الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / الحملة العسكرية البرية “عربات جدعون”… هل ستنجح إسرائيل في السيطرة على غزة؟ وبأي ثمن؟

الحملة العسكرية البرية “عربات جدعون”… هل ستنجح إسرائيل في السيطرة على غزة؟ وبأي ثمن؟

فيينا / الثلاثاء 20. 05 . 2025

وكالة السيمر الاخبارية  

قال الدفاع المدني الفلسطيني الثلاثاء إن 44 شخصا على الأقل بينهم أطفال، قتلوا في غارات إسرائيلية على غزة، فيما تستمر الحملة البرية “عربات جدعون” التي قال نتانياهو إن هدفها السيطرة على القطاع بالكامل. تعقيبا، قال مراقبون لفرانس24 إن هذه العملية ستعمق المأساة والأزمة الإنسانية، فيما دعا مسؤول حكومي في غزة المجتمع الدولي إلى “الخروج من صمته.. قبل فوات الأوان”.

يواصل الجيش الإسرائيلي منذ الأحد عمليته البرية واسعة النطاق “عربات جدعون” والتي تشمل مناطق بشمال وجنوب غزة، في تصعيد لحملته المستمرة على القطاع الذي قالت سلطاته الصحية إن الغارات أدت منذ فجر الإثنين إلى سقوط 91 قتيلا على الأقل.

والثلاثاء، أفاد الدفاع المدني الفلسطيني بمقتل 44 شخصا بينهم أطفال في غارات إسرائيلية على مناطق متفرقة من القطاع.

من جهته، قال إسماعيل الثوابتة مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن عدد الضحايا “منذ بدء هذه العملية الدموية التي ترافق فيها القصف الجوي العنيف مع الاجتياح البري” قد بلغ أكثر من 350 بينهم ما لا يقل عن 200 قتيل بين أطفال ونساء ومسنين. وأضاف أن من وصل منهم إلى المستشفيات هم “أكثر من 240 جثمانا، فيما لا يزال عشرات الشهداء تحت الأنقاض نتيجة استهداف المنازل السكنية المكتظة وقصفها فوق رؤوس ساكنيها”.

الأب الفلسطيني بلال كلّاب يبكي بحسرة وهو يحمل جثمان رضيعه عدنان الذي لا يتعدى عمره 17 يوما، والذي قُتل في غارة إسرائيلية على غزة. مستشفى الأهلي العربي "المعمداني" في 8 يناير/كانون الثاني 2025.الأب الفلسطيني بلال كلّاب يبكي بحسرة وهو يحمل جثمان رضيعه عدنان الذي لا يتعدى عمره 17 يوما، والذي قُتل في غارة إسرائيلية على غزة. مستشفى الأهلي العربي “المعمداني” في 8 يناير/كانون الثاني 2025. © أ ف ب/ أرشيف

ولفت الثوابتة في تصريحات لفرانس24 إلى وجود “عدد غير محدد من المفقودين في المناطق التي منع الاحتلال (القوات الإسرائيلية [توضيح من فريق التحرير]) دخول الطواقم الطبية إليها، بسبب القصف المستمر وقطع الطرق وإجبارهم على عدم الوصول لتلك المناطق المنكوبة”. واستنكر نفس المتحدث “جريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد المدنيين الفلسطينيين”. وبالنسبة إلى المصابين، قال إن هناك “مئات الجرحى، بعضهم في حالات حرجة، لا يتلقون العلاج لما لحق بالمستشفيات من ظروف طبية كارثية نتيجة تدمير القطاع الصحي”.

خان يونس “منطقة قتال خطيرة”

وكان الجيش الإسرائيلي قد أصدر الأحد إنذارا بإخلاء مناطق عدة في جنوب غزة قبل ضربة وشيكة. وجاء في بيانه: “إلى جميع سكان قطاع غزة المتواجدين في منطقة القرارة، بلدية السلقا وجنوب دير البلح وأحياء الجعفراوي، السوار، أبو هداب والسطر، هذا إنذار مسبق وأخير قبل الهجوم”، وأضاف: “من أجل سلامتكم، عليكم الانتقال بشكل فوري غربا إلى مراكز الإيواء المعروفة في المواصي”.

