مصر سبب تقسيم السودان
21/07/2024
مقالات
10 زيارة
فيينا / الأحد 21. 07 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
العرب عبر تاريخهم محكومين وليسوا حاكمين وإن توفرت لهم فرصة الحكم فيعم الخراب والدمار والقتل والفقر، وانعدام العدالة الاجتماعية، هناك حقيقة، من رسم حدود الدول العربية هي بريطانيا وفرنسا، ومن صنع أنظمة وحكام للدول العربية الناشئة هم بريطانيا وفرنسا، كان يأمل العرب بعد قرون طويلة من سيطرة الأمم الاخرى، يصبحون دول ذات سيادة ومحترمين بين الأمم.
لكن طبيعة العرب تطبعوا على الخيانة والتعامل مع المحتلين، لنقولها الأمم الأخرى حكمتهم ونكحتهم بظل رضا من العرب، مفتي مكة زعيم العرب والعالم الإسلامي السُني تعاون مع بريطانيا وفرنسا لاسقاط الدولة العثمانية بكل خسة ونذالة، فتوى مفتي مكة شريف حسين جندت مائتين الف مصري للقتال تحت قيادة جنرال بريطاني لغزو السودان، لننظر للوضع بغزة كل الدول العربية السُنية مع نتنياهو لتصفية حماس ولو كان ذلك يكلف قتل نصف شعب غزة العربي السُني، ووقف الشيعة دون غيرهم مع أهل غزة، وتحملوا القصف والقتل والتهديدات…..الخ.
لازال العربان يكذبون على الشيعة، ويقولون انهم يتعاونون مع اليهود والصليبيين والمحتلين، لكن الواقع على الأرض أثبت عكس ذلك، الشيعة قاتلوا إلى جانب الدولة العثمانية التركية السنية والتي كان تضطهد الشيعة، والعرب السُنة خانوا دولة خلافتهم وتعاونوا مع القوات البريطانية والفرنسية لاسقاط دولة خلافتهم العثمانية الإسلامية السُنية،
نسجوا قصص لا اصل لها في الافتراء على الوزير ابن العلقمي الأسدي رض اتهموه بالتعاون مع التتار، والواقع على الأرض، أن الخليفة العباسي تعاون مع التتار للقضاء على دولة البويهيين الشيعية الإسماعيلية في ايران، وأن جيوش التتار عسكرت في مدينة مندلي مدة ١٢٠ سنة قبل دخولهم إلى بغداد، وكان التتار يحلبون بالخليفة العباسي مثل حلب ترامب لابقار الخليج السمينة، بل الشيعة الإسماعيلية دخلوا بغداد وقوات التتار طردت الشيعة الإسماعيلية من بغداد وإعادت الخليفة العباسي إلى دار الخلافة، طبيعة الكتاب والمؤرخين العرب والمسلمين السنة يكذبون لطمس الحقائق.
مشاكل السودان دائما تأتيهم من مصر، تطوع المصريين للقتال تحت إمرة جنرال بريطاني لغزو السودان، بالحرب العالمية الاولى، وقامت بريطانيا بنشر إرساليات ظاهرها لنشر المسيحية في جنوب السودان بين الوثنيين، والغاية التمهيد لهدف كبير بالمستقبل، شعب السودان دخل بحرب داخلية مع الجنوب لقتال مجاميع مسيحية تطالب بالاستقلال، واستطاع السودانيين من السيطرة على كافة أراضي الجنوب بعام ١٩٩٣، وهرب قادة التمرد خارج أراضي السودان، حسني مبارك ذهب بزيارة إلى إثيوبيا في عام ١٩٩٦ تعرض لمحاولة اغتيال في اريتريا، تم اتهام حركة الإخوان المتوهبيين أنصار تنظيم القاعدة بذلك، وكان الإرهابي السعودي الشيخ أسامة بن لادن ضيف لدى البشير وحسن الترابي، رد فعل حسني مبارك قام في تسليح المعارضة المسيحية بالدبابات والمدفعية والصواريخ، بل وأدخل معهم قوات مصرية في بداية الامر، خلال أقل من شهرين دخلت قوات التمرد مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان، انتهت في استقلال الجنوب عن السودان، وهذا تم بفضل مصر أم الدنيا وقيادتها الحكيمة، نحن عاصر تلك الحقبة، ولم ينقلها لنا أحد.
لذلك غالبية الأنظمة العربية مرتبطين بدول الاستعمار، ولكل رئيس دولة عربية دور محدد له بخدمة مصالح الدول الاستعمارية، صدام الجرذ اوكلت له مهمة شن حرب ضد إيران لاستنزاف الشعبين العراقي والايراني خدمة للتطبيع، واكمل ذلك بغزو دولة الكويت، التي نتج عنها حصار وفقر وقتل وظلم شديد، انتهت بسقوط نظامه واحتلال العراق من قبل أمريكا وبريطانيا بمباركة ودعم من دول الخليج، لذلك أنظمة دول الرجعية العربية واجبهم تمويل حروب الناتو الساخنة والباردة، والقتال نيابة عن الناتو ولنا في تجربة مجاهدة السوفيت في أفغانستان، النتيجة تحطم وتهيكل السوفيت من خلال العصابات الإرهابية الوهابية وبتمويل مالي من دول الخليج الوهابية البترولية.
