أخبار عاجلة
الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / أيها السادة: لا تكرروا نفس الخط

أيها السادة: لا تكرروا نفس الخط

السيمر / فيينا /السبت 22 . 10 . 2022 

( ما بيكم خير لو زين واحدكم فاسد
… يل بگتونه بإسم الدين من أصغر واحد )

 

وقد جاء في سياق حملة إعلامية ضخمة أطلقتها العتبات خلال أضطرابات تشرين لتحريض الناس على إسقاط حكومة عبدالمهدي
.. في وقتٍ كان الشارع يشتعل بالفوضى والحرائق والقتل وتعطيل المؤسسات .. وكانت الحاجة ماسّةً للتهدئة
.. رغم ذلك اتخذت العتبات كثيرا من الخطوات التصعيدية – ميدانيا وإعلامياً –
من بينها هذا النشيد السياسي الذي قُرِئَ في صحن الإمام الحسين بمشاركة العشرات من كوادرها ، مستخدما لغةً تسقيطيةً مُفَصّلةً على مقاسِ الإسلاميين : (… يل بكتونه بإسم الدين) .. ثم لا يستثني منهم أحدا : (… ما بيكم خير لو زين من أصغر واحد).

– يمثل هذا الخطاب نموذجاً للتدخل غير الحميد لمؤسسات دينية في نزاعاتٍ ذاتِ طابع سياسي تشترك فيها أطراف خارجية ..
.. حيث يكون مستغربا أن تشارك تلك المؤسسات في تأليب الشارع وتصعيد الفوضى .. بينما يُنتظر منها خطابٌ يدعو للتهدئةِ وحقنِ الدماء – لا خطاب كراهية.
– لقد قوّض هذا المنهج حياديّةَ المؤسسة الدينية وسلب منها دورها الأبوي وحوّلها لطرفٍ شريكٍ في صراع سياسي دولي إتخذ من المطالب الشعبية غطاءً له .
– ولطالما حذر العقلاء من مخاطر الخطاب الديني المنحاز سياسياً – لكن صوت التطرّف كان أعلى .
– نتأمل من السادة القيّمين على تلك المؤسسات أن يكونوا قد استوعبوا الدرسَ وأدركوا حجم الخطأ الذي وقعوا فيه عبر تسييسهم للسلطة الروحية وتوظيفها في مغامرات سياسيةٍ مجهولة العواقب ..
.. خصوصا بعدما إتضحت نتائجها الكارثية.
– كما ننتظر منهم مبادراتٍ تصحيحيةً شجاعةً – في مقدمتها :
١- توجيه الإدانة لحكومة الفساد الحالية (والمصنّفة بالأسوأ على الإطلاق).
٢- والوقوف بحزم بوجه محاولات التجديد لرئيسها المبخوت ، والذي يحظى بدعم واضح من بعض رجال السلطة الدينية ، والذين باتوا معروفين بتوجهاتهم المريبة وميولهم نحو الغرب ، والذين أساءوا لسمعة المؤسسة الإسلامية الشيعية أكثر مما أساءَ لها الفاسدون من المتأسلمين .

٨ -١٠ -٢٠٢٢
المعمار
كتابات في الشأن العراقي – الشيعي

اترك تعليقاً