السيمر / الاثنين 25 . 12 . 2017 — تعج مواقع التواصل الاجتماعي في العراق بعشرات الصفحات المنضوية تحت لواء ما يعرف بـ”الجيوش الإلكترونية”، والتي تسعى لترويج المواقف السياسية وإسقاط الخصوم أو لقرصنة أحد الحسابات أو إيصال رسائل تهديد، فضلاً عن نشر الأخبار الكاذبة التي تؤجج الطائفية في البلد الذي مزقه الحرب.
وبلغت حالة التصادم بين تلك الجيوش ذروتها مؤخراً، ولا سيما على موقع “فيسبوك” الذي يشهد حضوراً كثيفاً للغالبية العظمى من الشعب العراقي.
الإعلامي والمدون عبد اللطيف الزيدي يعلّق على هذا الأمر بالقول: إن وسائل التواصل الاجتماعي “باتت منصات للترويج لأيديولوجية الأحزاب السياسية، وبنفس الوقت أداة لإسقاط الخصوم من خلال نشر الفضائح الجنسية أو ملفات ووثائق تدينهم بالفساد المالي”.
ويضيف الزيدي “هناك إعلاميون وناشطون بارزون يعملون في الجيوش الإلكترونية التي تموّل من قبل الأحزاب أو كبار المسؤولين في الحكومة العراقية”.
ولفت الزيدي إلى أن “لكل حزب أجنداته الخاصة وخططاً ومساراً لا يسمح بالخروج عنه، وهذا ما يقيد الإعلام بعدم عرض الصورة كاملة فيعرضها منقوصة لحساب مذهب أو سياسي معين”.
من جهتها، أكدت عضو البرلمان العراقي حنان الفتلاوي، في مقابلة متلفزة، أنها من أكثر السياسيين الذين يتعرضون للاستهداف من قبل الجيوش الإلكترونية، مضيفة: “لا يمر أسبوع إلا وأتعرض لهجمة من قبل جهات على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تقوم بتزوير كتب ووثائق وفبركة فيديوهات بحقي”.
في المقابل اتهم فائق الشيخ علي، عضو البرلمان العراقي عن “التيار المدني”، الفتلاوي بالإشراف على جيوش إلكترونية تكيل التهم والشتائم للآخرين، قائلاً في تغريدة على موقع “تويتر”: “كل مشاكل العراق سببها هذه اللصّة وائتلافها وسيدها”، في إشارة إلى المالكي وحنان الفتلاوي.
– جيش مضاد
الخبير في أمن المعلومات أحمد الدليمي، يقول: “في الآونة الأخيرة تصاعدت عمليات اختراق وسرقة حسابات الناشطين والكتّاب والإعلاميين وخاصة في العاصمة بغداد”.
ويضيف الدليمي “قمنا بتشكيل فريق خاص من الخبراء المختصين يتابع عملية الاختراق التي تحصل ومن أي منطقة، وتبين وجود جيوش إلكترونية تدار من المنطقة الخضراء”، مشيراً إلى أن هناك مئات الصفحات مهمتها التشويش والتسقيط؛ مما يتطلب إعلاماً مضاداً قوياً متحرراً من السطوات الحزبية، أو صفحات تعمل بنفس الأسلوب مهمتها كشف الحقيقة.
سومر نيوز