السيمر / فيينا / الخميس 05 . 01 . 2023
شهدت العاصمة العراقية بغداد اليوم الخميس حفلا رسميا بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد قادة النصر، بحضور رؤساء مجالس الوزراء والنواب والقضاء الأعلى، وقيادات سياسية وأمنية.
وبدأ رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض كلمة المحفل الافتتاحية بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد قادة النصر، ثم تلاه رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، إضافة إلى رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي فائق زيدان.
وحضر المحفل الذي أقيم في فندق الرشيد ببغداد، زعامات عراقية وقيادات سياسية من بينهم رئيس تيار الحكمة الوطني السيد عمار الحكيم، والنائب الأول لرئيس مجلس النواب محسن المندلاوي، وشخصيات أخرى.
الفياض: نعاهد رئيس الوزراء أن يكون الحشد الشعبي منضبطا وتحت قيادته
أكد رئيس هيئة الحشد الشعبي، فالح الفياض، اليوم الخميس، أن الحشد الشعبي والقوات الأمنية رسما طريق الانتصار على عصابات داعش الإرهابية، فيما أشار إلى أن قادة النصر وقفوا للعراق في أصعب ظرف مر به.
وقال الفياض خلال المحفل الرسمي بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد قادة النصر، أن “قادة النصر وقفوا للعراق في أصعب ظرف مر به”، مبينا أن “العراق اليوم عاد إلى سابق عهده بالاستقرار والأمن“.
وأضاف، أن “الشهيد المهندس نذر حياته دفاعا عن هذا البلد وشارك في رسم فرحة الانتصار العراقي”، لافتا إلى أن ” الحشد الشعبي والقوات الأمنية رسما طريق الانتصار على عصابات داعش الإرهابية“.
وعاهد رئيس هيئة الحشد العشبي، الجميع ب “الدفاع عن العراق”، مجددا تعهده أن “يكون الحشد الشعبي نموذجا للانضباط والطاعة“.
وأكد الفياض، أن “الشهيد المهندس إبن العراق الباسل الذي نذر حياته للدفاع عن البلد”، مضيفا “كيف لا نؤبن الشهيد سليماني وقد قاتل معنا في كل البقاع“.
وأتم الفياض كلمته قائلا: “الشهيدان المهندس وسليماني قدوة لشبابنا وجيلنا الصاعد“.
السوداني: دماء قادة النصر يجب أن لاتذهب سدى ولن نتوانى بترسيخ قوة الدولة
من جانبه شدد رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، على أن دماء شهداء قادة النصر يجب أن لا تذهب سدى، فيما أكد عدم التواني في ترسيخ قوة الدولة.
وقال السوداني، خلال المحفل الرسمي بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد قادة النصر: “في الثالث من كانون الثاني عام 2020، صحونا على خبر مفجع وتطور خطير وهو استهداف واستشهاد نائب رئيس هيأة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس وضيف العراق الجنرال قاسم سليماني ورفاقهما على أرض العراق“.
وأضاف أن “قيام الإدارة الأميركية السابقة بهذا العمل يعد اعتداء صارخا على الارض والسيادة العراقية وهو مدان بجميع الأعراف والقوانين الدولية، كما إنه عمل خطير كان يمكن أن تؤدي تداعياته إلى تهديد الأمن والاستقرار في المنطقة جمعاء“.
وتابع أن “استهداف قيادة كان لها الدور البارز في دفع الهجمة الإرهابية الخطيرة على العراق والمنطقة في أثناء المعركة لا يعبر عن احترام للاتفاقيات الثنائية وعلاقات الصداقة بين الدولتين”، مضيفا: “من الواجب هنا أن نستذكر في هذا اليوم بطولات قادة النصر في ميادين الوغى وتصديهم لأعتى جماعة إرهابية متطرفة عرفها تاريخنا المعاصر“.
