الرئيسية / مقالات / الوزير العار

الوزير العار

السيمر / الخميس 01 . 02 . 2018

هادي جلو مرعي

لمن يرتكب فعلا قبيحا، أو أن يعتاد القبائح نقول عنه: إنه شخص عار. وكلمة العار وصف للفعل الذي يلحق بصاحبه طوال حياته، ويلازمه، ولاينفصل عنه، ويعرف به بين العامة.
فمن يرتكب جريمة الزنا ويفضح أمره، أو يسرق مالا، أو يتطاول على حرم الناس، ويكون حديث الخاص والعام يلازمه ذلك الوصف
في بعض المجتمعات يكون مرتكبو افعال العار كثر كما في العراق. فنسميهم العارات، ولايعود وصف الفرد ملائما مادام مرتكبو العار بهذه الوفرة خاصة من أصحاب المناصب العليا كالنواب والوزراء والمدراء والرؤساء التنفيذيين الذين يهبهم الله المناصب والوجاهة والسمعة والرفعة والمال، فيطمعون بما هو أكثر، فيتصرفون بما في عهدتهم، وهم مأتمنون عليه وكأنه ملك ورثوه عن الأجداد والآباء، ولايلتفتون الى حقيقة لاجدال فيها هي أنهم يمارسون دورا وظيفيا يتقاضون عنه مرتبات مالية، ولايجوز لهم تجاوز ذلك الى ماهو أبعد، فيفسدون هم وأسرهم.
الوزير العار هو ذلك الشخص الذي يؤتمن على مصالح الشعب، ويتولى وزارة تخدم الناس، وتوفر لهم ضمانات في مرفق من مرافق الحياة لكنه يتسلط ويسلط أبناءه، وأقرباءه على مقدرات الوزارة فيعتدون على المال العام، ويستولون عليه، ويتصرفون في العقود والمعاملات كما لو أنهم يتحكمون في دكان لهم لاسلطة لغيرهم عليه.
المسؤول العار هو من يسرق المال العام من شعب منهك محطم. والوزير العار الذي يضع اخوته وابناءه ومقربين منه في غير منازلهم فتتحول الوزارة الى ملك لهم وميدان لألاعيبهم وأطماعهم وميولهم وشذوذهم، وتكون أموال الدولة بتصرفهم، فيسافرون ويستمتعون ويتحكمون بمصائر الناس وأعراضهم، ويغرون الضعاف منهم ليتبعوهم في طريق الفساد، ويستخدمونهم في معصية الخالق.
سيء جدا أن يضبط أبن، او أخ وزير، أو نائب، أو محافظ، أو ضابط رفيع أو مدير عام، أو وكيل وزارة، وهو يستخدم نفوذ أبيه لأغراض دنيئة مخالفة للقانون، والأدهى أن يكون الوزير والنائب والمسؤول الرفيع هو من يمارس الخطايا.

اترك تعليقاً