السيمر / فيينا / الأربعاء 22 . 03 . 2023
ينظر العراقيون بغضب بعد ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء لمستويات كبيرة مع اقتراب حلول شهر رمضان، لتصل أسعار لحوم الأغنام إلى 22 ألف دينار للكيلو غرام الواحد، بينما تراوحت أسعار لحم العجل ما بين 18 إلى 20 ألف دينار، في ظل عجز الحكومة وخاصة وزارة الزراعة عن تحقيق التوازن المنشود في السوق المحلية.
الطلب والعرض
وفي هذا الصدد، قال التاجر بشير في “جوبة” الشعلة (مجزرة الشعلة لبيع وذبح الماشية) بالعاصمة بغداد، والتي تعتبر غير نظامية وغير خاضعة للحكومة، في حديث لوكالة شفق نيوز، إن “الطلب الكبير على اللحوم خلال هذه الأيام التي تسبق رمضان وقلة المواشي من الأغنام والعجول أدى إلى ارتفاع الأسعار بمقدار يتراوح بين ألف وألفي دينار”.
وأضاف أن “أسعار الاغنام (الجملة) ارتفعت إلى 18 ألف دينار بعد أن كانت قبل ثلاثة أيام تباع بـ16 ألف دينار، وسعر العجول العراقية بلغت 12 ألف دينار، بعد أن كانت تباع قبل أيام بـ11 ألف دينار”.
وأوضح أن “قلة اعداد الاغنام والعجول ومنع إقليم كوردستان من عملية انتقال الماشية باتجاه بغداد وباقي المحافظات الاخرى ادى الى ارتفاع الاسعار”، مستدركا ان “كوردستان هي الاخرى تعاني حاليا من ارتفاع الاسعار”، مشيراً إلى أن “أسعار الأغنام والعجول تختلف حسب أنواعها”.
وبين أن “الاغنام والعجول العراقية والتي يفضلها العراقيون نتيجة مذاقها الطيب تأتي بالمرتبة الاولى من حيث الاسعار وتأتي باقي الأنواع بالمرتبة الثانية”، لافتا الى ان “هناك انواعا من الأغنام من مناشئ ايرانية وسورية، كما أن هناك عجولا هندية وبرازيلية و أوكرانية وكولومبية”.
وسجلت وزارة التخطيط، ارتفاعا بمعدل التضخم الشهري بنسبة (3.6%) خلال الشهر الأول من العام الحالي 2023، مبينة أن أسباب الارتفاع جاء نتيجة الارتفاع في قسم المطاعم بنسبة 6.7 بالمئة وبأسعار قسم الاغذية والمشروبات غير الكحولية بنسبة (3.8%).
مائدة بلا لحم
بدوره، رأى المواطن علي عارف، خلال حديثه للوكالة، أن “المائدة التي يتم تحضيرها في البيت أصبحت بدون لحوم، سواء كانت للمرق أم الأكلات الغذائية الأخرى”، مبيناً أن “الأسرة العراقية باتت غير قادرة على شراء اللحوم بعد ارتفاع أسعارها بشكل جنوني”.
وذكر المواطن، أن “شراء اللحوم للطبقات الوسطى اضحى في المناسبات فقط في حين لا يدخل لبيوت الفقراء، لتكتفي الاخيرة بإدخال اللحوم البيضاء(الدجاج) وان كان ايضا بشكل محدود”.
ضعف الرقابة
من جانبه، نوه المواطن محمد حسن، إلى أن “ضعف الجهات الرقابية وعدم قدرتها على اتخاذ الوسائل الكفيلة بتوفير اللحوم الحمراء وحصرها بيد التجار أدى إلى ارتفاع أسعارها بشكل كبير”، مبيناً أن “وزارة الزراعة لم تخطُ لحل هذه المشكلة على غرار ما فعلت مع ارتفاع أسعار البيض”.
وتوقع حسن، استمرار ارتفاع أسعار اللحوم لبقية الأشهر المقبلة في حال لم تقم الحكومة بوضع حد للأسعار وخاصة مع بقاء الطلب عليه خلال الفترة المقبلة”.