السيمر / الخميس 14 . 09 . 2017 — كشفت صحيفة أميركية، الأربعاء، عن اتفاق سري بين رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني وإسرائيل ينص على نقل مئتي ألف كردي يهودي من إسرائيل إلى الاقليم بعد استفتاء الاستقلال.
وقالت صحيفة al-monitor، ان عدة وسائل اعلامية تركية اكدت اليوم ان رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني توصل الى اتفاق سري مع الحكومة الإسرائيلية، يتضمن الاتفاق على نقل اليهود الإسرائيليين من أصل كردي – وهي جماعة تضم حوالي 200،000 شخص – من إسرائيل إلى حكومة إقليم كردستان بعد استفتاء الاستقلال في 25 أيلول.
ونشرت الصحف الموالية للحكومة التركية، ومنها “ييني أكيت” و “أكسم” قصص على مواقعها الإلكترونية، تُنسب لمجلة تسمى “إسرائيل-كرد”، يزعم أن مقرها في إقليم كردستان، بأن “إسرائيل ستعيد الأكراد الذين يعيشون في إسرائيل إلى شمال العراق في حال استقلال كردستان”.
وتعليقا على ذلك، قالت صحيفة ييني صفك التركية، إن “حكومة الاقليم روجت لجذب 200 ألف كردي يهودي إلى كردستان العراق”.
وقالت يني صفك ان مسعود بارزاني الذي تلقى دعما من اسرائيل فقط خلال عملية الاستفتاء، يعتزم تعزيز يده بمساعدة من الاكراد من أصل يهودي يتمتعون بمراكز بارزة في إسرائيل، وجاءت القصة المثيرة في ظل هجوم إعلامي تركي آخر موجه لإسرائيل.
وقال نائب رئيس الاركان العامة السابق لجيش الدفاع الإسرائيلي يائي جولان في احدى مراكز ابحاث واشنطن يوم 10 ايلول ان “حزب العمال الكردستاني الذي يحارب تركيا من اجل الاستقلال منذ عام 1984 ويعتبر منظمة ارهابية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ليس منظمة إرهابية”.
ووافقت وسائل الإعلام الإسلامية في تركيا على أن “تصريحات الجولان الداعمة لكردستان المستقلة تشكل دعما صهيونيا لحزب العمال الكردستاني”.
وبينت الصحيفة ان من المثير للاهتمام أن وسائل الإعلام التركية لم تشمل إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 13 أيلول الذي نفى فيه كلمات الجولان ووصف نتانياهو حزب العمال الكردستاني بأنه منظمة إرهابية أو ينتقد تركيا لعدم الاعتراف بحركة حماس كمجموعة إرهابية”.
وبكل إنصاف، فإن التحيز ضد اليهود أو معاداة السامية الصريحة في تركيا لا يقتصر على الحكومة المحافظة دينيا في البلاد أو أنصارها في وسائل الإعلام. الناس العلمانيين وحتى نجوم البوب الاتراك غالبا ما يقولون أشياء بغيضة عن اليهود أو الإسرائيليين.
وتضيف الصحيفة انه بطبيعة الحال، فإن الأتراك ليسوا الوحيدين الذين لديهم فهم منحرف عن الأعمال والدوافع اليهودية والإسرائيلية، فالأكراد العراقيين أنفسهم لديهم مفاهيم غريبة حول الدعم الإسرائيلي لاستقلالهم.
ومع اقترابنا من 25 أيلول، أعرب أكراد عراقيون كثر عن أملهم في أن “تصريحات المسؤولين الإسرائيليين المؤيدة لإقليم كردستان المستقلة تبشر بالخير لدولتهم المفترضة”.
ويعتقد الأكراد العراقيون أنه “نظرا لقوة إسرائيل داخل لوبيات السياسة في الولايات المتحدة، فإن “الدعم الإسرائيلي لاستقلال كردستان يعني في الأساس دعم الولايات المتحدة لاستقلال الأكراد”.
بعض الأكراد العراقيين يعتقدون، إذا كانت إسرائيل والولايات المتحدة مع كردستان، فمن يمكنه أن يقف ضدهم؟
ولكن الكثير من الناس في كردستان العراق وحول المنطقة لا يتجاهلون فقط كون الولايات المتحدة تعارض استقلال حكومة إقليم كردستان عن العراق، ولكن أيضا أن الأمريكيين يشعرون بالقلق من أن استفتاء الاستقلال قد يخل بالتوازن الإقليمي.
وقد امتنعت واشنطن عن انتقاد برزاني استفتاء 25 ايلول حتى لا تسيء الى حلفائها البيشمركة الكرد الذين يشكلون معركة فعالة ضد داعش.
وكان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو قد قال في وقت سابق إنه “يؤيد اعلان استقلال اقليم كوردستان عن العراق”، واشار في الوقت نفسه الى ان “الشعب الكردي يتقاسم مع الغرب نفس القيم”، بحسب “كردستان 24”.
وأعلنت وزيرة العدل الإسرائيلية أيليت شاكيد، أمس الثلاثاء، تأييدها الصريح لاستقلال اقليم كوردستان عن العراق، قائلة ان “ذلك يصب في مصلحة بلاده والغرب برمته”.
والاستفتاء المحدد في 25 من الشهر الجاري سيجرى في محافظات اقليم كردستان بالإضافة الى المناطق المتنازع عليها بين اربيل وبغداد وبخاصة كركوك وفقاً لما اكده مسؤولون في الاقليم.
المصدر: al-monitor