السيمر / الثلاثاء 06 . 03 . 2018 — تلقت ” جريدة السيمر الإخبارية ” البيان التالي :
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ)الآية 113/سورة هود/صدق الله العلي العظيم.
أفشلت القوى الثورية مبادرات التطبيع والتسوية السياسية مع النظام الخليفي الديكتاتوري المجرم ، والتي هرولت لها بعض الأطراف وبعض الجمعيات السياسية المهزومة ، فقد كانت فعاليات الذكرى السابعة لتفجر ثورة 14 فبراير إستفتاءً شعبيا أفشل كل مشاريع ومبادرات التطبيع التي تمت وراء الكواليس بعيداً عن أعين الشعب ووضعه في صورة ما يجري من خطوات تطبيع مع الكيان الخليفي المجرم.
إننا نرى بأن القوى الثورية المطالبة بإسقاط النظام وحق الشعب في تقرير مصيره وإختيار نوع نظامه السياسي ، لها عملها ومشروعها السياسي المستقل ، بعيداً عن مشروع بعض المهزومين والوصوليين والمنفعيين الذين وتحت الارهاب الأمريكي والبريطاني لا يريدون بأي شكل أن يتهموا أو يصنفوا على أنهم في خانة قوى الإرهاب والتطرف ، ولذلك نجد مثل هذا الأطراف في حالة هوس وإضطراب للهرولة لكسب ود النظام الخليفي المجرم والى تبني طرح مشاريع تسوية وتطبيع وهمية ليست لها أي رصيد من الواقع، بإدعائها بأنها قادرة على جر الشعب البحراني وتسليم رقبته لنظام آل خليفة السفّاح لتقديم فروض الطاعة والولاء والإعتذار أيضا عن أيام الثورة والمطالبة بإنهاء حكمهم الديكتاتوري الظالم..
وبينما تقوم هذه الأطراف وقادتها بالإعلان تكراراً ومراراً عن مبادرات الإنحناء والخضوع والتسليم للأمر الواقع ، تقوم سلطات الكيان الخليفي المجرم بزيادة جرعات القمع والتنكيل في رسائل جوابية واضحة بأنها لن تكتفي بمبادرات تطبيع مجردة من الإعتذار وتقديم الإلتماس لصاحب العظمة تطالبه بالتكرم بالنظر بعين العطف والرحمة للعفو عن أولاده وبناته الذين أخطأوا ولم يحسنوا تقدير الموقف.
ففي الوقت الذي تبذل تلك الأطراف أقصى ما تستطيعه من جهد لإثبات صدقيتها في دعاوى الخضوع يعلن النظام الخليفي المجرم عن إعتقال 116 مواطنا بريئاً، زعمت أنهم تلقوا التدريب لدى الحرس الثوري ، إذ إدعت وزارة الإرهاب والقمع الخليفي زوراً وبهتاناَ كعادتها في يوم السبت 3 آذار/مارس 2018م وضمن سيناريو جديد من البطش والتنكيل ، بأن المعتقلين قد تلقوا تدريباتهم لدى حرس الثورة الإيراني وأن لهم علاقات مع حزب الله اللبناني وعصائب أهل الحق العراقية.
وقد زعمت وزارة القمع الخليفي أيضاً بأن المقبوض عليهم كانوا يخططون “لإعداد وتنفيذ أعمالاً إرهابية ، ما بين ناقل للعبوات المتفجرة ومنفذ ميداني ، فضلا عن تولي عدد منهم مسئولية تصنيع ونقل وتخزين المواد المتفجرة”.
إن الكيان الخليفي الغادر يسعى من كل هذه السيناريوهات والسيمفونيات وتلفيق هذه الأكاذيب من جديد ، في ظل وهم يسكن في عقول هذا النظام الخليفي المجرم للقضاء على شباب الثورة والمعارضة الجادة في وجه نظامهم الديكتاتوري الشمولي المجرم.
