الرئيسية / مقالات / أطفئوا فتنة البرزاني بعجالة إستعداداً لإندلاع حرب محتملة في المنطقة / 5
الكاتب القدير الأستاذ محمد ضياء عيسى العقابي

أطفئوا فتنة البرزاني بعجالة إستعداداً لإندلاع حرب محتملة في المنطقة / 5

السيمر / الأربعاء 25 . 10 . 2017

محمد ضياء عيسى العقابي

نظرتان في مسيرة العراق منذ إنطلاق العملية السياسية:

– النظرة الطغموية:
بكل بساطة طرح موقفَ الطغمويين منذ بدء العملية السياسية ولحد الآن كلٌ من أسامة النجيفي وأياد علاوي وصالح المطلك وظافر العاني وأحمد المساري وأمثالهم بالصيغة التالية بكل “براءة وتجرد ومسؤولية”: “دخل الشيعة والكرد في تحالف وأقصوا السنة وهمشوهم وكتبوا الدستور. ومع هذا بقي المساكين السنة في العملية السياسية وشغلوا مناصب مهمة ولكنهم كانوا مكبلي الأيدي لا حول ولا قوة لهم. رضيوا بهذا الحال البائس في سبيل العراق لا غير محاولين إرشاد إخوتهم الشيعة والكرد الى الطريق السليم والله من وراء القصد. تراكمت المشاكل بين الشيعة والكرد وتفاقمت حتى وصلنا الى ما نحن عليه اليوم. نحن نسأل أين كان الشيعة من إنتهاكات الدستور التي قام بها الكرد منذ عشر سنوات وأكثر؟ نشكر الكرد على إحتضانهم النازحين السنة. المشاكل بيننا وبين الشيعة أكثر من المشاكل بيننا وبين الكرد ونحن مع وحدة العراق. هذه هي الحكاية من أولها لآخرها وأبوك الله يرحمه “!!

