متابعة السيمر / الجمعة 30 . 09 . 2016 — تطرقت صحيفة “أرغومينتي إي فاكتي” إلى مقابلة أحد قادة “جبهة النصرة”، التي يتحدث فيها عن تلقي الإرهابيين من الولايات المتحدة صواريخ “تاو” المضادة للدبابات.
جاء في مقال الصحيفة:
“جبهة النصرة”، إحدى أخطر التنظيمات الإرهابية في سوريا، تتلقى الأسلحة الثقيلة من الولايات المتحدة. هذا ما نشرته صحيفة “كولنر شتات أنتسايغر” الألمانية التي التقى مراسلها أحد قادة التنظيم “أبو العز” في مدينة حلب.
وأكد “أبو العز” في حديثه الصريح أن “الولايات المتحدة تقف إلى جانبنا”، و”لكنها لا تقدم لنا المساعدات بصورة مباشرة، بل عبر البلدان التي تتعاون معنا. وهذه البلدان هي المملكة السعودية وقطر والكويت؛ مشيرا إلى أنهم حصلوا على دبابات وقاذفات صواريخ من ليبيا، عبر الأراضي التركية.
كما أعلن “أبو العز” أنهم حصلوا في بعض المرات على الأسلحة من الولايات المتحدة بصورة مباشرة، والمقصود هنا صواريخ “تاو” المضادة للدبابات. وهذه الصواريخ بحسب قوله ساعدتهم في فرض سيطرتهم على عدة مناطق في سوريا.
وإضافة إلى هذا، تحدث “أبو العز” عن حصول “جبهة النصرة” على استشارات عسكرية من خبراء عدد من البلدان من ضمنها تركيا وإسرائيل والولايات المتحدة.
ويذكر أن “جبهة النصرة” التي شُكلت في يناير/كانون الثاني عام 2012 غيرت اسمها في يوليو/تموز الماضي إلى “جبهة فتح الشام”. وتعرف هذه المجموعة بأنها الأكثر راديكالية من بين بقية المجموعات المسلحة في سوريا. كما كانت سابقا تعرف بـ “القاعدة” في سوريا. لذلك فإن الهدف من تغيير اسمها إلى “جبهة فتح الشام” كان الانفصال عن “القاعدة” على أمل إدراجها في قائمة ما يسمى المعارضة السورية “المعتدلة”.
غير أن هذه المناورة منيت بالفشل، إذ أدرج مجلس الأمن الدولي “جبهة النصرة” في قائمة المجموعات الإرهابية، وكذلك فعلت أستراليا وبريطانيا وكندا ونيوزيلندا والإمارات العربية وروسيا والمملكة السعودية والولايات المتحدة وتركيا وفرنسا.
وإذا ما كانت مقابلة “أبو العز” مع الصحيفة الألمانية صادقة، فإن بعض الدول، التي تعد المسلحين إرهابيين، لا تجد مانعا من الاستمرار في التعاون معهم.
وتعدُّ مشكلة “جبهة النصرة” حجر عثرة في التعاون بين روسيا والولايات المتحدة في سوريا. فروسيا تطلب من الجانب الأمريكي وقف تعاون مجموعات المعارضة السورية “المعتدلة” مع فصائل “جبهة النصرة”. ولكن هذا عمليا لا يحصل. ففي معركة حلب يشكل مسلحو “جبهة النصرة” القوة الأساسية للمعارضة.
وعلى ضوء معلومات توريد الولايات المتحدة الأسلحة إلى المجموعات السورية، يحاول الدبلوماسيون الأمريكيون بالسبل كافة وقف غارات القوة الجو–فضائية الروسية على مواقع “جبهة النصرة” في حلب.
وبعد نشر هذه التصريحات، أسرعت الخارجية الأمريكية إلى تفنيدها. فقال الممثل الرسمي للوزارة مارك تونر: “نحن لم نقدم أي مساعدة لـ “جبهة النصرة”. ونحن نعدها فرعا لتنظيم “القاعدة” الارهابي الدولي ونعمل للقضاء عليها”.
غير أن تصريحات “أبو العز” تثير تساؤلات كثيرة حول مهاجمة طيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة مواقع وحدات الجيش السوري في دير الزور يوم 17 سبتمبر/ايلول الجاري. فكما هو معلوم تدافع هذا الوحدات منذ ثلاث سنوات عن مدينة دير الزور وتمنع “داعش” من احتلالها.
أما بالنسبة إلى صواريخ تاو، فهي صواريخ ثقيلة أمريكية الصنع مضادة للدبابات دخلت الخدمة الفعلية في الجيش الأمريكي عام 1970 ولا تزال. وهي الصواريخ الأساسية الموجهة في القوات المسلحة الأمريكية، وبعض البلدان الأوروبية واسرائيل ودول أخرى.
وخلال السنوات الـ 45 الماضية، تم تحديث هذه الصواريخ عدة مرات. وتعدٌّ السلاح الأكثر انتشارا في العالم بين مثيلاته. ويطلق المعارضون على هذه الصواريخ لقب “مروِّضة الأسد”، ومنذ عام 2015 لوحظ وجود النموذج الأحدث لهذه الصواريخ في حوزتهم.