فيينا / الجمعة 25 . 10 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
مع تفاقم الأوضاع في دول المنطقة، وتحديداً في قطاع غزة وجنوب لبنان بسبب العدوان الإسرائيلي، يتحرّك البرلمان العراقي لصياغة تشريعات ومقترحات تلزم الحكومة الاتحادية بتقليص التمثيل الديبلوماسي الأميركي في البلاد، وذلك بعد أن سادت الشكوك حول استخدام سفارة واشنطن مركزاً لوجستياً لمساعدة وحماية إسرائيل، وتقديم المعلومات حول نشاطات إيران والفصائل العراقية المسلحة المقربة منها.
وأثارت التحركات الأميركية الأخيرة، وخاصة في العراق، مخاوف الأوساط السياسية والنيابية التي أعربت عن استيائها إزاء تصريحات السفيرة الأميركية، والتي طالبت فيها الحكومة بالعمل لتحييد فصائل المقاومة عن الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان.
ودعا زعيم «التيار الوطني الشيعي»، مقتدى الصدر، الذي يمتلك أكبر قاعدة جماهيرية في البلاد، البرلمان والحكومة إلى تقليص التمثيل الديبلوماسي للولايات المتحدة في البلاد، نتيجة دفاعها عن الكيان الصهيوني والجرائم التي يرتكبها بحق المدنيين. وكانت الولايات المتحدة، وتحديداً وزارة الخارجية فيها، قد أبلغت بغداد أكثر من مرة أنه في حال تم الهجوم على سفارتها أو اقتحامها، فقد تغلقها نهائياً، وفقاً لما أكدته مصادر حكومية عراقية، لـ«الأخبار». وأضافت المصادر أن المسؤولين الأميركيين دائماً ما يشددون على ضرورة حماية البعثات الديبلوماسية التابعة لهم، وهذا ما يحاول رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، خلق التوازن بشأنه عبر التفاوض مع الفصائل لعدم التعرّض لها نهائياً.
وعلى خلفية دعوة الصدر، جمع النواب داخل البرلمان أكثر من 100 توقيع نيابي لإدراج فقرة تناقش قضية تقليص التمثيل الديبلوماسي للسفارة الأميركية في بغداد. وفي هذا السياق، يقول النائب القريب من الصدر، برهان المعموري، في تصريح إلى وسائل إعلام من ضمنها «الأخبار»، إن «عدداً من النواب جمعوا تواقيع بهدف تقليص التمثيل الديبلوماسي الأميركي، وذلك استجابة لدعوة السيد الصدر المعروف بمواقفه الشجاعة ضد الاحتلال وسفارته المريبة». ويضيف أن «السفارة الأميركية أصبحت مكاناً لمساعدة الكيان الصهيوني، بعيداً عن احترام السيادة العراقية والقانون الدولي. ولذا، واجبنا الوطني هو إخراج الأميركيين وتقليص أعدادهم الكبيرة التي تثير الشك لدى جميع العراقيين».
ومن جانبه، يرى النائب أحمد الشرماني، أن «المجلس لديه توجه لإضافة فقرة إلى جدول أعماله لمناقشة تقليص التمثيل الديبلوماسي لسفارة واشنطن، والتي لدينا عليها الكثير من علامات الاستفهام». ويلفت، في تصريح إلى «الأخبار»، إلى أن «مبنى السفارة غامض وليس لنا علم بما يوجد في داخله، فهل هو غرفة عمليات كبيرة لمساعدة الكيان الصهيوني وتجسسه على العراق وأجهزته الأمنية؟ فلا بد أن يكون هناك قرار وطني لإنقاذ سيادة العراق والتحكّم في مصيره من دون تدخلات واشنطن وغيرها من الدول». ويتابع أن «العراق سبّاق في مواقفه الرافضة للإذلال الصهيوني الأميركي. وهو قام بتجريم التعامل مع الكيان، فضلاً عن دعم لبنان وفلسطين، ونحن نعمل عبر التشريعات والقرارات لردع الاحتلال وتحجيمه وصون سيادة البلاد».
كما يعتقد القيادي في «الإطار التنسيقي»، علي حسين، أن «الولايات المتحدة تحاول أن تبتز الحكومة العراقية بحجة وجود فصائل مسلحة تشن هجمات على مصالحها ومنشآتها الديبلوماسية»، مستدركاً، في حديث إلى «الأخبار»، بأن «قضية تقليل الوجود الأميركي عسكرياً أو ديبلوماسياً ليست سهلة في الوقت الحالي».
ويشير إلى أن «الولايات المتحدة تحاول البقاء في العراق، وخاصة في ظل تهديد المقاومة للكيان الذي تعتبر واشنطن الحامي له، وبالتالي ستبقى تضغط على الحكومة، تارة بتهديد إرهابي للعراق أو خطر الميليشيات الخارجة عن القانون أو التصعيد الحالي في المنطقة».
جريدة الاخبار اللبنانية
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة
الجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات
أي اعتداء او تجاوز ، او محاولة حذف المادة باي حجة واهية سنلجأ للقضاء ومقاضاة من يفعل ذلك
فالجريدة تعتبر حذف اي مادة هو قمع واعتداء على حرية الرأي من الفيسبوك