السيمر / فيينا / الثلاثاء 09. 05 . 2023
حليفان الأمس، خصمان اليوم، هكذا هي لعبة السياسة، فالكل يبحث عن تحقيق أكبر قدر من المصالح، مهما كانت طبيعة العلاقات واسسها، فلن يقف بوجه “المغانم” الشخصية “لا مكون ولا شعب ولا حتى وطن”.
التخندقات السنية تأسست بشكل جديد مع المرحلة السياسية الجديدة، فدخل كل من رئيس تحالف عزم، خميس الخنجر، بتحالف مع رئيس تحالف السيادة، محمد الحلبوسي، للحصول على المناصب السياسية والمغانم المالية.
وهذا ما حصل بالفعل، عندما ترأس الحلبوسي مجلس النواب، في وقت الذي نجح الخنجر في كسب عدد من الحقائب الوزارية، الا أن “ما بُني على باطل يبقى باطلاً” فهذه العلاقة “البراغماتية” لم تدم طويلاً وبدأت منذ الوهلة الأولى صراعات “مخفية” بين الطرفين.
ائتلاف دولة القانون، عد، العلاقة بين رئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي، ورئيس تحالف عزم، خميس الخنجر، منذ البداية “غير مستقرة”، فيما بين تأثير العلاقات الدولية عليهما.
ويقول القيادي بالائتلاف، حيدر اللامي، في حديث لوكالة / المعلومة /، إن “الاجتماع الأخير الذي جمع رئيس تحالف عزم، خميس الخنجر، مع قيادات تحالف العزم، دليل على عدم استقرار علاقته مع رئيس البرلمان، محمد الحلبوسي”.
ويضيف، أن “العلاقة بين الخنجر والحلبوسي، ومنذ البداية لم تكن مستقرة، والذي يؤكد عدم استقرار علاقاتهم الدولية”.
ويوضح القيادي بائتلاف المالكي، أن “العلاقة بين تركيا والسعودية متأرجحة وليست ثابتة والقت بظلالها على القيادات السنية والتي بقت متأرجحة هي الأخرى”.
ويجدد اللامي تأكيده، قائلاً: “علاقة رئيسي تحالفي عزم وتقدم، ابداً لم تكن مستقرة باعتبار ومنذ البداية جرى بينهما صلحاً في تركيا ثم عاد الخلاف بينهما مرة أخرى ووصل الامر بينهما الى كسر العظم والتكلم بالأعراض”.
*خلافات ظاهرية
الخلافات الجديدة تطورت وظهرت بشكل علني بعدما كانت تدار في الخفاء، عندما قرر، رئيس تحالف عزم، خميس الخنجر، عقد اجتماعاً مع رئيس تحالف العزم، مثنى السامرائي، المنافس الأول لرئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي.
وعقد رئيس تحالف عزم، خميس الخنجر، يوم أمس الاثنين، لقاءً مع رئيس تحالف العزم مثنى السامرائي، بحضور رئيس ديوان الوقف السني.
بدوره، حدد رئيس مركز القمة للدراسات الاستراتيجية حيدر عرب، أسباب تغيير مواقف رئيس تحالف عزم، خميس الخنجر، وتوجهه للمعسكر السني الاخر، فيما عد المرحلة السابقة للخنجر تكللت بـ”الفشل”.
ويذكر عرب في حديث لـ / المعلومة /، إن “هناك أكثر من نقطة لربما فرضت على رئيس تحالف عزم، خميس الخنجر، تغيير مواقفه وتحالفاته”، مبينا أن “الامر الأول يتمثل بسعي رئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي الى الهيمنة والتفرد بالسلطة واقصاء الشركاء السياسيين الاخرين من المكون السني”.
ويلفت الى، أن “الأمر الثاني يتمحور حول وجود استحقاق مقبل والذي يدور حول انتخابات مجالس المحافظات المحلية وهو ما دفع خميس الخنجر الى إيجاد تحالفات جديدة “، لافتا الى أن “هناك اتفاقات وصفقات كبيرة أفضل من تحالفه مع تقدم”.
ويوضح مدير مركز القمة، أن “الخنجر يحتاج الى تغيير المواقف والتحالفات؛ من أجل أن تكون المرحلة الانتخابية المقبلة جيدة بالنسبة له، وبالتالي من يحقق نسبة عالية من الأصوات والمقاعد في مجالس المحافظات سيكون له دوراً مؤثراً في انتخابات مجلس النواب”.
ويؤكد عرب، أن “هاتين النقطتين هما من دفعت الخنجر أن يفكر بضرورة أن تكون له علاقات ولقاءات مع الفريق السني الاخر الذي استطاع أن يكون له موقفاً بتحالفاته مع القوى السياسية الأخرى”.
ويتابع حديثه، قائلاً: “قراءة الخنجر حول المرحلة السابقة تكللت بالفشل، وهذا ما يؤكد ضرورة وجود علاقات ثنائية أو تحالفات جديدة”.
مصالح السياسة كشفت جيدا حجم الخلافات بين الكتل والأحزاب لاسيما بعد تشكيل الحكومة وبداية مرحلة تقسيم كعكة المناصب، الا أن قيادات المكون السني تغلبت على بقية المكونات وجذبت انظار القريب والبعيد الى حجم هذه الخلافات، والذي يؤكد امرا واحداً وهو أن “بيوت العنكبوت أوهن من تحالفاتهم”.