فيينا / الثلاثاء 30. 07 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
قال تقرير صادر عن مسؤولين إسرائيليين بارزين إنه إذا غزت تل أبيب لبنان فمن المرجح أن يطلق حزب الله أكبر وابل في التاريخ من الصواريخ مع آلاف الضربات على أهداف مدنية وعسكرية كل يوم.
ونشر التقرير الذي أعده معهد مكافحة الإرهاب في جامعة رايخمان في هرتسليا والمكون من 130 صفحة، بعد ثلاث سنوات من الدراسة والتي بدأت قبل السابع من أكتوبر بكثير والتي ساهم فيها أكثر من 100 مسؤول حكومي وخبير في الإرهاب ومسؤولين أمنيين سابقين.
وذكر أنه ورغم أن الجيش الإسرائيلي لن يهزم في الحرب ضد حزب الله، إلا أن الموانئ البحرية الإسرائيلية سوف تصاب بالشلل وسوف تكتظ مستشفياتها بالضحايا عندما يفشل نظام القبة الحديدية في اعتراض الصواريخ.
وبحسب تقرير معهد مكافحة الإرهاب في جامعة رايخمان في هرتسليا، فإن حزب الله مستعد جيدا لمثل هذا الصراع.
وقبل صدوره، تم التوقيع على النص من قبل اثنين من جنرالات الجيش الإسرائيلي أهارون زئيفي فركش وإسحاق بريك، ورئيس قسم الاستخبارات السابق في الموساد حاييم تومر، وقائد الجبهة الداخلية السابق في الجبهة الشمالية أوريت أداتو، وآخرين.
وبحسب التحليل، فإنه بمجرد أن يبدأ الجيش الإسرائيلي العمل العسكري ضد حزب الله، سيبدأ الأخير بإطلاق ما بين 2500 إلى 3000 صاروخ على إسرائيل يوميا.
وبفضل مخزونها الذي يصل إلى 150 ألف صاروخ فإن ميليشيات حزب الله ستستمر في قصف إسرائيل لمدة 21 يوما دون توقف.
وفي عام 2006، عندما خاض حزب الله والجيش الإسرائيلي آخر حرب بينهما، كان لدى المقاومة الإسلامية 15 ألف صاروخ فقط، وكانت تطلق 120 صاروخا فقط يوميا مع مدى لا يتجاوز 20 كيلومترا.
ولم تتمكن صواريخ عام 2006 من الوصول إلى حيفا أكبر مدينة في الشمال، في حين أصبحت الهجمات الآن تمتد إلى مئات الكيلومترات في النقب.
ورغم أن إسرائيل كانت قادرة في السابق على صد الهجمات الجوية باستخدام أنظمة الدفاع الصاروخي “القبة الحديدية” و”مقلاع داود”، فإن مثل هذا الهجوم من شأنه أن يربكها وأن يؤدي إلى استنزاف مخزوناتها في غضون أيام.
وأكد التقرير “أن توقعات الجمهور وجزء كبير من القيادة بأن سلاح الجو الإسرائيلي وأنظمة الاستخبارات الإسرائيلية الفعالة سوف تنجح في منع معظم الهجمات الصاروخية على إسرائيل”.
ويوضح أن “هذا ينطبق أيضا على اعتقاد الجمهور بأن التهديد بالرد الإسرائيلي أو شن هجوم إسرائيلي كبير على أصول لبنانية كبيرة سيجبر حزب الله على وقف إطلاق النار أو يضعف بشكل كبير قدرته على مواصلة مهاجمة الأراضي الإسرائيلية”.
وبحسب مجلة “الإيكونوميست” يقدر البعض أن عشرات الآلاف من الإسرائيليين سيقتلون في الحرب.
ويشير تقرير جامعة رايخمان إلى أن حزب الله سيحاول تعطيل القوات الجوية الإسرائيلية من خلال ضرب حظائر تخزين طائرات إف-16 وإف-35 وإف-15، بالإضافة إلى استهداف محطات الطاقة والبنية التحتية للكهرباء ومرافق تحلية المياه.
وفي هذه الأثناء، ستهاجم طائرات بدون طيار انتحارية مصانع الأسلحة والمستشفيات في عمق إسرائيل.
عالم خيالي
والشهر الماضي، قال شاؤول غولدشتاين رئيس شركة الكهرباء المملوكة للحكومة، إن الضربات القادمة من لبنان قد تدمر شبكة الكهرباء في إسرائيل.
وأضاف “الخلاصة هي أنه بعد 72 ساعة من المستحيل أن نعيش في إسرائيل.. نحن لسنا مستعدين لحرب حقيقية.. نحن نعيش في عالم خيالي”.
وبحسب تقرير صادر عن مركز الاتصالات والأبحاث البريطاني الإسرائيلي في عام 2019، فإن الحرس الثوري الإيراني بدأ بعد حرب عام 2006 برنامجا لتطوير دقة صواريخ حزب الله.
وأضاف أن “الصواريخ الموجهة بدقة تشكل تهديدا استراتيجيا أكبر بكثير من الصواريخ غير الموجهة التي نشرها حزب الله في السابق، لأنها قادرة على استهداف البنية التحتية الإسرائيلية الرئيسية بعدد أقل من الصواريخ”.
