السيمر / الاثنين 16 . 10 . 2017
عبد الحمزة سلمان
تجربة الديمقراطية التي تطبق على الشعوب الجاهلة فاشلة,تدفع الشعب ليعاني من واقع مرير, يصيبه من جراء التصرفات الفردية, أو الجماعية أو الحزبية الخاطئة, لممثليه,وبينهم الفاسدين والفاشلين, لا نميزهم,ويعود بالضرر على مستقبل الشعب .
أختيار من لا يصلح جهل, وهو ضد العلم, وعدم الفهم السليم, و الإختيار غير الموفق, في تطبيق ما تعنيه الديمقراطية الحقيقية, والشعب الذي تكون فيه نسبة الجهل هي الأغلبية السائدة, لا يمكن أن يقوم بإدارة شؤونه, وحكم نفسه, وإختيار ممثليه يكون غير سليم, لإفتقاره للأسس العلمية, التي تبنى عليها مسميات ومفاهيم الديمقراطية .
كلمة الديمقراطية..تجمع كلمتين؛الأولى تعني عامة الناس, والثانية تعني الحكم, ويعني حكم الشعب لنفسه, و إختيار ممثلين عنه, وفق أسس علمية مدروسة,تتعلق بإدارة شؤون البلد, وتشكيل حكومة ناجحة, ونابعة من صميم الشعب .
تظاهر الشعب العراقي على من أختارهم, حكام له بإرادته, وينعتهم بمسميات تعبر عن مرارة معاناته, وما ألحق به من حيف, ومرارة خلال السنوات الماضية, على إستمرار الحكم الديمقراطي,و السبب ليس بالديمقراطية العراقية, لكونها ناجحة, ولها مردودات إيجابية في الشعوب, التي تسودها صفة العلمية والثقافية, وينخفض مستوى الجهل بين طبقات شعبها .
ثبت عند تطبيق تجربتنا الديمقراطية, نقص المعرفة وفهمها لتطبيقها وممارستها, لأسباب كثيرة, لمسناها عند دعوة المرجعية, للتعبير عن إرادتنا بالتظاهر, إستطاعت بعض الفئات التي لا يخدمها بناء وإستقرار و إصلاح البلد, بالصورة الصحيحة ورفاهيته,اختراق التظاهرات وبث سمومهم بين المتظاهرين, لكونهم يعيشون متطفلين على مقدرات الشعب, ونهب ثرواته .
سمحنا لتظاهراتنا السابقة أن تخترق واستغلالها لتعبر عن مصالح أشخاص, أو فئات تدعم وتؤيد الفساد, وتطالب بإستمرار الفاسدين والفاشلين بمناصبهم, رغم أن وجودهم لا يخدم المصلحة العامة لأبناء البلد, ومن الكوارث التي تصيب الشعب قليل الوعي والإدراك, أن ينقسم بين مؤيد ورافض, وهذا الإنقسام دفع بالعراق ليكون على شفا الهاوية,علينا الحذر واعادة حساباتنا من جديد.
تطبيق الديمقراطية بصورتها الجميلة,على الفرد لا ينظر من جانب مصلحته الخاصة فقط, ويختار بالعلاقات الشخصية, ورابطة الإختيار بالمصلحة المادية أو العشائرية, التي تقدم خدمة لشخص واحد,إنما يجب أن يكون الإختيار لما هو أصلح, ويحمل أفكار تخدم البلد, ليكون الرجل المناسب في المكان المناسب, وهذا يجعل إتجاهنا صحيح لبر الأمان, وما يدعوا إليه ديننا الإسلامي, والمراجع الدينية, وأصحاب الرأي ويعني وحدة الصف وتماسكه, لبناء العراق الحديث, وفق برنامج إسلامي حضاري متطور .
العراق اليوم أحوج لإعلام حقيقي, و صحافة حرة وإذاعات,وقنوات تنطق بكلمات صادقة, تدافع عن الحق, مخلصة لهذا البلد ,لرسم الطريق السليم, البعيد عن كل الملوثات للجيل الجديد,لكشف الفاسد, والإستعداد لما وعدنا به الباري, لظهور المصلح في الأرض,ليعيد ما ينقصها من أمور الإصلاح .