السيمر / السبت 03 . 06 . 2017 — في السنوات الثلاثة الماضية أي بعد إعلان الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما تشكيل التحالف الدولي لمحاربة مسلحي داعش، أسقط هذا التحالف عشرات الآلاف من القنابل على اهداف واوكار مسلحي داعش في العراق وسوريا.
ولعدة أشهر من سن البنتاغون قانون يقضي بشن ضربات جوية ضد الجماعة الارهابية داعش، اُعتبرت تلك القنابل والذخائل الامريكية مجرد ارقام وليست فعّالة على الجانب الاستراتيجي لداعش، ولم تساعد القوات البرية العراقية لمكافحة داعش على الأرض.
ووفقاً للبيانات التي قدمها الضابط المتقاعدة في سلاح الجو الامريكي ماجان براين بيكر الباحث في قسم الخطط والتخطيط الاقليمي للقوات الجوية الامريكية، فان القوات الجوية “فشلت” بنسبة 19٪ في استهداف اوكار تنظيم داعش خلال الفترة من شهر آب الى شهر تشرين الثاني في عام 2014.
وتشير إحصائيات بيكر الى أن 4400 قنبلة اطلقها التحالف الدولي، نصفها لم تصب الهدف بشكل دقيق، فيما قسم كبير منها لم ينفجر، وفقاً لتقرير بيكر الذي اعدّه في 31 آيار من الشهر الماضي والذي استغرق عامين لاعداده.
اخفاقات الذخائر ليست مقصودة، لكنها كانت غير غير دقيقة حين تسقط على إهداف غير الأهداف الرئيسية، وهذا يستند الى خطأ إستراتيجي وقعت فيه امريكا في الحرب الجوية على افغانسان والعراق وكررته في الحرب ضد داعش بالموصل.
وذكر بيكر في بياناته التي نشرها، انه استغرق وقتاً لكشف هذا التلاعب فضلاً عن محاولة القوات الجوية الامريكية اعادة تجهيز مهام الدعم الجوي والبعثات الجوية التي نفذت الغارات الجوية في العراق من أجل تحقيق هدف مختلف عن الهدف الاساسي.
التحقيق الذي أعدّه بيكر في مناطق الحرب مفاده، أن الضربات الجوية شملت، الهياكل الكبيرة والجسور والمركبات المدرعة وغيرها من الاهداف التي لا تمت لاوكار داعش بصلة، فضلاً عن عدم استهداف المسلحين الارهابيين وهم يتجولون في الصحراء حاملين الأسلحة الخفيفة. كما لا يمكن تشخيص ما اذا كان الهدف صحيحاً او لا، لأن الانفجار المصاحب للغارة والشظايا المتطايرة تحجب الرؤية.
لذلك يمكن القول، إن القنابل الملقاة على ما يعرف بـ “اوكار داعش” لم تكن مفيدة على الاطلاق، فيما دمرت بالوقت نفسه الدبابات العراقية والجسور الانفاق والبيوت.
الولايات المتحدة واجهت هذه المشاكل بعد كثرة الانتقادات بحلول نهاية عام 2014، وابزها تغيير نوع القنبلة وهي B/31 المخترقة للرؤوس الحربية التي لم تكسر اي مبنى بقدر ما تحدث اضراراً فقط.
نسبة الفشل العالية في استهداف مسلحي داعش على يد التحالف الدولي، تقف حائرة امام عدد القنابل الملقاة على الموصل بشكل خاص، فقد ذكر التحالف الدولي نفسه، أنه اطلق اكثر من 835 قنبلةً شديدة الانفجار على أوكار داعش، لكنها بالحقيقة، لم تصب اهدافاً واضحة وحيوية للتنظيم بقدر ما اصابت البنية التحتية للموصل بشكل رئيسي.
وعلى الرغم من انفاق التحالف الدولي اكثر من 2.4 مليار دولار منذ بداية شهر آب من العام 2014، فان القنابل لم تكن موجهة بشكل دقيق على الأهداف وغالباً ما تحدث اضراراً جانبية.
إضافة الى الفشل في إصابة اهداف داعش على يد التحالف الدولي، هناك فساد كبير في اسعار القنابل، فلو افترضنا ان تكلفة القنبلة الواحدة من طراز مارك 82 تبلغ 2000 دولار امريكي، فهناك اكثر من 22.5 مليون دولار مهدورة لقنابل لم تكف طائرات التحالف الدولي لاكثر من عدة اشهر، وإذا كانت هذه الارقام دقيقة، فان وزارة الدفاع الامريكية متورطة بصورة كبيرة في هذا الملف.
المصدر: task & purpose
ترجمة: وان نيوز