السيمر / السبت 15 . 04 . 2017 — تطرقت صحيفة “إيزفيستيا” إلى خطط إقليم كردستان العراق لإعلان استقلاله عن بغداد؛ مشيرة إلى أن ذلك سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع في مجمل منطقة الشرق الأوسط.
جاء في مقال الصحيفة:
على الرغم من أن أحدا على المستوى الرسمي لم يعلق بعد على إعلان كرد العراق نيتهم إجراء استفتاء عام بشأن استقلالهم عن بغداد، فإن منطقة الشرق الأوسط تنظر بقلق ملحوظ إلى ذلك.
ونقلت “إيزفيستيا” عن مصادر مقربة من الحكومة العراقية، أن هناك عملا نشيطا يُجرى مع القوى السياسية الكردية خلف الكواليس. وأن إيران دخلت إلى الساحة بشخص الجنرال قاسم سليماني، الذي تطلق عليه وسائل الإعلام الغربية لقب “فارس الظلام”. وبحسب الخبراء، فإن خطوة الكرد قد تفجر الوضع ليس فقط في العراق، بل وفي مجمل الشرق الأوسط. ولكن الكرد ليسوا في وارد التوقف حاليا.
ووفق ما نشرته صحيفة الشرق الأوسط، فقد زار قاسم سليماني قبل أيام إقليم كردستان لإجراء مفاوضات مع السياسيين المحليين بشأن الاستفتاء المزمع إجراؤه. ويعدُّ سليماني، الذي يقود فيلق القدس، بطلا قوميا في إيران، لذلك تكلفه القيادة الإيرانية تسوية أعقد المشكلات، وخاصة أنه، بحسب بعض المصادر، قاد العمليات الحربية البرية في حلب نهاية عام 2016. وقد أكدت مصادر الصحيفة زيارة سليماني إلى الإقليم. وأن مهمته تكمن في إقناع كرد العراق بتأجيل إجراء الاستفتاء بشأن الاستقلال إلى أجل غير مسمى، وفصل القوى السياسية الكردية بعضها عن بعض.
وفي حين أن سلطات الإقليم لم تعلق على هذه الأخبار بشيء، فإن إحسان الشمري رئيس المركز العراقي للتحليل السياسي المقرب من رئيس الحكومة العراقية، أوضح للصحيفة أن “لإيران علاقات وثيقة مع القوى السياسية في كردستان، لذلك فإن هدف زيارة سليماني هو التأثير في موقف هذه القوى.
والحديث هنا يدور عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي يتزعمه مسعود بارزاني (رئيس إقليم كردستان)، وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي يتزعمه جلال الطالباني (رئيس العراق السابق). وبالطبع تتمكن إيران من التأثير في تطور الأحداث وهي تحاول ذلك، لأن الاستفتاء واحتمال تأسيس دولة كردية مستقلة يهددان بصورة مباشرة الأمن الوطني الإيراني”.
ويذكر أن المتحدث باسم حكومة إقليم كردستان سفين دزئي قد أعلن سابقا أن سلطات الإقليم تنوي إجراء الاستفتاء خلال السنة الحالية.
من جانبه، أشار النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد فلاديمير جباروف إلى أن “القضية الكردية معقدة جدا، لأن أعدادا كبيرة من الكرد تعيش في العراق وتركيا وإيران وسوريا. وإن اتخاذ قرار بشأن الاستقلال قد يثير نزاعات تشترك فيها الدول المجاورة للعراق. أما موقف روسيا من مسألة الانفصال، فهو سلبي. أي أن القضية الكردية بحاجة إلى مواقف متزنة وعمل ومنهجية مدروسة بما في ذلك على مستوى الأمم المتحدة.
ومع ذلك، يبدو أن الكرد لا ينوون التوقف. فبحسب النائبة الكردية عن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني فيان دخيل، “تستعد القوى السياسية الكردية بغض النظر عن ذلك للاستفتاء المقبل”. وأضافت أن “الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني اتفقا على تشكيل لجنة للإشراف على التحضير للاستفتاء”.
في هذه الأثناء، يؤكدون في إقليم كردستان العراق أن النتيجة الإيجابية للاستفتاء لا تعني إعلان الاستقلال، بل ستكون مبررا فقط للتفاوض مع بغداد بشأن الانفصال.
ومع ذلك، ترى الحكومة المركزية في هذه العملية محاولة لتقويض وحدة البلاد. وتصب الزيت في النار مسألة تبعية كركوك والمناطق المجاورة الغنية بالنفط. وكانت هذه المناطق حتى هجوم “داعش” تحت سيطرة الحكومة المركزية. لكنها بعد انسحاب قوات الحكومة العراقية من المنطقة أصبحت تحت سيطرة قوات البيشمركة الكردية.
كما أن إعلان استقلال إقليم كردستان في العراق، سيكون مثالا يقتدي به كرد الدول المجاورة تركيا وإيران وسوريا. وهذا الأمر سيثير التوتر في المنطقة كلها. كذلك، فإن طهران وأنقرة ودمشق تدرك هذا جيدا، ولهذا بدأت طهران بالتحرك لمنع وقوع هذا السيناريو السلبي.
روسيا اليوم