وما أكثر هذه السيناريوهات التي تعود عليها شعبنا البحراني منذ إندلاع الثورة الشعبية التي ألغت شرعية كيانه الغاصب للسلطة ، وأفشلت مشروع الطاغية حمد في تكريس الملكية الشمولية المطلقة بعد إنقلابه على الدستور العقدي لعام 1973م ، وإنقلابه على ميثاق الخطيئة الأول ، وتمريره لدستوره المنحة بالقوة والسطوة.
إن الكيان الخليفي الغازي والمحتل وبعد فشله في إحتواء الثورة والحراك الشعبي الثوري بإستخدامه مختلف السبل ، ومنها الدفع ببعض المحسوبين على المعارضة في بداية الثورة بفرملة الثورة ، والدعوة الى التهدئة والذهاب الى الحوار الخوار ، وإعتقال أكبر عدد من النشطاء السياسيين والحقوقيين ونشطاء وقادة الشارع والميادين ومعهم قادة ورموز الثورة ، كان يهدف الى الإنتقام من الشعب الذي خرج للمطالبة بإسقاط الإستبداد والديكتاتورية.
فنظام آل خليفة الديكتاتوري المجرم يحاول تضييق الخناق على الجماهير الثورية وشباب الثورة والقوى الثورية المطالبة بإسقاط النظام والتي أقضت مضاجعه ومضاجع أربابه وأسياده الأمريكان والإنجليز والسعوديين.
ولقد فشل الكيان الخليفي الغاصب والمحتل القضاء على الفعاليات الثورية التي تسطرها جماهيرنا مع شبابنا الرسالي المقاوم وقوانا الثورية ، بينما بعض الجمعيات السياسية قد توقف نشاطها وفعالياتها على الأرض منذ اليوم الأول للإعلان عن حلها في عام 2016م ، وتسعى اليوم لإيهام جماهير الشعب وجماهيرها وأصدقائها في الداخل والخارج بأن الفعاليات الثورية والتي تحمل صور الشيخ عيسى قاسم والشيخ علي سلمان ، هي فعالياتها ، لسرقة جهود القوى الثورية التي تقدم التضحيات والمعتقلين والجرحى.
إن حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير ترى بأن هناك إرتباطاً وثيقاً بين التطبيع مع الكيان الصهيوني والإتهامات الموجهة لإيران الثورة ، وقوى المقاومة والممانعة في المنطقة.
وكلما فشل الكيان الخليفي في قمع جماهير شعبنا والسيطرة على الحراك الثوري والثورة الشعبية العارمة ، سعى الى التقرب أكثر وأكثر بالعدو الصهيوني ، وذهب بإتجاه إختراع سيناريوهات جديدة والإعلان عن خلايا إرهابية، وما أكثرها ، وإيجاد مبررات عن طريق إتهام الجمهورية الإسلامية في إيران بالتدخل في شؤون البحرين ، وهذه المرة أضاف لها إتهام حزب الله وأنصار الله في اليمن وعصائب أهل الحق في العراق.
إن حركة أنصار ثورة شباب ١٤ فبراير ترى بأن هناك ثمة إرتباط بين التطبيع بين نظام آل خليفة المجرم مع الكيان الصهيوني ومع ملف الخلايا الإرهابية المزعومة والتي هي ليست بجديدة على شعبنا ، فالإسطوانات والسيناريوهات المستخدمة أصبحت مكررة ، وتعود الى خمسينيات القرن المنصرم.
إن الكيان الخليفي المجرم أصبح اليوم رأس التطبيع مع الصهاينة ، وأنه لو فتح المجال للطاغية حمد لتمنى أن يسافر مباشرة الى الكيان الصهيوني ، وسيفعلها رغماً عن أنفه وتلبية لأوامر أسياده الأمريكان والصهاينة والإنجليز وبني سعود.
وما قيام الطاغية الديكتاتور حمد بإنشاء “مركز الطاغية حمد العالمي للتعايش السلمي” ، هذا الكيان المصطنع ، إلا لهدف شراء ود الصهاينة والأمريكان وسائر أسياده ، لكي يدافعوا عن كيانه المنهار ، الذي بلغ في تجبره وديكتاتوريته وإرهابه وإضطهاده لشعبنا وإنتهاكاته الصارخة لحقوق الإنسان مبلغاً عظيماً لا يمكن أن يتصوره أي عقل بشري.
