الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / هكذا يحرفون الحقائق باسم ” حقوق الانسان ” :: داعشي نصف مدفون في الأرض يتحول الى رمز عالمي.. وأطفال العراق ضحية له

هكذا يحرفون الحقائق باسم ” حقوق الانسان ” :: داعشي نصف مدفون في الأرض يتحول الى رمز عالمي.. وأطفال العراق ضحية له

السيمر / الثلاثاء 20 . 12 . 2016 — اخذ الاعلام العالمي وبالأخص الأمريكي ومواقع التواصل الاجتماعية على حين غرة، بمجموعة من الصور التي انتشرت عبرها، لاطفال عراقيون من السكان المحليين لمدينة الموصل، وهم يعبثون بجثة نصف مدفونة في الأرض، لاحد عناصر داعش المقتولين.

daieshy_78786765

الجثة التي كانت تظهر منها السيقان فقط، تحولت الى رمز لاهالي المنطقة والقوات العراقية، تمثل الانقلاب الذي حصل على التنظيم، ودفن معه راس التنظيم في الأرض مبقيا منه اثاره ميتة كسيقان نابتة من الأرض لا حياة فيها، لكنها بكل حال، بما تملكه من تمثيل للعراقيين ورمزية، كان لها صدى مختلف الوقع على وسائل الاعلام الأجنبية التي كان لها في الأطفال اهتمام اخر.
وسائل الاعلام، تحدثت عن كمية اقتراب الخيال المصور من الواقع في هذه الصورة، وما تحمله من بشاعة مقلقة، على مستقبل الأطفال العراقيين، الذين تحول جيلهم الى صبى مشبع بصور واحداث لا يمكن ان يتم تخيل بشاعتها سواء على شاشة سينما او نصوص رواية، فلا تكفيها حقها.

لماذا لا يتبنى من يدافع عن الإرهابيين والإنسانية الكاذبة عن هؤلاء الذين شردوا من بيوتهم وديارهم ؟؟
لماذا لا يتبنى من يدافع عن الإرهابيين والإنسانية الكاذبة عن هؤلاء الذين شردوا من بيوتهم وديارهم ؟؟

الصورة التي اخذت امس الاحد، خلال تطهير ما تبقى من مناطق حي البارد، الذي استعادت السيطرة عليه قوات مكافحة الإرهاب العراقية بعد قتال عنيف، ظهر في احداها جندي من القوات الخاصة العراقية، وهو ينظر بغضب الى بعض الأطفال، محاولا ابعادهم عن الجثة التي طبعت صورتها في عقولهم للابد، وهم يابون الا الاقتراب منها وتفحصها واللعب بها كذلك.
تلك المعارك التي امست موسومة بانها الأصعب منذ بدا العمليات كما عبر عن صعوبتها الجنرال عبد الغني الاسدي، قائد القوات الخاصة العراقية، تركت خلفها مشاهد مروعة لجثث عناصر التنظيم، تختلط اشلائها بالحياة اليومية للسكان العالقين في المدينة، حيث تستمر الحرب بلا انقطاع، على الرغم من وجود مدنيين يحاولون تمضية حياتهم بالشكل المعتاد، في مشهد لم يعتده التاريخ منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
اطلاق الصورة على وسائل الاعلام اتى مصحوبا بتقرير اممي يتحدث عن خروقات لحقوق الانسان، ارتكبتها ميليشيات في مدينة الموصل، تدعى باسم “حشد الجبوري”، المؤلفة من ميليشيات سنية محلية، بعد ان اعلن المرصد الاممي لحقوق الانسان، عن قيام عناصرها باعدام 4 عناصر مشتبه بها بالانتماء الى التنظيم، لتكون بمجملها تقرير يحاول ان يوصل صورة واضحة ما عن الوضع الحالي في المدينة، التي تحولت الى اكبر ساحة معارك مأهولة في المنطقة بالنسبة لعديد المدنيين العالقين فيها.
الشهود الذين تحدثوا الى المنظمة اكدوا بان عملية الإعدام التي قامت بها ميليشيات الجبوري تمت تحت ناظر القوات العراقية التي لم تحرك ساكنا، فيما اكد سعد الحديثي، المتحدث باسم الحكومة العراقية، ان بغداد لا تمتلك علما بهذه الحادثة، لكنها امرت باعتقال المنفذين للتحقيق معهم، كما انها أعلنت رسميا مطاردة أي شخص يتهم بالقيام بخروقات لحقوق الانسان في المدينة.
يأتي هذا في الوقت الذي ما تزال فيه جثث عناصر التنظيم تتكدس داخل المدينة، فيما يضطر أهلها الى هجرها حتى انتهاء العمليات فيها، حيث أعلنت منظمة الهجرة العالمية عن قيام ما يزيد عن 103.872 مدني موصلي، بالهروب بشكل ناجح من المدينة نحو مخيمات اللجوء.
في النهاية، فان الصورة التي نشرت، بصبحة اخريات لها من البشاعة ما يكفي ليحجم عن ان تنشر، مثلت على تلك البشاعة امرين، أولهما النهاية الماسوية المتوقعة للتنظيم، وامل العراقيين بانتهاء قريب لوجوده، والثانية القلق الاممي على مستقبل أطفال سيصنعون اجيالا كاملة، مما اعتادوا على مشاهد العنف والدمار وتطبعت في عقولهم حياة الخراب وانتشار الجثث، فيما يشير البعض على مستوى اممي، الى محاولات ربما قد تكون قريبة، لتوفير العلاج النفسي الملائم لما بعد الصدمة لهؤلاء الضحايا اليافعين، بمجرد ان ننتهي معارك الموصل.

اترك تعليقاً