السيمر / الاثنين 15 . 01 . 2018
وداد عبد الزهرة فاخر *
أظهرت الاصطفافات الانتخابية الاخيرة الدور الخطير للكنيسة الاسلامية العراقية ” شيعية سنية” داخل المجتمع العراقي الذي حول بفعل الاحتلال الامريكي الشعب العراق من شعب حي ومثقف يرنو نحو الديمقراطية ، والرغبة في بناء دولة المؤسسات ، إلى مجاميع متأسلمة بالضد من رغبتها تتبع هذا الطرف الاسلاموي او ذاك ضمن الكنيسة الاسلامية العراقية التي تتحكم بكل شئ بدءا من السلطة والمال ، والرغبات الشعبية .. بحيث ان الدور الكنسي طال حتى الحزب الشيوعي العراقي ، الذي شكل مع التيار الصدري تحالفا انتخابيا بحجة المدنية ، فضاع آخر امل مع الغورباتشوفيون الجدد من شيوعيي القرن الحادي والعشرون .
لكن السؤال المطروح هو هل تستطيع الكنيسة الاسلامية العراقية أن تظل مهيمنة على المشهد السياسي ، ما قبل وما بعد الانتخابات المزمع اجرائها في الموعد المقرر لها في 12 من ايار القادم لسنة 2018 ؟ ، وهل يظل الشعب العراقي خانعا تتقاذفه الاهواء السياسية الاسلاموية المشبعة بريح البعث القاتل ، والآمال الاسلاموية العريضة بالاصلاح المجتمعي والسياسي والمالي ؟ .
لكن الاغرب من كل ما يحصل على المشهد السياسي فالجميع من العراقيين يعرفون ويتحدثون وينشرون على مواقع التواصل الاجتماعي فضائح رجال الاحزاب الكنسية الاسلامية من رشاوى ولصوصية للمال العام ، وعلس لخزينة الدولة ، وتقفيص ، واغراق العراق بديون وتقييده بشروط وهيمنة البنك الدولي ، فمن سينتخب او يختار من ؟ ..
أليس غريبا ان ينصاع الشعب للمجاميع الكنسية بكل هدوء وسلاسة يحسد عليها ، دون ان تبدر منه اية بادرة للتمرد والعصيان على من ساموه انواع العذاب والمصائب طوال 14 عاما من الذل والهوان الرسمي والاداري ، وغياب تام للأمن الشخصي والمجتمعي ، خاصة ان لا احد مغفل في عصرنا الراهن فالعيون جميعا متفتحة امام الواقع المر ودون أي مواربة ، واللصوص يشار لهم بالبنان ، وخزينة الدولة تشكو العجز ، والفقر يدق بقوة على ابواب شرائح عديدة من المجتمع العراقي خاصة بعد تزايد اعداد الارامل والايتام والمطلقات ، وتفكك مخيف للمجتمع العراقي؟ ..
وما نشير اليه من مصائب وبلاوي ليس ضمن الخيال القصصي ، او الروائي لكن يكفي أي قاريء عراقي ان يمر من أي نقطة مرورية بالعاصمة بغداد ، او أي مدينة عراقية ليرى بام عينية جموع من بائعي الكلينكس ، والشحاذين وماسحي زجاج السيارات ، والمعوقين ليقتنع بالصورة التي اوصلت الكنيسة الاسلامية العراقية بواسطة احزابها المختلفة من سنة وشيعة الشعب الذي خرج من بوتقة الفاشية بعد ثلاث عقود ونصف من حكم البعث، لهذا الموقف المؤلم لعراق يعيش على بحيرات نفطية من شماله حتى جنوبه ، ويبقى الجميع صامتا صمت الاموات ، متناسين دورهم الحقيقي في صنع القرار السياسي وواضعين كل بيضهم في سلة الحكومة البعثوداعشية شيعية .. وحدها ثورة الشعب الكردي ضد مستغليه وناهبي ثرواته اضاءت من بعيد دروب العراقيين المظلمة لكنها خبت بعد لأي وانفض السامر من حولها بعد ان لم تنبس حكومة الثلاث ورقات بأي كلمة من اجل تأييدها .
لكن ما يثير الغرابة ان معظم من وقف ضد الفاشية ، وقاسى من ويلاتها يشعر بالقهر والضيم وهو يرى الحماس الغريب للعودة ” المباركة ” من قبل الكنيسة الاسلامية العراقية الحاكمة لفلول ، ورجالات البعث بعد ان منى الجميع النفس بزواله ، وبوجود مادة دستورية تمنع الترويج والانتماء للحزب الفاشي .
وما خرج الى العلن من قوائم ” جديدة قديمة ” لا تشي باي تغيير يذكر على الساحة الانتخابية ، وكما يظهر ان الساحة السياسية العراقية لا زالت أسيرة لاستقطاب طائفي ــ قومي يحدّدها باتجاهات ثلاثة توافق : سني ــ شيعي ــ كردي. ولا زالت قوة وتأثير المحاصصة القومية والطائفية تطفو على السطح السياسي ، لكن هذه المرة بمشاركة بعثية فاعلة .
فابتعاد فرقاء سابقين عن بعض بموجب تحالفات سميت جديدة لا يغير شيئا من المعادلة السياسية التحاصصية مطلقا .
وما يريده العراقيون اجمع هو كسر التابو البريمري الذي جعله المتحاصصون دستورا غير مكتوبا ، واعادة كتابة كلمة
” الديمقراطية ” بشكلها الحقيقي لا البريمري الامريكي ، وسن قانون انتخابي يطرد على وقع كلمة ” كش ملك ” كل مدع الديمقراطية الكاذبة ممن شارك بتخريب العراق ونهب ثرواته وتكبيله بديون ثقيلة ، ووفق قانون ” من أين لك هذا ؟ ” ، وألا فكل ادعاء بانتخابات ” ديمقراطية ” تديرها الماكنة السياسية والاعلامية للكنيسة الاسلامية العراقية يظل مجرد هراء لا معنى له ويعيد صياغة مقولة ماركس الى : ” الدين جلاد الشعوب ” .
السبت 13 . 01 . 2018
* شروكي من حملة مكعب الشين الشهير وبقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج
www.saymar.org
alsaymarnews@gmail.com