فيينا / الجمعة 02. 08 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
اليوم يستذكر الاحرار من أبناء الشعب العراقي، ذكرى حماقة صدام الجرذ الهالك، في احتلال دولة الكويت، وتسبب في مجيء جيوش أمريكا للخليج والشرق الاوسط، وتم فرض حصار جائر استمر من عام ١٩٩٠ الى يوم التاسع من نيسان عام ٢٠٠٣ يوم سقوط نظام صدام الجرذ، انتهى الحصار الجائر، من خلال احتلال العراق عسكريا، وتدمير البلد.
أمير الكويت جابر الصباح دعم صدام بالمال والسلاح في حرب الثمان سنوات، وأجهزة المباحث الكويتية كانت تتعاون مع أجهزة الأمن العراقية بالسفارة العراقية في تعقب المعارضين العراقيين واعتقالهم وارسالهم بسيارات السفارة العراقية إلى العراق دون أن يتم تفتيشهم من الجمارك الكويتية، تم تسليم اعداد من المعارضين العراقيين الشيعة للسلطات العراقية وكان مصيرهم الإعدام.
في ربيع عام ١٩٨٨ تم تسليم شاب عراقي من أهالي قضاء الحي ناحية محرجة الموفقية، كان عسكري برتبة نائب ضابط، هارب للكويت، سلموه والنتيجة تم إعدام هذا الشاب أمام اهله وزوجته واطفاله بظل تصفيق الرفاق بالقول عاش البعث والموت الى الخونة، وتم اخذ مبلغ مائة فلس من عائلة الضحية ثمن الطلقة التي تم رمي ابنهم بها وقتله.
خلال وجودي بالغرب وجدت عشرات العائلات من أهالي الناصرية هربوا من الكويت بالثمانينيات، بسبب تسليم الكثير منهم إلى مخابرات نظام صدام الجرذ، الكثير من أبناء عشائر ال غزي والبدور، من القبائل العربية الأصيلة، اعدادهم كثيرة منهم الان يعيشون في مملكة الدنمارك والسويد، سبب مجيء هؤلاء لدول الغرب، بسبب ظلم السلطات الكويتية لهم.
أمير الكويت جابر الصباح دعم صدام الجرذ، بحرب الثمان سنوات، زوج جد ابيه عبد الله مبارك الصباح سعاد الصباح ألقت قصائد تغازل صدام الجرذ عاطفيا وجنسياً، اتذكر خطبة إلى الإمام الخميني رض اذاعتها إذاعة طهران باللغة العربية، وجه الإمام الخميني رض رسالة الى شعوب وأنظمة دول الخليج، قال لهم أن صدام أشبه في تمساح سوف ينقلب عليكم ويبتلعكم، وهذا ماحدث بغزو صدام الجرذ إلى دولة الكويت.
اتذكر كانت ليلة الغزو تصادف ليلة العاشر من محرم، أن لم تخونني الذاكرة، كنت بطريقي الالتحاق بوحدتي من بيتي في قضاء الحي إلى مدينة العمارة، كان كلاب البعث يجولون شوارع مدينة الحي لمنع واعتقال المواطنين الذين يعملون طعام في ثواب الإمام الحسين ع، عندما وصلت العمارة بفجر يوم الثاني من اب، وحال بزوغ الشمس تناقلت وسائل الإعلام أن قوات عراقية دخلت إلى قصر أمير الكويت، الإذاعة الكويتية معطلة، بطريقي إلى وحدتي بالسيطرة العسكرية بمقر الفرقة، نائب ضابط ومعه الانضباطية أدى لي التحية، وقال لي البشرى تم احتلال الكويت؟
التفتت إلى السائق قلت له يعني حرب جديدة.
التلفزيون العراقي ذاع بيان قرأه المذيع مقداد مراد رحمه الله، قال في البيان، أن فتية من شعب الكويت آمنوا بربهم صدام، نفذوا انقلاب على عائلة ال صباح الفاسدة، وطلبوا مساعدة من القيادة بالعراق، وأن القيادة وعلى رأسهم صدام لبوا الطلب وأرسلوا القوات العراقية المسلحة لمساعدة قادة الانقلاب لتطهير الكويت من رجس أمير الكويت، بل بالبيان العسكري الذي قرأه مقداد مراد رحمه الله، قال لقد خسف الله الأرض بقارون الكويت الفاسد جابر الصباح هههه.
بعدها في أيام وجه صدام الجرذ رسالة الى الشيخ هاشمي رفسنجاني رئيس الجمهورية الإسلامية، يقول له صدام الجرذ سيدي الرئيس رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية نود اعلامكم بالعود إلى اتفاقية الجزائر مع إيران.