وطالب الجيش الإسرائيلي، الذي أعلن بدء عملية جديدة الجمعة، سكان مدينة خان يونس في جنوب غزة الإثنين بإخلاء الساحل فورا لأنه سيشن “هجوما غير مسبوق”.

والثلاثاء، أفاد رامي أبو جاموس الصحافي والكاتب الفلسطيني من غزة في تصريحات لفرانس24، بأن القوات الإسرائيلية “ألقت مناشير على مدينة خان يونس تطالب فيها السكان بإخلاء المنطقة”.

مناشير إسرائيلية ألقيت لإخلاء منطقة خان يونس في قطاع غزة في 20 مايو/أيار 2025.مناشير إسرائيلية ألقيت لإخلاء منطقة خان يونس في قطاع غزة في 20 مايو/أيار 2025. © رامي أبو جاموس.

وقال الجيش الإسرائيلي في منشوره إنه “سوف يشن هجوما غير مسبوق لتدمير المنظمات الإرهابية. عليكم الإخلاء فورا غربا إلى منطقة المواصي. من هذه اللحظة، محافظة خان يونس سوف تعتبر منطقة قتال خطيرة”.

كما أشار أبو جاموس إلى استمرار القصف الإسرائيلي خصوصا بعد تصريحات نتانياهو عن نيته إعادة السيطرة على قطاع غزة بالكامل، وقال في هذا الشأن إن هناك تكثيفا لعمليات القصف سواء في الشمال أو الجنوب، “إضافة إلى أوامر إخلاء لكامل محافظة خان يونس أي حوالي تقريبا 450 ألف مواطن يسكنون في هذه المنطقة، ناهيك عن النازحين المتواجدين في رفح ومناطق أخرى لجأ إليها المواطنون، أي تقريبا 600 ألف شخص معنيون أو ملزمون بالإخلاء حسب بيان جيش الاحتلال. هناك حالة من الهلع والخوف وحركة نزوح، سكان قطاع غزة يتخوفون من مجازر بحق المدنيين”.

ما أهداف عملية “عربات جدعون”؟

هذا، وكان الجيش الإسرائيلي قد قال إن القوات المشاركة في حملة جديدة أُطلق عليها اسم “عربات جدعون” تنشط في جميع أنحاء غزة بهدف القضاء على القدرات العسكرية والحكومية لحماس وإعادة من تبقى من الرهائن.

تعقيبا، قال اللواء الطيار أركان حرب دكتور هشام الحلبي مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية في القاهرة إن هذه العملية تهدف من وجهة النظر الإسرائيلية إلى “القضاء على حركة حماس وتدمير بنيتها العسكرية بما في ذلك الأنفاق ومراكز القيادة وإنهاء سيطرتها على القطاع، وتحرير الرهائن عبر العمل العسكري وأيضا إعادة تشكيل الوضع الأمني لصالحها”.

وفي سياق هذه الحملة، قال سكان ومسعفون الإثنين إن قوة إسرائيلية متخفية قتلت أحد قادة المسلحين إثر عملية بجنوب القطاع. وأوضحت المصادر أن أحمد سرحان القيادي في لجان المقاومة الشعبية المتحالفة مع حماس، قُتل في العملية التي نفذتها القوات التي دخلت إلى قلب مدينة خان يونس متخفين كنازحين. وأضاف سكان أن سرحان اشتبك مع القوة قبل مقتله وأن الإسرائيليين احتجزوا زوجته وأطفاله قبل أن ينسحبوا في حافلة باتجاه الحدود الشرقية لغزة تحت غطاء من نيران الطائرات.

وقال الشاهد محمد سرحان “كما ترون، دخلوا وفتحوا فتحة في الجدار ودخلوا المنزل وأعدموا الأب وأخذوا طفلا يبلغ من العمر 11 عاما ووالدته وغادروا”.

