السيمر / الأربعاء 01 . 02 . 2017 — دعا وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الدول العربية إلى الانضمام إلى المبادرة الروسية لفرض حصار اقتصادي تجاري على المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم “داعش” الإرهابي.
وقال الوزير الروسي، في مستهل منتدى التعاون الروسي العربي في أبوطبي، الأربعاء 1 فبراير/شباط، إن الهدنة في سوريا صامدة بشكل عام، وأشاد بالوساطة الأردنية التي ساهمت في انضمام عدد من فصائل المعارضة المسلحة في جنوب سوريا إلى الهدنة.
لكنه، شدد على ضرورة الدعم العربي للمبادرة الروسية الخاصة بفرض الحصار الاقتصادي التجاري على المناطق التي مازالت تحت سيطرة تنظيم “داعش”، وذلك وفق المادة 41 في ميثاق الأمم المتحدة.
وذكّر لافروف بأن روسيا قدمت في مجلس الأمن الدولي مشروع قرار حول التصدي للأيديولوجية الإرهابية والمتطرفة. وتابع قائلا: “إننا نأمل في التنسيق حول هذه المسألة مع الأصدقاء العرب”. وشدد على الأهمية المبدئية لتنفيذ كافة القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي في مجال محاربة الإرهاب، بالتزامن مع مواصلة الجهود للقضاء على القدرات العسكرية والاقتصادية للتنظيمات الإرهابية وقطع قنوات تمويل الإرهاب.
كما أعلن وزير الخارجية الروسي أن الآلية الثلاثية التي أنشأتها روسيا وتركيا وإيران للراقبة على الهدنة في سوريا قد بدأت العمل، مؤكدا صمود نظام وقف إطلاق النار بشكل عام.
ومن المتوقع أن تكون المسائل المتعلقة بالهدنة في سوريا والاتفاق الروسي الإيراني التركي بهذا الشأن في صلب مناقشات منتدى التعاون الروسي العربي.
وقال لافروف، في افتتاح المنتدى: “الهدنة، صامدة بشكل عام. وكانت روسيا وتركيا وإيران قد أنشأت آلية بدأت بالرقابة على تطبيق نظام وقف إطلاق النار”.
وذكّر بأن الاتفاق، الذي تم التوصل إليه خلال المفاوضات في أستانا الأسبوع الماضي، يضم موقفا يؤكد على ضرورة إشراك كافة فصائل المعارضة المسلحة، التي انضمت للهدنة، إلى المفاوضات السياسية.
وأعاد الوزير الروسي إلى الأذهان أن نظام وقف إطلاق النار لا يشمل تنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة”. وشدد على تطبيق هذا المبدأ تجاه “النصرة” مهما كانت التسميات الجديدة التي يطلقها التنظيم على نفسه.
واستطرد، قائلا: “إننا ننطلق من أن أي نظام لوقف الأعمال القتالية لا يشمل “داعش” و”النصرة”، مهما كانت تسمياتهما، إذ غيرت “النصرة” اسمها مجددا. ولقد أكدنا على هذا المبدأ بوضوح خلال لقاء أستانا. وأعرف أن جامعة الدول العربية تشاطرنا هذا الموقف، ونحن نعمل في هذا المجال كجبهة موحدة”.
وأوضح لافروف أن أستانا أصبحت منصة إضافية لعملية التسوية في سوريا، لكنها لا تشكل بديلا لعملية جنيف.
وأضاف: “مازلنا نعتقد أن على أصدقائنا في الأمم المتحدة الإسراع والكف عن تأجيل استئناف المفاوضات. أما نحن فسنحتفظ بمنصة أستانا للرقابة على تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها، خلال اللقاء الأول، بمشاركة الحكومة السورية وفصائل المعارضة المسلحة”.
وحسب صيغة المنتدى المتفق عليها وفق المذكرة الخاصة بإنشاء المنتدى في العام 2009، يشارك في الاجتماعات: وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بصفته رئيس الوفد الروسي، وأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزراء خارجية ترويكا مجلس الجامعة على المستوى الوزاري (البحرين وتونس والجزائر هذا العام)، وكذلك موريتانيا بصفتها الدولة التي استضافت القمة العربية الأخيرة، والإمارات، التي تستضيف اجتماعات المنتدى هذا العام.
ومن المقرر إصدار بيان سياسي مشترك، في ختام الاجتماع.
وكانت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، قد أعلنت أن الاجتماع سيشهد تبادلا للآراء بشأن المستجدات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مع التركيز على تكثيف تنسيق الجهود الروسية والعربية الرامية لتطبيع الوضع في مناطق النزاعات.
كما ستتناول المناقشات المشتركة مواضيع التصدي لخطر الإرهاب وأنشطة التنظيمات المتطرفة في عدد من الدول بالشرق الأوسط، وكذلك آفاق التسوية الشرق أوسطية، في سياق الجهود الرامية لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وإقامة مناطق خالية من أسلحة الدمار الشامل بالشرق الأوسط.
كما سيتابع المشاركون في الاجتماع سير تنفيذ الاتفاقات السابقة حول تعزيز التعاون الروسي العربي في المجال الثقافي والإنساني ولاقتصادي.
لافروف يدعو إلى ضمان الوصول الإنساني إلى كافة مناطق اليمن
كما يعقد لافروف على هامش المنتدى عددا من اللقاءات الثنائية مع نظرائه العرب. وبدأ الوزير الروسي سلسلة اللقاءات هذه بالاجتماع مع نظيره اليمني عبدالملك المخلافي، حيث دعا أطراف النزاع اليمني إلى ضمان الوصول الإنساني إلى كافة مناطق البلاد.
وبحث الوزيران مستجدات الوضع في اليمن، في ظل استمرار الصراع العسكري السياسي الذي يشارك فيه التحالف العربي بقيادة السعودية.
وشدد لافروف على ضرورة إيجاد حلول تفاوضية للأزمة اليمنية على أساس القرارات المعنية الصادرة عن مجلس الأمن الدولي وقرارات مؤتمر الحوار الوطني، بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتخفيف معاناة السكان المدنيين.
كما اجتمع لافروف في أبوظبي مع وزير الخارجية التونسي، خميس الجهيناوي، ووزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل.
وكالات / روسيا اليوم