السيمر / فيينا / الأثنين 24 . 10 . 2022 ——- ربما لم يلعب المهاجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، دور المنقذ لمانشستر يونايتد أمام تشيلسي عندما خرج فريقه بنقطة من تعادل إيجابي يوم السبت، لكنه ظل أحد محاور النقاش الرئيسية في النادي.
والبداية كانت يوم الأربعاء عندما رفض رنالدو المشاركة كبديل في الفوز 2-0 على توتنهام، ثم قراره بمغادرة ملعب أولد ترافورد قبل صافرة النهاية، ليصبح محل اهتمام العناوين الرئيسية للصحف.
وبينما احتفل اللاعبون بهدف تعادل كاسيميرو المتأخر أمام تشيلسي في ستامفورد بريدج، اختفى رونالدو في مكان مجهول بعد عدم مشاركته كعقاب له من جانب مدرب الفريق الهولندي إيريك تن هاغ.
ورغم هذا أصر المدرب الهولندي على أن الفريق لا يزال “بحاجة” إلى المهاجم البرتغالي، لكن تظل هناك تساؤلات حول ما إذا كانت قصة عودته الخيالية ليونايتد سوف تنتهي بشكل غير ودي.
يعتقد جاري نيفيل، قائد مانشستر يونايتد السابق، أن الأمر الآن يتعلق فقط بتحديد موعد رحيل رونالدو هذا الموسم، وليس ما إذا كان سيغادر أم لا.
وأضاف نيفيل: “يجب أن ينتهي هذا الوضع”.
هل هناك سبيل للعودة؟
أثارت تصرفات رونالدو في الدقائق القليلة الأخيرة ضد توتنهام الكثير من الجدل، لكن يبدو أن الشعور السائد هو أن الأمر وصل إلى طريق مسدود بينه وبين النادي.
أظهر مدرب مانشستر يونايتد إريك تن هاغ، سيطرته واستبعد رونالدو من مباراة تشيلسي ومن التدريبات مع فريقه الأول.
أكدت مشاهد الاحتفالات بين لاعبي مانشستر يونايتد بعد هدف كاسيميرو في الدقيقة 94 أمام تشيلسي، ما يحاول تين هاغ حمايته في الفريق وهو إظهار القتال والروح والعمل الجماعي.
وقال روب غرين، حارس مرمى إنجلترا السابق لبي بي سي راديو 5 لايف: “أشك في أن رونالدو سيلعب مع مانشستر يونايتد مرة أخرى”.
“إنه طلاق فوضوي لكن تين هاغ انتظر قليلا. رونالدو أحرق كل جسوره.”
قبل أسابيع قليلة فقط، حظي رونالدو بإشادة لأنه حقق 700 هدف في مسيرته مع الأندية. لكن مع بلوغه 37 عاما لم يعد الوقت في صفه ويمكن لبعض الناس أن يتفهموا إظهار مشاعره بالإحباط لأنه يسعى بشدة للحصول على وقت للعب.
ويعتقد مدافع مانشستر يونايتد السابق ريو فرديناند، أنه كان من الممكن التعامل مع الموقف بشكل أفضل.
وأضاف فرديناند: “ربما لم يكن التواصل واضحا عند التعامل مع رونالدو، الذي قد يكون أعظم لاعب على الإطلاق، إلى جانب ليونيل ميسي”.
وأكد على أنه (رونالدو) يحتاج إلى هذا التواصل الآن أكثر من أي وقت مضى. إنه رفيقي وتريد أن ترى أصدقاءك يقومون بعمل جيد، لكنني ولا يمكن إهمال هذا التواصل في غرفة الملابس. إذا لم يكن التواصل موجودا، فستظهر المشاكل.”
وأضاف روي كين، لاعب وسط مانشستر يونايتد السابق: “لقد كان أداء اللاعبين أسوأ بكثير في مانشستر يونايتد”.
“هل هناك سبيل لعودة رونالدو للفريق؟ لست متأكدا.”