وأكد أن “محاربة الإرهاب الظلامي كانت بحاجة إلى الايمان الراسخ والقوة والبسالة، وجاء ذلك الايمان من خلال الروح الوطنية الأبية للعراقيين ومن فتوى الدفاع الكفائي للمرجع الأعلى سماحة اية الله العظمى السيد علي السيستاني (دام ظله الوارف)، والقوة والبسالة جاءت من تضحيات الأبطال في ساحات المعارك من أمثال الشهيدين والألوف المؤلفة من شهداء القوى العسكرية والأمنية بكل صنوفها من الجنوب إلى الشمال، ومن الشرق إلى الغرب“.
ولفت إلى أن “دماء الشهداء الزكية يجب أن لا تذهب سدى، ولهذا الهدف، تعمل حكومتنا الجديدة على بناء الأساس المتين للسيادة العراقية، عراق مستقل في سياساته، يبني علاقاته على أساس المصالح المشتركة مع المجتمع الإقليمي والدولي ويحافظ على سيادة أراضيه ومياهه ويمنع الاعتداء على البلد وأهله وضيوفه“.
وأردف بالقول: “العراق القوي هو رسالتنا، عراق قادر على مواجهة التحديات والأزمات، عراق مستقل ينأى بنفسه عن الصراعات الإقليمية والدولية ويؤدي دوره المهم في السعي لحلها، ويقف على مسافة واحدة بين أشقائه وجيرانه وأصدقائه، وعراق يلعب الدور الفعال والحيوي لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء ويصبح راعيا للتلاقي والحوار بدل أن يكون ساحة للصراع أو لتصفية الحسابات“.
وبين أن “العراق بفضل موقعه الجغرافي الاستراتيجي وعمقه التاريخي والحضاري يمكنه أن يكون فاعلا في نزع فتيل الأزمات القائمة ومنع التصعيد وتخفيف التوترات والانطلاق نحو منطقة امنة مستقرة مبنية على أساس المصالح المشتركة لشعوب المنطقة“.
وأكمل حديثه: “أن ينعم العراق بالاستقرار الذي يستحق، هي الغاية التي ناضل وجاهد من أجلها الشهداء، لهذا سنواصل العمل لقطع دابر الإرهاب أينما تواجد، كما سنواصل طريقنا في الإصلاح الإقتصادي ومحاربة جائحة الفساد التي تمثل التحدي الراهن الأكثر خطورة، نعمل ومن دون تردد على ضبط المنافذ الحدودية واقتلاع ظاهرة تهريب العملة، نتحرك وبكل جد من أجل تحقيق اهداف الحكومة بتنمية الصناعة والزراعة ورفع المستوى المعيشي للفرد العراقي، وتوفير فرص العمل للشباب وتقديم الخدمات لكل المجتمع من شماله إلى جنوبه، لن نتوانى في ترسيخ قوة الدولة وشعور المواطن العراقي بانتمائه لبلد قوي مقتدر يحافظ على سيادته وكرامته ويوفر العيش الرغيد له. وهذا جزء من رد الدين لدماء الشهداء وتضحياتهم التي عبدت الطريق نحو عراق مستقر مزدهر ذي سيادة كاملة ومرتكز لاستقرار المنطقة برمتها“.
وختم كلمته قائلا: “رحم الله شهداء العراق جميعا والشهيدين السعيدين قادة النصر، ونعزي انفسنا والشعبين العراقي والإيراني في ذكرى استشهادهما، حمى الله العراق وشعبه“.
زيدان يدعو القائمين بالتحقيق في جريمة اغتيال قادة النصر لبذل الجهد لكشف مرتكبيها
أكد رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان، اليوم الخميس، أن استشهاد قادة النصر جريمة غادرة ليس لها أساس قانوني وخسارة كبيرة لن تعوض، ومسؤولية القضاء محاسبة من ارتكب الجريمة مضاعفة، داعيا القائمين بالتحقيق إلى بذل جهد استثنائي لكشف المرتكبين.