وإننا لنتعجب كيف ببعض هذه الأطراف وقادتها ورموزها ، وهم يرون كل هذه الجرائم التي ترتكب بحق الأمة الإسلامية والقضية الفلسطينية ، ومحاولات تهويد القدس وبيع الأراضي الفلسطينية لليهود الصهاينة ، وكل هذه الجرائم التي يقوم بها الكيان الخليفي المجرم بحق شعبنا ، يهرولون من موقع الضعف الى القبول بأي مبادرات وتسويات من أجل فتات من الإصلاحات الترقيعية الوهمية ، على حساب تضحيات الشعب وعوائل الشهداء والجرحى والمعتقلين ، وعلى حساب تضحيات العلماء والحقوقيين وقادة ورموز الثورة الصامدين في سجون الديكتاتور حمد المجرم.
إننا على ثقة بأن جماهير الثورة وشبابها والقوى الثورية وجميع اللجان الثورية الشبابية في جميع مناطق البحرين سيفشلون مبادرات التطبيع مع الكيان الخليفي المجرم وسيحبطون جميع مشاريع التسوية المذلة وسيسقطون برامج شرعنة الكيان الخليفي المجرم وسيمنعون الذهاب بالشعب الى ميثاق عار جديد.
وفي هذا السياق فقد وجّه القيادي البارز فی المعارضة البحرانية ورئيس المكتب السياسي في تيار العمل الإسلامي الدكتور راشد الراشد دعوةً إلى القوى الثورية وإئتلاف شباب ثورة 14 فبراير من أجل القيام بعملٍ مفاجئٍ وكبيرٍ على غرار الاستفتاء الشعبي الذي حقق نتائج أذهلت كل المراقبين.
ففي رسالة وجهها الراشد في الذكرى السنوية السابعة لانطلاق الحراك الشعبي أكد أن فعاليات هذه السنة قد فاجئت الجميع بالحجم الجماهيري الكبير، حيث أن الشعب بأكمله «خرج للمطالبة بالحرية والعدالة والديمقراطية، وكان الحضور الكبير والفاعل مفاجئةً مدويةً».
وأشار الراشد إلى أن هناك توجٌّه للحكومة في تمرير تسوياتٍ مذلة لطيّ صفحة المطالبات والدماء التي أريقت، لكنَّ الحضور الكبير في الميادين أفشل هذه الجهود، «وذكّرنا بالاستفتاء الشعبي الذي ما زال دويّهُ يخيف النظام والغرب، وجميع الذين يراهنون على إرجاع وإخضاع الشعب بالعصا والقمع»، وحيّا هذه الروح، ودعا إلى تكثيف هذا الحضور في المناسبات القادمة.
ولفت الراشد إلى أن هذا التفاعل الجماهيري في الذكرى السابعة للثورة أسقط «كل الرهانات على الانتخابات الصورية القادمة وأنهاها بلا رجعة»، مشددًا على أن المطلوب «أن نكون بمستوى التحدي، وأن نتمسك بالشعارات التي رُفعت في الفعاليات الثورية للذكرى السنوية السابعة للثورة، والتي أكَّدت على ثبات الثورة على أهدافها وخصوصًا أن هناك دماء بُذلت في سبيلها.
وشدَّد القيادي في المعارضة البحرانية على أننا «لن نتهادن مع الذين يريدون شرعنة النظام الذي سفك الدماء وإنتهك الأعراض، وسنقول للخائن بأنه خائن وللمجرم بأنه مجرم».
وختم الراشد رسالته بدعوة إئتلاف شباب ثورة 14 فبراير وجميع القوى الثورية أن يستعدوا للبرامج والفعاليات الثورية، والتي سوف «نجابه بها الانتخابات الصورية التي تريد إركاعنا، فنحن شعبٌ عصيٌّ على الركوع لآل خليفة».
حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير
المنامة – البحرين
6 آذار/مارس 2018م