَعْصِيةِ ، وَنَسْأَلُهُ لِمِنَّتِهِ تَمَاماً ، وَبِحَبْلِهِ اعْتِصَاماً ، وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، خَاضَ إِلَى رِضْوَانِ اللهِ كُلَّ غَمْرَةٍ ، وَتَجَرَّعَ فِيهِ كُلَّ غُصَّةٍ ، وَقَدْ تَلَوَّنَ لَه الْأَدْنَوْنَ ، وَتَأَلَّبَ عَلَيْهِ الْأَقْصَوْنَ ، وَخَلَعَتْ إِلَيْهِ الْعَرَبُ أَعِنَّتَهَا ، وَضَرَبَتْ إِلَى مُحَارَبَتِهِ بُطُونَ رَوَاحِلِهَا ، حَتَّى أَنْزَلَتْ بِسَاحَتِهِ عَدَاوَتَهَا ، مِنْ أبْعَدِ الدَّار ِ، وَأَسْحَقِ الْمَزَارِ .أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللهِ ، بِتَقْوَى اللهِ ، وَأُحَذِّرُكُمْ أَهْلَ النِّفَاقِ ، فَإِنَّهُمُ الضَّالُّونَ الْمُضِلُّونَ ، وَالزَّالُّونَ الْمُزِلُّونَ , يَتَلَوَّنُونَ أَلْوَاناً ، وَيَفْتَنُّونَ افْتِنَاناً ، وَيَعْمِدُونَكُمْ بِكُلِّ عِمَادٍ ، وَيَرْصُدُونَكُمْ بِكُلِّ مِرْصَادٍ قُلوبُهُمْ دَوِيَّةٌ ، وَصِفَاحُهُمْ نَقِيَّةٌ ، يَمْشُونَ الْخَفَاءَ ، وَيَدِبُّونَ الضَّرَاءَ ، وَصْفُهُمْ دَوَاءٌ ، وَقَوْلُهُمْ شِفَاءٌ ، وَفِعْلُهُمُ الدَّاءُ الْعَيَاءُ ، حَسَدَةُ الرَّخَاءِ ، وَمُؤَكِّدُوا الْبَلاَءِ ، وَمُقْنِطُوا الرَّجَاءِ ، لَهُمْ بِكُلِّ طَرِيقٍ صَرِيعٌ ، وَإلى كُلِّ قَلْبٍ شَفِيعٌ ، وَلِكُلِّ شَجْوٍ دُمُوعٌ .يَتَقَارَضُونَ الثَّنَاءَ ، وَيَتَرَاقَبُونَ الْجَزَاءَ ، إِنْ سَأَلُوا ألْحَفُوا ، وَإِنْ عَذَلُوا كَشَفُوا ، وَإِنْ حَكَمُوا أَسْرَفُوا ، قَدْ أَعَدُّوا لِكُلِّ حَقٍّ بَاطِلاً ، وَلِكُلِّ قَائِمٍُ مَائِلاً ، وَلِكُلِّ حَيٍّ قَاتِلاً ، وَلِكُلِّ بَابٍ مِفْتَاحاً ، وَلِكُلِّ لَيْلٍ مِصْبَاحاً ، يَتَوَصَّلُونَ إِلَى الطَّمَعِ بِالْيَأْسِ ، لِيُقيمُوا بِهِ أَسْوَاقَهُمْ ، وَيُنَفِّقُوا بِهِ أَعْلاَقَهُمْ .
يَقُولُونَ فَيُشَبِّهُونَ ، وَيَصِفُونَ فَيُمَوِّهُونَ ، قَدْ هَوَّنُوا الطَّرِيقَ ، وَأَضْلَعُوا الْمَضِيقَ ، فَهُمْ لُمَةُ الشَّيْطَانِ ، وَحُمَةُ النِّيرَانِ ، ( أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) .
صدق الإمام علي ع وكذب منافقي العربان القدمى والحاضرين بعصرنا هذا تبا وتعسا لهم، هذا هو قدرنا ولدنا في عصر وزمان قذر لامكان له للشرفاء للأسف الشديد.
2/10/2022