تين هاغ لم يغلق الباب حتى الآن
لكن على الرغم مما قد يعتقده المراقبون، لم يغلق تين هاغ الباب أمام رونالدو.
كان المهاجم البرتغالي هداف مانشستر يونايتد الموسم الماضي، وأنقذ فريقه في مناسبات عديدة بأهداف درامية متأخرة.
وردا على سؤال عما اذا كان الفريق “قد افتقد” رونالدو في مباراة يوم السبت، رد تين هاغ “دائما نفتقده”.
وقال: “يمكنه تسجيل الأهداف وهو ذو قيمة بالنسبة لنا. نحن بحاجة إليه، هذا واضح. أعتقد أنني تحدثت بما فيه الكفاية عن هذا الوضع”.
تعاقد رونالدو مع مانشستر يونايتد ينتهي الصيف المقبل 2023، لكن هناك أحاديث مؤخرا عن انتقاله من النادي قبل انتهاء عقده.
كانت هناك إشارات عن احتمالية انتقاله إلى العملاق الفرنسي باريس سان جيرمان، على الرغم من مزاعم أخرى بأن هذا الأمر غير مرجح.
ويعد انتقاله إلى الدوري الأمريكي لكرة القدم خيارا محتملا آخر، بينما قيل أيضا إنه تمت مناقشة إمكانية عودته إلى ناديه السابق سبورتينغ لشبونة.
“التركيز على استراتيجية الخروج”
تحليل: سايمون ستون – بي بي سي سبورت
فعل رونالدو كل الأشياء الصحيحة منذ خروجه من أولد ترافورد، بعد رفضه المشاركة في الدقائق الأخيرة ضد توتنهام الأسبوع الماضي.
لكن القضية الأساسية لا تزال قائمة.
يريد رونالدو اللعب وهو في السابعة والثلاثين من عمره. إنه يشعر أنه لا يزال قادرا على العمل بمستوى مرتفع ويمكنه تقديم مساهمة مؤثرة في المباريات الكبيرة.
وعلى الجانب الآخر، يحاول المدرب تين هاغ تأسيس فريق يمكنه السيطرة على الاستحواذ والضغط العالي في الملعب بأسلوب حديث.
وببساطة، فإن أفكارهما لا يمكن أن تلتقي معا.
يشعر رونالدو أنه كانت هناك عروض للمغادرة في الصيف الماضي، كما أراد ذلك. يقول مانشستر يونايتد إنه ببساطة لم يكن هناك (عروض)، باستثناء عرض واحد من السعودية، أو على الأقل لم يكن هناك عرض مناسب يجعل النادي لا يدفع نسبة كبيرة من راتبه.
أمام يونايتد الآن ست مباريات قبل كأس العالم. رونالدو يحتاج إلى وقت للعب. بالنظر إلى أحداث هذا الأسبوع، من المناسب للجميع أن يحافظ اللاعب على رباطة جأشه كما يجب على المدرب أن يستخدم اللاعب الأعلى أجرا في فريقه.
لكن التركيز الآن يجب أن يكون على استراتيجية خروج.
كان هناك أشخاص في يونايتد في الصيف شعروا أن غرفة الملابس ستكون أفضل بدون رونالدو. وأحداث هذا الأسبوع تظهر الدليل على ذلك.
صحيح أيضا أنه مع فريق أفضل من يونايتد في تسليم الكرة في المناطق الصحيحة للمهاجم، يمكن أن يظل رونالدو لاعبا فعالا للغاية.
ولكن بعد الأسابيع الثلاثة المقبلة، من الأفضل لكلا الجانبين معرفة ما إذا كان بإمكانهما المضي قدما بعيدا عن بعضهما البعض، حتى لو كان ذلك يعني أن يدفع يونايتد جزءا من راتب رونالدو، أو أن يغادر اللاعب بدون جزء من مستحقاته.
المصدر / بي بي سي