الرئيسية / رياضة / «10 مليارات» كلفة استضافة الأولمبياد: خطة فرنسا التقشّفية «لم تنجح»!

«10 مليارات» كلفة استضافة الأولمبياد: خطة فرنسا التقشّفية «لم تنجح»!

فيينا / الأثنين 29. 07 . 2024

وكالة السيمر الاخبارية

بدأت الألعاب الأولمبية في باريس قبل أيام بعرضٍ افتتاحي على نهر السين. وبعيداً من الانتقادات اللاذعة التي طالت الرسائل غير الرياضية عند قصّ شريط الانطلاق، تصدّر الجانب المالي المشهد في باريس وضواحيها إثر تكلفة تجهيز النهر التي فاقت المليار يورو لتنظيفه كي يكون ملائماً للحدث، وهو مبلغٌ تضاعفَ ضمن تجهيزاتٍ أخرى في وقتٍ تعاني فيه خزائن أوروبا عموماً الأمرّين.

يُعدّ الأولمبياد الحدث الرياضي الأشمل عالمياً نظراً إلى ضمّه أكبر عدد من الرياضيين من مختلف القارات كل 4 سنوات، لكن ذلك يأتي بتكلفة باهظة. ومنذ عام 1960، أنفق كل مستضيف أولمبي على الأقل أكثر ممّا خُطّط له قبل انطلاق البطولة. ظهر ذلك بنسب متفاوتة في كل نسخة، منها عام 2020 عندما تضاعفت ميزانية طوكيو للألعاب الأولمبية التي أُجّلت حينها بسبب كورونا إلى عام 2021 بنحو أربعة أضعاف، وتضاعف إنفاق لندن على أولمبياد 2012 بأكثر من ثلاثة أضعاف، فيما زادَ إنفاق روسيا لاستضافة الألعاب الشتوية لعام 2014 ما يقرب من 400% من عرضها الأوّلي البالغ 10.3 مليارات دولار.

«هدرٌ» مستمر في العقود الأخيرة عرّضَ الحدث الأولمبي للتشويه بسبب تجاوزات الميزانية، والديون الطويلة الأجل، و «الفيلة البيضاء»، والأضرار البيئية… ما جعلَ اللجنة الأولمبية الدولية تأمل في تصحيح الأمور عبر طرح إرشادات إصلاحات خفض التكاليف عام 2019، بدءاً بتشجيع ألعاب باريس على كبح الإنفاق الرأسمالي.
من المتوقع أن يصل الإنفاق في أولمبياد باريس 2024 إلى نحو 10 مليارات دولار، ورغمَ أن المبلغ مقبول نسبياً مقارنةً بتكاليف النسخ الماضية، سوف تنفق باريس حوالى 25% زيادةً عن الميزانية الأولية، وفقاً لتقرير وكالة S&P» Global Ratings».
يبدو أن باريس التزمت بإرشادات اللجنة الأولمبية الدولية، وكان للبنى التحتية القائمة أساساً دوراً بارزاً في «موازاة» الكلفة التقريبية مع الكلفة الحقيقية، إذ إن حوالى 95% من الأماكن المقرر استخدامها في دورة الألعاب الأولمبية في باريس كانت موجودة قبل فوز المدينة باستضافة الألعاب، وفقاً لتقرير «ستاندرد آند بورز»، باستثناء ثلاثة مرافق: القرية الأولمبية بتكلفة 1.6 مليار دولار، ومركز الألعاب المائية بتكلفة 190 مليون دولار، وملعب للجمباز وكرة الريشة بقيمة 150 مليون دولار.

(أ ف ب )

أرقام تؤكد على استخدام باريس المرافق القائمة والأماكن المؤقتة الأقل تكلفة، ما جعلَ نفقاتها المقدرة جيدة مقارنةً بـ 17 مليار دولار أنفقتها لندن في عام 2012، أو 28 مليار دولار التي أنفقتها طوكيو في عام 2021 أو 24 مليار دولار أنفقتها ريو دي جانيرو في عام 2016 (أغلى ثلاث ألعاب صيفية).
لكن، ورغم جهود خفض التكاليف، فإن باريس تنفق أكثر من مليار دولار فوق متوسط ​​تكلفة الألعاب التاريخية، وفقاً لتقديرات دراسة أجرتها جامعة أكسفورد.
عليه، فإن الحجة الأساسية التي ساقتها باريس في محاولتها الحصول على حقوق الاستضافة عبر إعادة استخدام المرافق الرياضية القائمة، لم تحل بالضرورة مشكلة الميزانية للألعاب، وخاصةً أن تجهيز المعالم القديمة للألعاب الأولمبية استغرق سنوات بتكلفة لم يتم الكشف عنها. لكن أقله، حتى اللحظة، أسهمت الإصلاحات في حصر النفقات ولو نسبيّاً، أملاً في تجنّب تداعيات اقتصادية وَخيمة على المديَين المتوسط والبعيد، كما حصل سابقاً في بعض النسخ الأولمبية مثل أثينا وريو دي جانيرو.

المصدر / الاخبار اللبنانية

اترك تعليقاً