وأوضح مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأن “قوات الاحتلال الإسرائيلي تتوغل بريا في عدة محاور داخل قطاع غزة، لا سيما في المناطق الشرقية من مدينة رفح، وبعض المناطق المحيطة بمدينة خان يونس، بالإضافة إلى التقدم في محافظة شمال قطاع غزة”.

من جانبه، قال رامي أبو جاموس إن التوغل البري بدأ عبر “توغل تم قبل ثلاثة أيام شرق دير البلح والمناطق الشمالية والشمالية الغربية لمنطقة بيت لاهيا”.

“تقسيم غزة تمهيدا لاحتلالها بالكامل”

من الناحية الإستراتيجية وبالنسبة إلى شكل هذه العملية، يوضح الحلبي أنها بدأت عبر شن “ضربات جوية ومدفعية لتدمير البنية التي تستخدمها حماس والسكان على حد سواء، ما يترتب على خطورة كبيرة ويؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني”. وتسعى إسرائيل من خلال تعزيز “سيطرتها على المحاور التي قامت بإنشائها مثل محور نتساريم ومحور الموراج، إلى تقطيع وتقسيم قطاع غزة إلى محاور استراتيجية، ما يمنع السكان من الانتقال من الشمال ومن الجنوب أو بالعكس”، وفي مسار متوازي يسمح بممارسة “ضغط على السكان للنزوح إلى خارج هذه المدن تمهيدا للعملية البرية والاحتلال، لهذا نرى عنفا متفاقما يعمق الوضع الإنساني”.

والإثنين، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بشكل صريح إن هدف العملية هو السيطرة على قطاع غزة بالكامل، على الرغم من تزايد الضغوط الدولية التي أجبرت تل أبيب أخير على رفع الحصار، ولو جزئيا، المفروض على دخول المساعدات ما جعل القطاع على شفا المجاعة.

وقال نتانياهو أيضا: “نخوض قتالا ضخما وشرسا وسنسيطر على غزة بالكامل”. وتعهد بتحقيق “نصر كامل” يسفر عن تحرير من تبقى من الرهائن المحتجزين في غزة، وعددهم 58، والقضاء على حماس.

في مقابل هذه التصريحات، يرى إسماعيل الثوابتة أن عملية “عربات جدعون” ما هي سوى “تصعيد غير مسبوق في وحشية العدوان الإسرائيلي ضد المدنيين. حيث تتبع فيها قوات الاحتلال سياسة الأرض المحروقة، مستهدفة المدنيين العزل بشكل مباشر”. وتابع: “هذه العملية ليست ذات طابع عسكري تقليدي، بل ترتكز على استهداف شامل للبنية المدنية: منازل سكنية، مستشفيات، مدارس، مراكز إيواء، ومساجد، ضمن سلوك متعمد يرمي إلى كسر إرادة السكان وفرض التهجير القسري. ترقى كل هذه الجرائم إلى جريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد المدنيين”.

بدوره، يرى الصحافي الفلسطيني رامي أبو جاموس أن هناك نية إسرائيلية واضحة “لإعادة احتلال قطاع غزة. لكن نلاحظ أن هناك ضغوطات أمريكية وأوروبية قد تضع نتانياهو في موقف لا يستطيع فيه أخذ مثل هذا القرار بشكل قاطع، لأن الأصوات الخارجية أصبحت صريحة في رفض هذه العملية العسكرية”.

نهاية مسار المفاوضات؟

على صعيد آخر، أفاد مكتب نتانياهو بوجود محادثات تتضمن مناقشات حول الاتفاق على هدنة وإطلاق سراح الرهائن، وكذلك مقترحا لإنهاء الحرب مقابل إبعاد مقاتلي حماس ونزع السلاح في غزة، وهي شروط سبق أن رفضتها الحركة. جاء الإعلان بعد أن ذكرت مصادر إسرائيلية ومن حماس أن جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة في الدوحة لم تحرز تقدما يذكر.