“وبسبب حجم إسرائيل وتركيز سكانها وصناعتها، فإن إلحاق الضرر بعدد صغير من مواقع البنية الأساسية الرئيسية مثل محطات الطاقة والقواعد العسكرية ومطار بن غوريون الدولي قد يخلف عواقب وخيمة، وكلما كانت الصواريخ أكثر دقة، قل عدد الصواريخ المطلوبة لاختراق الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية من أجل إلحاق الضرر بالهدف أو تدميره”.
وفي الوقت الذي يتم فيه تدمير إسرائيل من الجو، فإن مقاتلين من “قوة الرضوان” النخبوية التابعة لحزب الله سوف يسعون إلى اقتحام شمال إسرائيل والاستيلاء على الكيبوتسات والمواقع العسكرية، بحسبما جاء في تقرير جامعة رايخمان.
وبالتالي فإن حرب الجيش الإسرائيلي في لبنان سوف تتعطل مع إعادة توزيع القوات للدفاع عن الأراضي الإسرائيلية واستعادتها.
ضربات صاروخية دون هوادة
وقال البروفيسور بواز غانور الخبير في مكافحة الإرهاب ورئيس جامعة رايخمان الذي قاد البحث، إن “التهديد الذي يشكله حزب الله يفوق بكثير التهديد الذي تشكله حركة حماس”.
وأضاف في حديثه لموقع التكنولوجيا الإسرائيلي “سي تيك”: “في حرب مع حزب الله فإن الضربات الصاروخية ستستمر دون هوادة وأعداد من الصواريخ لم نشهدها من قبل.. إنهم يملكون ترسانة تتألف من نحو 150 ألف صاروخ وقذيفة، وافتراضنا العملي هو أنهم سيطلقون علينا نحو 3 آلاف صاروخ كل يوم من أيام الحرب، والتي وفقا لتقديراتنا سوف تستمر نحو 21 يوما”.
ووفقا للبروفيسور بواز غانو تم تقديم التقرير إلى رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت ووزير الدفاع يوآف غالانت بعد نشره، مشيرا إلى أن بنيامين نتنياهو رفض مقابلة مؤلفيه.
وصرح الخبير في مكافحة الإرهاب ورئيس جامعة رايخمان: “لا أعرف مدى انزعاج غالانت من الثغرات التي ظهرت في التقرير مقارنة بموقف جيش الدفاع الإسرائيلي، لكنه بالتأكيد أصدر تعليمات لموظفيه بمحاولة فهم من أين جاءت هذه الثغرات”.
ومضى قائلا: “لقد اجتمعنا مع رئيس الأركان السابق للجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي لمدة أربع ساعات ونصف الساعة.. عرضنا عليه التفاصيل من وجهة نظره المعارضة التي أفضل عدم الخوض فيها.. كما وصل التقرير إلى رئيس الأركان الإسرائيلي هاليفي لكننا لم نتمكن من اللقاء به بسبب اندلاع الحرب”.
وعندما سئل عن الثغرات التي يعتقد أنها موجودة في استراتيجية جيش الدفاع الإسرائيلي لشن حرب شاملة مع حزب الله، قال غانور “إن السيناريو الذي اقترحه كان “أكثر خطورة” من السيناريو الذي اقترحه الجيش الإسرائيلي.
وأفاد لموقع “سي تيك”: “لم يكن هناك فرق كبير من حيث عدد الصواريخ التي ستُطلق علينا، لكن تقييمنا تضمن عددا أكبر من الضحايا وأضرارا أكبر للاقتصاد”.
وأوضح أن “السيناريو الذي وضعه جيش الدفاع الإسرائيلي افترض أن أنظمة الدولة سوف تعرف كيف تحافظ على سير الاقتصاد، وكان حجر الزاوية في هذا الافتراض هو أن السلطات المحلية سوف تأخذ الأمور على عاتقها.. ونحن نعتقد أن الأنظمة الوطنية تفرض المسؤولية على الأنظمة المحلية، وبالتالي تعفي نفسها منها”.
وأكد قائلا: “عندما درسنا الأمر مع السلطات المحلية، كان من الواضح أنها تتوقع أن تتولى الأنظمة الوطنية زمام الأمور في حالة وقوع أزمة كبرى.. وقد نشأ وضع يضع فيه كل نظام ثقته في الآخر.. ونحن نعتقد أنه نظرا لحجم الضرر الذي سيحدث، فإن الأنظمة ستجد صعوبة بالغة في تلبية توقعات السلطات المحلية”.
وقال غانور إن حجم التهديد يعني أن إسرائيل أصبحت في وضع مماثل للوضع الذي وجدت نفسها فيه قبل حرب يوم الغفران عندما تعرضت لهجوم مفاجئ.
وتابع “يزعم البعض أن حماس لا تستطيع تنفيذ عملية بهذا الحجم.. كما اعتقدنا في يوم الغفران أن خط التحصينات على طول قناة السويس كان منيعا إلى أن اخترق المصريون الحواجز الرملية بمدافع المياه”.
المصدر: “The Jewish Chronicle”