السيمر / الخميس 16 . 03 . 2017 — تطرقت صحيفة “إيزفيستيا” إلى الأنباء، التي أفادت بوقوع تمرد في الرقة ضد البغدادي، مشيرة إلى أن ذلك نجم عن هزائم “داعش” المتتالية في سوريا والعراق.
جاء في مقال الصحيفة:
حاولت مجموعة من الإرهابيين القيام بانقلاب في مدينة الرقة، التي تعدُّ عاصمة “داعش” في سوريا، ضد رفاقهم في التنظيم، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى. وبحسب الخبراء، فإن هذه الأحداث ناجمة عن الهزائم العسكرية، التي يمنى بها التنظيم في العراق وسوريا خلال الفترة الأخيرة.
ويفيد شهود عيان عبر شبكات التواصل الاجتماعي، بأن “التظاهرة”، التي نظمها مسلحو “داعش” قبل أيام في الرقة احتجاجا على ظروف حياتهم السيئة، تطورت إلى مواجهات واشتباكات مسلحة. فقد أعلنت مجموعة من الإرهابيين من ذوي الأصول التونسية معارضتهم لزعيم “داعش” أبي بكر البغدادي، وأطلقوا النار على أتباعه، وقام أحد المنتفضين بتفجير نفسه في تجمع لشرطة التنظيم. وقد تسببت هذه الاشتباكات بمقتل عشرات الإرهابيين. وقد تمكن التنظيم من القضاء على هذا التمرد، ويجري حاليا اعتقال كل من يشتبه بعلاقته بالمتمردين. وتفيد بعض المعلومات بأن عددا من المتمردين تمكنوا من مغادرة المدينة.
وفي حديث إلى “إيزفيستيا”، أوضح اللواء السوري المتقاعد علي مقصود أن “داعش” ليس بنية متراصة. وعلى خلفية الهزائم التي تلحق به في سوريا والعراق، تشتد الخلافات بين بعض “العشائر”، ما يؤدي إلى اشتباكات مسلحة. فمثلا يمكن في الرقة الإشارة إلى وجود مجموعات تابعة شكليا للتنظيم ولكنها في الواقع لا تطيق بعضها بعضا. ويقف وراء كل مجموعة منها بلد ما، تختلف نظرته إلى النزاع السوري عن الآخرين ودور أتباعه في هذا النزاع. لقد تم تهدئة المسلحين في الظروف الاعتيادية، ولكن الآن حيث يواجه “داعش” صعوبات جدية، فإن الخلافات بين الإرهابيين تطفو على السطح.
وفي الواقع، يقاسي المسلحون في الرقة ظروفا صعبة جدا. فمن الشمال تتقدم “قوات سوريا الديمقراطية”، التي يشكل الكرد عمودها الفقري، حيث تمكنت قبل أيام من السيطرة على الطريق المؤدي إلى دير الزور. ومن الجنوب يعزل نهر الفرات الإرهابيين عن العالم الخارجي، حيث كانوا إلى وقت قريب يستخدمون جسرين لعبور النهر، قبل أن تقصفهما طائرات قوات التحالف الدولي، ولم يعد بإمكان الإرهابيين تجاوز هذا الحاجز الطبيعي. أي أنهم محاصرون من جميع الجوانب في الرقة.
ويضيف علي مقصود أن سكان المدينة لم يعودوا يتعاطفون مع الإرهابيين، وخاصة مع الأجانب منهم. وإن ما يؤكد هذا هو انتفاضة السكان، التي بدأت يوم 5 مارس/آذار 2016، حيث تمكن السكان حينها من طرد المسلحين من بضعة أحياء، لكن التنظيم الإرهابي تمكن بعد عدة أيام من فرض سيطرته عليها من جديد.
من جانبه، يرى المدير العام لمعهد القضايا الإقليمية دميتري جورافليوف أن المسلحين حاليا يواجهون بعضهم بعضا. وهذا يشير إلى أنهم في مأزق. لقد كانوا إلى وقت قريب يهاجمون أو ينهزمون، ولكن مهما كانت الظروف كان لديهم إدراك بأن النصر ممكن. أما حاليا، فيفهمون أن القضاء على “داعش” أمر واقع. ولذلك فإن السؤال الذي يهمهم هو كيف الخروج من هذا الوضع بأقل الخسائر. وهذا يوضح محاولة الانقلاب، لأن التغيير يمنح فرصا ما للنجاة، في حين أن نتائج السكوت وعدم التحرك ستكون سلبية.
ان تحرير الرقة أمر حتمي ولا ينوي أحد التراجع عنه. وإن وضع الإرهابيين سيسوء مع الوقت أكثر فأكثر، وبالتالي سيزداد عدد غير الراضين عن وضعهم، أي من المستبعد أن تكون هذه آخر محاولة انقلابية.
روسيا اليوم