السيمر / الثلاثاء 24 . 10 . 2017
رسل جمال
لاادري لمصلحة من تسخف الانتصارات؟، وتجير الانجازات الى غير اصحابها، وتغير الحقائق ويتعمد التعامي والتغافل عن الواقع، اذ كثيرا ما يراد ان تشوش على بوصلة سلسلة الانتصارات، التي حققها العراق مؤخرا بدحره الارهاب، بسواعد ابنائه من الجيش العراقي والحشد المقدس، واطاح “بأكذوبة داعش” ذلك العنكبوت الذي رمى شباكه على المنطقة لعدة سنوات، وبنى حواضن عفنة له، وأسس لفكر متطرف، لا يؤمن الا بسفك الدماء والقتل.
معارك طويلة خاضها العراق استبسل بها ابطالنا، ودفع قوائم فواتيرها الطويلة الباهضة، من دماء شبابه ،وقف العالم متفرج ومكتوف الايدي، بل دعمت بعض الدول الارهاب بشكل كبير، في محاولات لاجهاض السيادة العراقية، والنيل منها بشتى الطرق، في حين اثبت الجيش العراقي انه قوة، لا تخضع لنبؤات احد ولا يمكن توقع قدرته، فكثيرا ما افشل الخطط، والمؤامرات، وقلب الموازين لصالحة، باحترافية عالية وخبرة قتالية شهد له بذلك العدو قبل الصديق.
ما لبث ان يستتب الاستقرار نوعا ما، حتى اثار مسعور فتنة الانفصال، والاستفتاء المزعوم، ومارافقتها من ارهاصات، هنا وهناك حتى تبين للجميع بعد انجلاء الغبرة، ان الصوت العالي والجعجعة الاعلامية والتصعيد السياسي، باطلاق التصريحات الساخنة، ماهي الا قصور من رمال، سرعان ما تنهار امام فرض القانون، واثبتت حكومة بغداد للجميع، ان السياسة افعال هادئة وفق الدستور والقانون، وليست بيانات وتصريحات امام الكاميرات، وبات واضح الامر ان بغداد ستحصد المزيد من التألق والدعم الدولي، بفضل نجاحها بقيادة دفة الامور، بلياقة سياسية عالية، لم تنصاع لاي ضغوط دولية، حتى باءت كل محاولات التدخل الخارجي،بالفشل الذريع ، لحل الازمة لكن على حساب طرف على الاخر.
انه نصر بنكهة مختلفة، كان له الاثر الاكبر بتغيير صورة العراق الخارجية للعالم، فالعراق اليوم اقوى من الامس، قادر على مواجهة اعدائه، وحل مشاكله الداخلية، بدون مساعدة او تدخل اجنبي، ولن يقبل بفرض ارادات خارجية، مما جعل دول الاقليم، تعيد ترتيب اوراق علاقاتها معه من جديد، فالانتعاش الذي نشهده بالعلاقات الدبلوماسية، بيت بغداد والرياض انما هو خلاصة انتصارات وانجازات، أتت اؤكلها الان.
هذا ما خلق بيئة صالحة، لنمو علاقات جديدة بين البلدين خصوصا السعودية التي كانت كدولة بالماضي القريب، لا تعترف بالعملية السياسية العراقية برمتها، نراها اليوم تعمل على تأسيس”المجلس التنسيقي بين العراق والسعودية” كخطوة متقدمة وقفزة نوعية بمستوى العلاقة بين البلدين المتجاورين، لطالما اتسمت علاقتهما بالتشنج لعقود، اضافة لذلك ابدت السعودية استعدادها، لدعم الاستقرار والجهود المبذولة، من اجل بسط اﻷمن، وتوسيع التعاون الاقتصادي بين الطرفين.
اما بغداد فيبدو ان موسم الانتصارات لم ينتهي عند هذه المحطة، فالدعم الدولي يتجلى بوضوح، بالزيارات التي يقوم بها العبادي، لدول الجوار، التي تعبر عن رسالة واضحة ان المنطقة مطمئنة لخطوات العراق الثابتة، وتقدم له الدعم الﻻزم من اجل الحفاظ على امنه وامن المنطقة