السيمر / السبت 14 . 01 . 2017 — أكد عضو هيئة رئاسة البرلمان العراقي آرام شيخ محمد، على أن الحوار بمفهومه العام هو من أهم أدوات التواصل الفكري والثقافي والأجتماعي والسياسي التي تتطلبها مراحل الحياة في أي مجتمع معاصر لما له من أثر كبير في توحيد الرؤى وتنمية القدرات الأفراد على التفكير المشترك والتحليل والأستدلال، كما أن الحوار الحضاري والصريح تعتبر من الأنشطة والمهارات التي تحرر الإنسان من الأنغلاق والأنعزالية، وأضاف شيخ محمد”أننا اليوم بأمس الحاجة ألى الحوار وتبادل الأفكار فيما بيننا لبحث ومناقشة القضايا التي تهم مستقبل بلدنا ونضع النقاط على الحروف”، وجاء حديث سيادته خلال كلمة ألقاه في مؤتمر (حوار بغداد) الذي عقد اليوم في مجلس النواب بحضور الرئاسات الثلاث ومجلس القضاء الأعلى وممثلي عن دول العالم وعدد من الشخصيات الدينية والسياسية والسادة النواب والوزراء وأساتذة الجامعات والأكاديمين وجمع من الأعلاميين والقنوات الفضائية ووكالات الأخبار.
آرام شيخ محمد أشار ألى ضرورة عدم التركيز على العناوين والمسميات، يجب أن نمتلك الشجاعة الكافية لمراجعة الأخطاء في العملية السياسية وأن نجتهد في سبيل منع أشكال الدكتاتورية المركز وأحتكار السلطة والقرارات المصيرية من قبل مجموعة أو حزب معين، يجب الأبتعاد عن مؤثرات الدولة الريعية والتخلص من التبعية السياسية، وأضاف سيادته”نحن نحتاج أولآ ألى مصالحة مجتمعية حقيقية بين المكونات ونرسخ مفاهيم وقيم التعايش والسلام وتقبل الآخر وخاصة في مرحلة ما بعد داعش، علينا أن نتحدث بصراحة وجرأة ونشخص بدقة ما لدينا من مشاكل ونعرضها بشكل واضح ونشترك سوية في البحث عن الحلول والمعالجات لهذه المشاكل والأزمات”.
عضو هيئة الرئاسة شدد خلال الكلمة على أهمية التحضير لمرحلة مابعد داعش الأرهابي، ومستقبل المناطق المحررة كان من أولوياتنا، والسؤال هنا؟ كيف نحفاظ على هذا الأنتصار ونجعله مسؤلية جميعنا؟ ولاسيما كانت هناك مشاكل سياسية جمة تأجلت بسبب داعش، وسوف نواجهها مرة اخرى، كالمشاكل العالقة بين الأقليم والمركز، وبين سيادته بالقول”أنا كمواطن كوردي وعضو في هيئة رئاسة السلطة التشريعية، أتسائل وبكل صراحة؟ لماذا بقيت هذه المشاكل الى يومنا هذا دون حلول، بحسب الدستور، أقليم كوردستان جزء من الدولة العراق الأتحادي، وهذا معناه بالوقت الذي تكون بغداد مسؤولة عن حياة المواطنين في أي محافظة عراقية، فهي مسؤولة أيضا عن حياة المواطنين في اقليم كردستان، قرابة خمسة ملايين أنسان فى أقليم كوردستان للأسف يدفعون يوميا ضريبة الصراعات والمشاكل لعدد من السياسيين الذين لايتجاوزون عدد الأصابع”.
آرام شيخ محمد أكد على ضرورة ترسيخ مبادئ التعايش السلمي وتقبل الآخر وتثبيت مفهوم السلام والتآخي بين كافة الأطياف لمكونات المجتمع وهذا يحتاج ألى مشاركة الجميع في صنع القرار السياسي وتوزيع المسؤليات وفق مبادئ دولة المواطنة كما هو موجود في الدستور وليس على شىء آخر، وأضاف بالقول”العراق بلد الحضارات والخيرات والكفاءات، ولكي نصنع مستقبلا أفضل لأجيالنا القادمة، علينا أولا تجاوز الماضي بمآسيه وآلامه، ونعمل سوية لتطبيع الحياة على الأرض، وذلك من خلال أعادة النازحين وأعمار المناطق المدمرة جراء العمليات العسكرية والأرهابية، الأيادي والسواعد الأصيلة التي دافعت وقاتلت الأعداء من أجل الوطن، هي نفسها تستطيع أن تبني المصانع وتحرث الأرض في المزارع وتعمل في جميع القطاعات الخدمية أذا نحن كسياسين سعينا وأردنا ذلك، يجب أن تكون أولويات مهامنا القادمة الأنتقال بمجتمعنا من مجتمع مستهلك الى مجتمع منتج وفاعل، ليس من المعقول أن تبقى الأجيال تحت رحمة أسواق النفط وتضاربات أسعاره في العالم، لقد رأينا جميعا ونراه الآن ومستقبلا تظاهرات الجماهير وخروج الناس ألى شوارع طلبا للحياة وتوفير الخدمات والرواتب ولقمة العيش، لذا يجب ان ننتهج سياسة مبنية على أسس صحيحة”.
عضو هيئة الرئاسة ختم الكلمة بالقول” من البديهيات والمسلمات بأن التطرف بكل أشكاله ينمو فى فضاء الفقر والبطالة، ولكي نقلع التطرف من جذوره نحتاج الى نوع آخر من الكفاح والنضال، وهو النضال من أجل الأعمار وأعادة البنى التحتية وتسخير كل الطاقات شبابنا في هذه المرحلة، وبالمقابل أيضا علينا بمكافحة الفساد والقضاء عليه وتجفيف منابعه، والفساد لايقل ضررا من الأرهاب بل موازيا له، وأن كانت لدينا الأرادة الكافية كشعب طموح نستطيع أن نبني بلدنا”.