لاتنتظر خيرا من الكتاب والصحفيين العرب، عندما يكتبون مقالاتهم السياسية بالصحف أو من خلال التحليل في الحوارات بالبرامج الحوارية التلفزيونية أو على مواقع التواصل الاجتماعي.
لأن البيئة العربية ساذجة، نتاج قرون طويلة من الظلم والاضطهاد، لذلك اي شخص لا يفارق بيئته التي نشأ فيها ولا يقرأ غير الكتب التي تدعم معتقداته الموروثة، ويستمد على ثقافته من وسائل إعلام بلده العربي، لا ننتظر منه خيرا، أن يكون محايداً في الحكم على الأمور .
إن معتقداته القومية والدينية والطائفية تُلوث تفكيره حتماً وتبعده عن جادة البحث الصحيح، اقول إلى الكتاب والصحفيين العرب، بدلاً من الكذب والتدليس، والتحريض والشيطنة، نقول لهم، تحلوا بالشجاعة و تعالوا نناقش القضايا بساحتنا العربية ونبحث عن أسباب تعثر العرب ونجد الحلول بكل شفافية إن كنتم فعلاً حريصين على الأوطان والشعوب وإنهاء المعاناة، مانراه من تضليل إعلامي عربي، الغاية التدليس وخداع عامة الناس، وأن مانراه من الفيالق الإعلامية العربية المدربة بشكل جيد لتضليل عامة الناس، الهدف منه ليس
بالبحث عن الحلول الصحيحة لإنهاء المعاناة، بل هدف الفيالق الإعلامية العربية مجرد تخدير ومناكفات وتبادل للإتهامات بدون أي فائدة.
قبل شهر تعرض الكثير من السودانيين الذين عبروا لمصر بسبب القتال مابين البرهان وحميداتي، الشعب المصري يعاني من الفقر، وكذلك توجد نسبة عالية من المصريين ضد نظام السيسي، لم يجدوا وسيلة للتعبير عن معارضتهم إلى نظام السيسي سوى اهانة السودانيين المشردين، الذين هربوا بسبب القتال الذي يدور في السودان.
كتاب مصريين شكلوا تجمع لوقف التحريض على السودانيين، شَبعنا من أقوال بعض الكتاب المصريين بالقول أن مصر والسودان حتة واحدة .
المتابعين بالوضع المصري، شاهدوا تصاعد موجة عنصرية ضد السودانيين، هذه العنصرية نتاج طبيعي، بسبب عدم المساواة والعدالة وغياب الانسانية، وظهور الاستبداد والكراهية، غالبية السودانيين، يعيشون ظروفًا بالغة الصعوبة نتيجة تدخلات مصر بشؤون السودان سابقا وحاليا، من احتل السودان قوات مصرية بقيادة بريطانية، من ساهم في فصل جنوب السودان هو رئيس مصر أم الدنيا حسني مبارك، بعد انفصال الجنوب، ايضا توجد أرضية قبلية وعرقية في المجتمع السوداني، لأن السودان يضم أكثر من ١١ عرقية، لذلك الأرضية المجتمعية السودانية مهيئة إلى حروب على اساس العرق والشكل والقبيلة، لذلك حرب الجنرالات اليوم العبثية، هي بسبب تدخل مصر في احتلال السودان من قبل بريطانيا، والمساهمة في استقلال الجنوب، بل هناك حقيقة هل تعلمون تطوع مائتي ألف مصري وهندي مسلم سني في القتال تحت قيادة جنرال بريطاني احتل فلسطين وقتلوا الجنود الأتراك العثمانيين، والنتيجة بريطانيا سلمت فلسطين إلى المنظمات اليهودية الصهيونية، وأصبحت بعد ذلك دولة اسرائيل.
ليس جديدا على العربان فهم كاذبون بمنتهى الصدق، ولديهم الغش بضمير فاقد للإنسانية والشرف، ويعتبرون البهتان أمانة أخلاقية بنقل الخبر، أما الخيانة عمل جهادي، يفتحون خزائنهم ويسلمون أعراضهم وشرفهم إلى الأعداء، ويقتلون أبناء قوميتهم لأسباب مذهبية بطريقة وحشية يعتبرونها حسب ما هم يفهمون ذلك انها طريقة إنسانية مبنية على قطع الرؤوس وسلخ الجلود، يعتبرون تدمير البلدان العربية الرافضة للانبطاح لصالح قوى الاستعمار عمل وطني.
لدى اتباع الثقافة البدوية الوهابية الصحراوية مناعة قوية برفض تقبل العلم والمعرفة وقبول الرأي والرأي الآخر.
نختم مقالنا بالقول التالي[سيأتي عليكم من بعدي ، زمان ليس فيه شيء اخفى من الحق ، ولا اظهر من الباطل ، ولا اكثر من الكذب].
الامام علي عليه السلام.
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
22/7/2025
2024-07-21