وقال زيدان خلال المحفل الرسمي بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد قادة النصر أن “ذكرى فاجعة استشهاد قادة النصر الشهيد أبو مهدي المهندس والشهيد قاسم سليماني ورفاقهما إثر جريمة غادرة جبانة ليس لها أساس أخلاقي أو قانوني هي بلا شك ذكرى حزينة ومؤلمة“.
وأضاف، أن “الخسارة كبيرة لن ولن تعوض”، منوها أن “المهندس بصفات إنسانية نادرا ما تجتمع في شخص واحد لذا فالخسارة كانت وستبقى كبيرة“.
واشار، إلى أن “الواجب على كل محب للشهداء القادة أن يخلد ذكراهم وأن يسجل للتاريخ ما عرفه عنهم لإطلاع الأجيال القادمة على الدور البطولي الذي قاموا به خلال فترة مظلمة في تاريخ الدولة العراقية، عندما احتلت عصابات داعش الإرهابية عددا من المحافظات العراقية“.
ولفت، إلى أن “داعش كانت تسعى لإقامة دولة الخرافة، إلا أن فتوى المرجعية الرشيدة واستجابة أبناء العراق لها أفشلت هذا المخطط الإجرامي“.
وتابع، أن “الشهيد المهندس كانت له مواقف مهمة في حماية مؤسسة القضاء من الاجتهادات الخاطئة التي بدرت سواء من بعض الشخصيات أو مجلس النواب تجاه مؤسسة القضاء“.
وأردف، أن “مسؤولية القضاء في محاسبة من ارتكب هذه الجريمة هي مسؤولية مضاعفة لأن واجب القضاء أساسا بموجب القانون بشكل عام هو معاقبة كل من يرتكب جريمة، لكن المسؤولية الأخلاقية في تذكر مواقف الشهيد الإيجابية من المؤسسة القضائية تشكل حافزا إضافيا لأداء هذا الواجب المفروض على القضاء بموجب القانون“.
وعن اسباب عدم محاسبة من ارتكب الجريمة النكراء، أجاب زيدان، أن “القضاء يتعامل مع أية جريمة تعرض عليه وفق الأدلة المنصوص عليها في القانون وهذه الأدلة تقدم للقضاء من الجهات الأمنية التي تتولى التحقيق“.
وأكد، أن “القضاء لن يتردد في اتخاذ الإجراءات القانونية بحق كل من يثبت عليه دليل اشتراكه في هذه الجريمة بأي شكل من الأشكال أيا كان منصبه وموقعه ومصداق ذلك صدور مذكرة قبض بحق الرئيس السابق للولايات المتحدة الأميركية الذي اعترف علنا أنه من أمر بارتكاب هذه الجريمة لذا اعتبر القضاء هذا دليلا كافيا لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقه“.
ودعا رئيس مجلس القضاء الأعلى، القائمين بالتحقيق في الجهات الأمنية إلى “بذل الجهد الاستثنائي للتوصل إلى الأدلة التي تكشف مرتكبي هذه الجريمة”، مبينا أنها “ستبقى وصمة عار في جبين كل من ارتكبها أو اشترك بها“.
ممثل الرئيس العراقي: جريمة اغتيال قادة النصر يجب أن تبقى موقعا للاستنكار والرفض
هذا وأكد ممثل الرئيس العراقي عبد الله العلياوي، أن جريمة المطار يجب أن تبقى موقع للرفض والاستنكار
وقال العلياوي خلال المحفل الرسمي بالذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد قادة النصر، أن “قادة النصر أحبطا مخططات الأعداء”، لافتا إلى أن “جريمة الاستهداف يجب أن تبقى موقع للرفض والاستنكار“.
وتابع أن “سيرة قادة النصر يجب أن تكون مصدر فخر لكل الوطنيين والاحرار”، مشيرا إلى أن “جريمة الاغتيال يجب أن تكون في اولويات التعامل السياسي“.
وذكر، “نجدد العزاء لأسرتي الشهيدين ونحث المقاتلين على مواصلة مسيرتهما“.
المصدر / العالم