تم إرسال القطعات العسكرية من حدود إيران إلى الكويت، بعد اسبوعين من احتلال الحرس الجمهوري والقوات الخاصة وفرق مدرعة من الجيش لدولة الكويت.
رأينا العجب العجاب، قوات الحرس الجمهوري و باوامر من صدام الجرذ وعلي كيمياوي وحسين كامل سرقوا كل شيء من ممتلكات الدولة وممتلكات المواطنين الكويتيين، مظاهر الخراب ظاهرة، خوف المواطنين والمقيمين الكويتيين واضحة على وجوه الناس، ماعدى وجود جاليات بعثية عربية كانت مؤيدة لقوات الجيش العراقي المحتلة.
لذلك تاريخ أي بلد يتضمن أحداث الماضي، من تعرضها إلى احتلال وغزو، ووجود مقاومة، تقاوم المحتل، سجل تاريخ المقاومة الكويتية في وقوف الشيعة الكويتيين ضد الغزو، وبرز قادة مقاومة شيعة كويتيين منهم النائب السابق السيد عبدالكريم القلاب، المرجعية الشيعية العليا الممثلة في الإمام السيد أبو القاسم الخوئي رحمه الله، أصدر فتوى في تحريم الصلاة في الكويت لانها أرض مغتصبة.
لذلك تاريخ الكويت سجل مواقف مشرفة للشيعة الكويتيين وموقف لزعيم الشيعة بالعالم في تحريم الصلاة في أراضي الكويت لانها أرض مغتصبة.
احتلال الكويت تسبب في سرقة أموال الدولة الكويتية ومؤسساتها وسرقة الشركات العملاقة مثل شركة الغانم للسيارات وغيرها، بل صدام ارسل كل وزارة بوزارتها لسرقة الوزارات الكويتية، بل حتى فسائل النخيل تم قلعها وإرسالها بشاحنات لزراعتها في تكريت والعلم والصينية والخرجة والدور.
تعرضت الكويت في الثاني من أغسطس ١٩٩٠ إلى غزو غادر، أدى الغزو الى خسائر باهظة، بحجة ان دولة الكويت محافظة تابعة إلى العراق، وهذا الكلام للضحك على عقول السذج، اتفاقية سايكسبيكو رسمت حدود الدول بالشرق الاوسط، الكويت كانت مدينة يتولى مشيخة هذه المدينة على الخليج هم أسرة آل الصباح الكثير منهم كرام، منذ القرن السابع عشر، هناك من الكتاب الكويتيين يقولون ان ( أول ترسيم للحدود بين دولة الكويت والدولة العثمانية عام ١٩١٣، بموجب المعاهدة الانجلوعثمانية)، وهذا الكلام غير دقيق، نعم بريطانيا دعمت زعماء وشيوخ العرب السنة في الخليج ومكة وفي البصرة وبيروت في دعم بريطانيا وفرنسا، لاحتلال أراضي الدولة العثمانية، وال صباح كانوا مدعومين من القوات البريطانية التي احتلت سواحل الجزيرة العربية في القرن الثامن عشر، مع اعطاء قليل من الضرائب الخاصة بالزكاة إلى الخليفة العثماني، هذا الأمر فعله شيخ البحرين وشيوخ الإمارات ومفتي مكة كان مرتبط مع البريطانيين.
بسبب احتلال صدام الجرذ للكويت، تم تدمير الجيش العراقي وقتل أكثر من ربع مليون جندي وأسر أكثر من ٧٨٠٠٠ ضابط وجندي عراقي من ضباط وجنود ابو حلا، تم إجبار العراق على دفع تعويضات كاملة للكويت، ودفع ٣٦ مليار دولار الى اسرائيل، لأن صدام اطلق ٣٦ صاروخ سكود على اسرائيل، وبوش قال كل صاروخ يطلق على إسرائيل يعني دفع مليار عن كل صاروخ، النتيجة تم أخذ مليارات الدولارات.
تم فرض حصار جائر، امروا صدام أن يسحب جيشه تحت رحمة القصف الجوي لقوات التحالف، مقبرة الدروع والعجلات في الجهراء والمطلاع اكبر شاهد على اكبر مجزرة حدثت بالتاريخ، تم تدمير آلاف الدبابات والمدرعات والعجلات والمدفعية على الطريق العام مابين الجهراء والمطلاع للبصرة.
الكثير من الضباط والجنود الشيعة العراقيين تعاطفوا مع المقاومة الكويتية البطلة، التي رفضت القبول في احتلال صدام الجرذ إلى أرض دولة الكويت، وانا واحدا من هؤلاء الذين تعاطفوا مع المقاومة الكويتية ولي الشرف بذلك.