وألقى سامي أبو زهري رئيس الدائرة السياسية لحماس في الخارج باللوم على إسرائيل في عدم إحراز تقدم في محادثات الدوحة، وقال إن تصعيد هجومها سيعرض حياة الرهائن للخطر. وقال لرويترز: “عمليات عربات جدعون هي حكم بالإعدام على من تبقى من الأسرى الإسرائيليين، والاستمرار في هذه العملية يعني أن نتانياهو يهدف إلى التخلص من الأسرى وليس استعادتهم”.

وكانت حماس قد أعلنت في وقت سابق مقتل عدد من الرهائن في الغارات الجوية الإسرائيلية. في المقابل، اتهمت إسرائيل الحركة بإعدام رهائن محتجزين لديها.

والثلاثاء، قال رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني خلال منتدى اقتصادي بالدوحة إن المفاوضات لم تسفر عن أي نتيجة بسبب “خلافات جذرية بين الأطراف”. واعتبر أن تصعيد إسرائيل لعملياتها في غزة هو سلوك “عدواني” يؤدي إلى تقويض جهود السلام في القطاع بعد إفراج حماس عن الرهينة الأمريكي-الإسرائيلي عيدان ألكسندر.

في هذا الإطار، يرى هشام الحلبي أن عملية “عربات جدعون” تنضوي على عدة سيناريوهات مستقبلية، مرجحا أن تكون قد أقرت “بالتوافق ما بين القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل، وفي سيناريو ثان وقف مؤقت، على الرغم من أنه سيكون هشا كالعادة، للعملية البرية في حال نجاح المفاوضات مع تبادل الرهائن”. يضيف الخبير العسكري سيناريو ثالثا لمسار هذه العملية هو “التهدئة بفضل الضغط الدولي، لكنه لا يزال لم يؤثر بشكل كاف على إسرائيل خصوصا في ظل وجود توافق أمريكي معها في هذا الشأن”.

مجاعة في الأفق ومستشفيات خارج الخدمة

على صعيد الوضع الإنساني، أعلنت إسرائيل الإثنين عن إدخال مساعدات بعد أن قالت مصادر من الجانبين إنه لم يحرز تقدم في جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس في قطر.

شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية الموجهة إلى غزة تنتظر الضوء الأخضر الإسرائيلي. مدينة العريش شمال سيناء، مصر في 19 مايو/أيار 2025.شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية المتوجهة إلى غزة تنتظر الضوء الأخضر الإسرائيلي. مدينة العريش شمال سيناء، مصر في 19 مايو/أيار 2025. © رويترز

وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إنه تقرر السماح بمرور شاحنات محملة بطعام الأطفال الرضع إلى غزة، غداة إعلان نتانياهو عن “كمية أساسية” من المساعدات ستدخل إلى القطاع بعد أكثر من شهرين من الحصار.

يشرح رامي أبو جاموس بأن “وقف المساعدات الإنسانية منذ أكثر من شهرين 2 مارس/آذار الفائت، أدى إلى تفشي المجاعة في غزة وأيضا حالات سوء التغذية الذي بات يطال حسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا 66 ألف طفل. قبل أسبوع توفي طفلان بسبب سوء التغذية”.

وقال مسؤول صحي في وكالة الأونروا الثلاثاء إن معدلات سوء التغذية في غزة ارتفعت خلال الحصار الإسرائيلي الذي استمر لأكثر من 11 أسبوعا وقد ترتفع بشكل كبير ومطرد إذا استمر نقص الغذاء.

نازحون فلسطينيون يتهافتون للحصول على حصص من الغذاء توزعه منظمات خيرية في جباليا شمالي قطاع غزة في 19 مايو/أيار 2025.نازحون فلسطينيون يتهافتون للحصول على حصص من الغذاء توزعه منظمات خيرية في جباليا شمالي قطاع غزة في 19 مايو/أيار 2025. © أ ف ب.