– النظرة الموضوعية:
لقد كتبتُ بالتفصيل عشرات المقالات حول مجريات الحياة السياسية في العراق منذ سقوط آخر النظم الطغموية عام 2003 ونشوء النظام الديمقراطي.
ولقد بينت ماهية الطغموية والطغمويين وموجز مسيرة العراق السياسية بعد سقوط النظام البعثي الطغموي ليومنا هذا بما فيه الدور الرافض للديمقراطية والرافض للآخر الشيعي – بيّنتها في الحلقة الأولى على الروابط المبينة في هامش هذه الحلقة أدناه(*).
بإختصار شديد، الصراع كله دار ويدور بين أنصار تثبيت وتعزيز الديمقراطية وبين الطغمويين وذيولهم المصرّين على رفض الديمقراطية ورفض الآخر، والمصرين على إسترجاع سلطتهم ونظامهم الطبقي الفاشي المتخادم مع الإمبريالية وذلك بإتباع جميع الوسائل الممكنة بدون إستثناء فلجئوا الى المساهمة في الإرهاب ودعمه والتستر عليه؛ ولجئوا الى التخريب من داخل العملية السياسية فأعاقوا إستكمال بناء المؤسسات الديمقراطية كمجلس الإتحاد وأحالوا مبدأي الشراكة والتوافق (الضروريين، بالأخص، في مرحلة بناء الدولة الديمقراطية الجديدة) الى محاصصة؛ وأشاعوا الفساد ومارسوا إفساد الآخرين من العناصر الضعيفة والجشعة والجاهلة بين صفوفهم وصفوف خصومهم الديمقراطيين، فلهم مصلحتان في الفساد: الكسب الشخصي والتخريب من داخل العملية السياسية.
بادئ ذي بدء يجب التمييز بين السنة والطغمويين كما ينبغي التمييز بين الكرد والبرزانيين الإنفصاليين. من مصلحة الطغمويين والبرزانيين لصق أنفسهم جوراً بعموم السنة وعموم الكرد للإيحاء بقدرتهم على تحريك جماهير السنة والكرد، وهي جماهير واسعة، لدعمهم في تحركاتهم السياسية. لقد مُني الطغمويون والإنفصاليون بضربات إستراتيجيية قاصمة قلبت الجماهير ضدهم يوم فشلت المؤامرة الداعشية، فزجوا بالسنة في مخيمات النزوح التعيسة، ويوم فشلت مؤامرة الإستفتاء، فألبوا العالم ضدهم. مع هذا فهما يواصلان الهجوم بسبب الدعم الأمريكي الإسرائيلي السعودي لهما.
أردت هنا الرد على نقاط محددة أثارها بعض مؤيدي مسعود البرزاني وفي الحلقة القادمة أتناول ماطرحه البرزاني والنجيفي وعلاوي.
أصبح التكتيك الإسرائيلي في التفاوض مع الفلسطينيين مثالاً كلاسيكياً في التفاوض يحتذي به “الكلاوجية” من أجل قتل الوقت وتقييد حركة الطرف المقابل وبنفس الوقت قضم حقوقه على الإرض بفرض الأمر الواقع ليزيل القضمُ نقاطَ التفاوض واحدة بعد أخرى من جدول أعمال المفاوضات حتى تموت القضية ولا تنتهي المفاوضات!!!.
وهناك تكتيك آخر أصبح من ثوابت السياسة الإسرائيلية أيضاً ألا وهو قمع المقابل وضربه وإستفزازه وقتله وفرض الأمر الواقع عليه وقضم حقوقه ومن ثم التباكي أمام الرأي العام العالمي على مظلوميته، هو، وتباكيه على التفاوض “الحضاري” بدون شروط مسبقة الذي “طرحناه ويرفضه الآخر”!!
يعتمد الإسرائيليون في إنجاح تكتيكاتهم على دعم أمريكا وحلفائها لتوجيه الضغوط المتنوعة على الجانب الفلسطيني لجلبه الى مائدة المفاوضات عنوة واللعب عليه.
كل الدلائل تشير الى أن مسعود برزاني والطغمويين شركاؤه في جريمة محاولة وأد الدستور والديمقراطية، الأول بعد حلبها والآخرون منذ يومها الأول، يريدون أن يسيروا بذات النهج الإسرائيلي. فمسعود قد إستولى على المناطق المتنازع عليها وأجرى فيها إستفتاءه وكأنها تعود لمملكته، ثم راح ينوح على المفاوضات ويتباكى على تهديدات يتلقاها من الحكومة الإتحادية وحيدر العبادي.
أول المطر غيث، كما يُقال. خرج علينا النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني (ح د ك) (حزب برزاني) السيد رينا س جانو بفتوى عجيبة وهي: “لا يتم إلغاء الإستفتاء إلا بإستفتاء آخر!!!” (فضائية الحرة – عراق / برنامج “بالعراقي” بتأريخ 9/10/2017).
بالطبع يعلم السيد ريناس جيداً أن طلب الحكومة العراقية بإلغاء الإستفتاء يعني عدم التطرق إليه بتاتاً وكأنه لم يكن أثناء الحوار وذلك قطعاً للعودة إليه كلما تُراد إثارة أزمة في العراق في ظروف حساسة أي إتباع تكتيك “هزي تمر يا نخلة”. إنها المماطلة لتضييع الوقت.
كما أتحفنا السيد ريناس بفتوى أخرى لإدخالنا في جدل عقيم هدفه تضييع الوقت وحرف الأنظار: “إن مجموع المواطنين المصوتين للنواب الذين صوتوا في مجلس النواب وقرروا إيقاف عضوية النواب الكرد ريثما يفصل القضاء في الأمر – المجموع لا يساوي عدد المواطنين المصوتين لنائب كردي واحد لا غير.”
السؤال: فليقدم السيد ريناس أدلته بدل سوق الكلام على عواهنه بشكل عشوائي ديماغوجي وهي سمة لازمت المتحدثين البرزانيين حيث يأتونك بمعلومات وأحداث غير صحيحة ويراهنون على قصر ذاكرة الجماهير. ثانياً: يعلم الجميع أن النظام الإنتخابي العراقي يعتمد على القائمة أكثر مما يعتمد على شخص المرشَّح. وطالما يذهب المنتخِب الى الأشخاص البارزين في القائمة التي تتمتع بثقته ككل ولا يعيرون أهمية أو لا يتعبون أنفسهم بالبحث عن شخص المرشَّح. لذا فقد يفوز نائب بأصوات قليلة جداً وهذا لا يعني شيئاً ولا ينتقص من مصداقية العملية الإنتخابية.
أسوق هذين المثالين لأوضح أساليب المماطلة لإطالة أمد الأزمة بالأخذ والرد ريثما يحل موعد الهجوم الإسرائيلي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*): للإطلاع على تفاصيل “الطغموية والطغمويون وجذور وواقع المسألة العراقية”، برجاء مراجعة هامش الحلقة الأولى من هذا المقال على أحد الروابط التالية:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=575611

www.qanon302.net/?p=97120

http://www.akhbaar.org/home/2017/10/235247.html
http://saymar.org/2017/10/39773.html
http://www.alnoor.se/article.asp?id=328403

اترك تعليقاً