رغم مواقف أمير الكويت جابر المعادية للشيعة العراقيين، لكن الشيعة العراقيين لم يحملوا بقلوبهم الحقد ضد شعب الكويت، شعب الكويت تربطه مع الشعب العراقي ارتباطات قوية، منها ارتباطات قبلية ودينية ومذهبية وعشائرية، أمير الكويت جابر، ساعد صدام الجرذ لأسباب مذهبية بحرب الثمان سنوات، وفي اعتقال آلاف العراقيين المعارضين وتسليمهم إلى أجهزة صدام القمعية وكان مصيرهم الإعدام.
في انتفاضة شعبان، استطاع الثوار الشيعة العراقيين اقتحام السجون وإطلاق سراح المئات من الأسرى الكويتيين واوصلوهم إلى الحدود الكويتية، ولو بقي هؤلاء بسجون صدام لكان مصيرهم القتل.
اليوم أعلن رئيس جمعية أهالي الشهداء الأسرى والمفقودين الكويتية، فايز العنزي، أن عدد المفقودين منذ الغزو العراقي لدولة الكويت الخليجية عام 1990، يبلغ 311 شخصا.
وأضاف العنزي في حديث إلى صحيفة الأنباء المحلية الكويتية، أن الكويت تمكنت من إعادة رفات 294 شخصا من العراق، فيما لا يزال 311 شخصا في عداد المفقودين، بينهم أشخاص من جنسيات غير كويتية.
الفضل بكشف مقابر الضحايا الكويتيين أيضا يعود للشيعة العراقيين، ولو كانت المقابر في تكريت أو الخرجة والعوجة لما دل أهالي تلك المناطق السلطات العراقية الحالية على تلك المقابر.
ومن المؤسف بعد سقوط نظام صدام الجرذ، أصر الكويتيين على اخذ التعويضات الظالمة من شعب العراق، وال صباح وشعب الكويت يعلمون أن صدام الجرذ هو من احتل دولة الكويت ولادخل للشعب العراقي المضطهد بذلك.
كان يفترض دولة الكويت بالقليل تستثمر أموال التعويضات الظالمة في إقامة مشاريع استثمارية تفيد شعب الكويت والشعب العراقي، ونسيان صفحة حكم نظام صدام السوداء.
العلاقات الدبلوماسية بين العراق والكويت جيدة وأخذت منحنى أخوي، الكثير من ساسة الأحزاب الشيعية والكوردية والسنية تربطهم علاقات صداقة مع العائلة الحاكمة في الكويت عائلة ال صباح، وبعد مضي ٣٤ عاماً، على جريمة صدام الجرذ، لازلنا ندفع الام تلك الجريمة، انا شخصيا قررت معارضة نظام صدام بسبب احتلاله لدولة الكويت ومعي العشرات من الضباط ومايقارب ١٢٠٠ جندي رفضوا احتلال صدام لدولة الكويت ولجأوا إلى السعودية كمعارضين لصدام، النتيجة السعوديين تعاملوا مع المعارضين من الضباط والجنود الشيعة معاملة سيئة ووضعونا بسجون مظلمة، اقسم بالله أربعة أشهر وضعت في غرفة لم أرى الشمس ولا أرى شارع وساحة، مضاف لذلك تعامل منتسبين جنود سعوديين من تنظيم القاعدة وداعش معنا تعامل طائفي قذر.
غزو الكويت كانت البداية لدخول العراق بنفق مظلم من القتل والبطش والحصار، صدام قمع الانتفاضة في أقل من أسبوعين قتل نصف مليون مواطن شيعي عراقي، عاش أهالي الجنوب ووسط العراق تحت ظل حصار جائر، بينما كانت أسواق العوجة ممتلئة بالمواد الغذائية وفي اسعار رمزية، وممنوع على اي عراقي الشراء من محلات العوجة وتكريت التجارية.
بعدها تعرض العراق إلى الاحتلال وبسبب جشع القوى المحررة التي غيرت قواتها إلى قوات احتلال، ادخلوا العراق بصراع طائفي وقومي مدة عشرين سنة، ولازالت المؤامرات وعمليات استهداف قوى عراقية جارية ليومنا هذا من قبل طيران الأعور الدجال.
في الختام يفترض بالساسة العراقيين والكويتيين فتح صفحة جديدة، وايجاد حلول دائمة، ويفترض بالساسة الشيعة فتح البصرة والعمارة والناصرية والكوت والديوانية والسماوة وبقية المحافظات الأخرى إلى استثمار رؤوس الأموال الكويتيين، لدعم القطاع الخاص والعمل على تقوية وتعزيز التعاون الاقتصادي بين الشعب الكويتي والشعب العراقي.
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
2/8/2024