وبالنسبة إلى الأوضاع الصحية وحال المستشفيات، يقول أبو جاموس إنها “كارثية بسبب الحصار الذي يستمر منذ أكثر من 70 يوما ويشمل إلى جانب الأكل والشراب المستلزمات الطبية والأدوية. أغلب المستشفيات في غزة باتت خارج الخدمة بسبب القصف أو الاعتداء عليها بشكل مباشر وهو ما شهدناه الأحد عندما حاصر الجيش الإسرائيلي المستشفى الإندونيسي”.

وتابع الصحافي من غزة: “إضافة إلى المستشفى الأوروبي الذي تم استهدافه في منطقة خان يونس قبل أيام، فإن مستشفى الشفاء هو الآخر خارج الخدمة كما أغلب المستشفيات التي تعجز عن استقبال العدد الكبير من الجرحى خصوصا في ظل الهجوم الحالي. ناهيك عن الأمراض المزمنة كالسرطان وأمراض الكلى الذي لم يعد ممكنا التكفل بهم خصوصا بعد قصف مستشفى الصداقة التركي في منطقة الزهراء”.

جوع في غزة وسط ندرة المساعدات وعدم السماح بدخول سوى قسم بسيط منها

وكانت وزارة الصحة في غزة قالت الأحد إن المستشفى الإندونيسي، أحد أكبر المرافق الطبية التي تعمل جزئيا في شمال غزة، توقف عن العمل بسبب إطلاق نار من جانب القوات الإسرائيلية. في المقابل، قال الجيش إن قواته تنفذ عمليات ضد “مواقع البنية التحتية الإرهابية” في شمال القطاع، ومنها في المنطقة المجاورة للمستشفى الإندونيسي.

دول أوروبية تلوح بـ”إجراءات” ضد إسرائيل

وعلى الرغم من القرار الإسرائيلي السماح بدخول المساعدات إلى القطاع المهدد بالمجاعة أكثر من أي وقت مضى، تستمر الضغوط الدولية المطالبة بوقف هذه العملية البرية. فقد حذر خبراء دوليون بالفعل من مجاعة تلوح في الأفق.

وهدد قادة بريطانيا وفرنسا وكندا الإثنين باتخاذ “إجراءات ملموسة” ضد إسرائيل إذا لم توقف حملتها العسكرية التي استأنفتها على قطاع غزة وترفع القيود المفروضة على المساعدات، مما يزيد الضغط أكثر على نتانياهو. وذكر بيان مشترك: “منع الحكومة الإسرائيلية إدخال المساعدات الإنسانية الأساسية إلى السكان المدنيين أمر غير مقبول وينتهك القانون الإنساني الدولي”. مضيفا: “إذا لم توقف إسرائيل هجومها العسكري الجديد وترفع القيود التي تفرضها على المساعدات الإنسانية، سنتخذ إجراءات ملموسة أخرى ردا على ذلك”.

يختم الثوابتة بأن عملية عربات جدعون هي “جريمة حرب موصوفة بكل المقاييس، تقوم على استباحة دماء المدنيين، وتستهدف تدمير الحياة في غزة بالكامل”. وحمل مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة “الاحتلال الإسرائيلي والدول الداعمة له كامل المسؤولية عن هذه الانتهاكات الخطيرة والجرائم الوحشية المروعة”، داعيا “المجتمع الدولي إلى الخروج من صمته، والوقوف أمام مسؤولياته الأخلاقية والقانونية لوقف حرب الإبادة الجماعية المستمرة ضد شعبنا الفلسطيني قبل فوات الأوان”.

للإشارة، بلغ عدد القتلى الفلسطينيين في غزة منذ بدء الحرب 53486 وفقا لحصيلة أوردتها الإثنين وزارة الصحة في القطاع. وبين القتلى 3340 شخص على الأقل قضوا منذ استئناف الدولة العبرية ضرباتها وعملياتها العسكرية في 18 مارس/آذار الماضي، بعد هدنة هشة استمرت لشهرين.

 المصدر / فرانس 24

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً