السيمر / الجمعة 09 . 03 . 2018 — يتوسط الشاب الاربعيني علي حسين الكنطار ادوات ورشته لصناعة الزوارق في قضاء الجبايش (في محافظة ذي قار) على ضفاف نهر الفرات وهو يقوم بقطع الخشب حسب المواصفات لصناعة زورق جديد.
الكنطار واخوته الاربعة يشكلون فريقا لصناعة الزوارق في مناطق الاهوار يعرفهم الجميع ببيت الكنطار.
يقول الكنطار (41 عاما) للمربد انه ورث المهنة من جده وابيه الراحلين منذ اشتداد عوده في مشوار الحياة ليشكل الزورق له ولأطفاله الاربعة رفيقاً لدربه طيلة السنوات الماضية، مبينا انه لحد الان قد صنع المئات من زوارق متعددة الاحجام لازالت تجوب الاهوار لاستخدامات متعددة.
علي الكنطار يضيف بان انواع الزوارق التي يقوم بصناعتها هي (الكلف, المشحوف, الهوري, العشاري) والتي تتراوح اطوالها من خمسة الى عشرين مترا بحسب الطلب.
ويشير الى ان اسعار هذه الزورق تبدأ من 500 الف دينار الى مليون و400 الف دينار يتم انجازها خلال اسبوع واحد الى عشرة ايام.
اما الشاب سلام حسين الكنطار وهو الاخ الاصغر لعلي فقد كان منهمكاً في اكمال احد الزوارق الحديثة، وتحدث لنا عن مراحل العمل التي انجزها مؤخراً مبينا ان المرحلة الاولى تبدأ بصناعة (الطابك) الارضي ومنه للجوانب حيث (الاضلاع) المقوسة وبعدها (العبَارات) و(التنكات) ومن ثم وجه الزورق وإكمال (الدوسات) ليكون جاهزا لاطلاءه بمادة الفايبر الكلاس.
ويضيف سلام الكنطار للمربد إن صناعة الزوارق لاتخلو من الطرائف حيث تتصادم الزوارق في وسط الاهوار ليتم نقلها الى ورشة العمل لإصلاحها وإعادتها للعمل من جديد والتي كثيرا ما تسجلها المنطقة نتيجة زيادة الاعداد وانتعاش الحركة السياحية.
انتقلنا الى وسط الاهوار حيث الحركة والنشاط لمختلف الزوارق الصغيرة والكبيرة فمنها من ينقل افواج من السياح ومنها من يستخدم لصيد السمك ومنها لنقل قصب البردي في صورة جميلة حيث السياح والصيادون والسعادة الحقيقية على وجوه الجميع.
تحدثنا الى صاحب احد الزوارق علي حسين هيال (45 عاما) وكان ينتظر احد افواج السياح القادمين للمنطقة ليحظ بنقل عدد من السياح في جولة اهوارية لمنطقة البغدادية , سالنا علي عن مهنته , قال لنا انه صياد سمك إلا انه خلال فترة منع الصيد في موسم التكاثر يتحول الى حركة السياحة طلبا للرزق ولتعويض هذه الفترة.
ويشير الى انه يستخدم زورقا تمت صناعته على يد عائلة الكنطار مضى على استخدامه عشرة اعوام ويتمتع بسعته من الداخل حيث يرغبه السياح في جولاتهم الاهوارية.
رئيس منظمة الجبايش للسياحة البيئية رعد الاسدي يقول للمربد ان الزورق والمعروف بـ (البلم) يمثل رمزاً حضاريا لمناطق الاهوار ويشكل صورة متكاملة للبيئة في المنطقة حيث تعتمد حركته على محركات صغيرة تعمل بالوقود تمنحها السرعة والأمان في نقل السياح حيث تتجمع العشرات منها عند وصول الوفود السياحية لزيارة المنطقة.
ويذكر ان مئات الزوارق تجوب مناطق الاهوار ذهاباً وإياباً في منظر يشد الانظار ويعبر عن صورة لحركة تمثل الحياة الحقيقة لسكان مناطق الاهوار وتتنوع اطوالها وأحجامها وألوانها الزاهية.
من جانبه رئيس اللجنة الفنية في مجلس محافظة ذي قار حسن الاسدي وهو احد ابناء قضاء الجبايش يقول ان المحافظة تعمل بالتنسيق مع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية وهي متعاونة في دعم صناعة الزوارق باعتبارها احد المشاريع المهمة من خلال تقديم القروض المالية وتوسيع عمل اصحاب الورش، مشيرا الى ان توجه وزارة العمل والشؤون الاجتماعية يتركز على توسيع وتطوير المشاريع الصغيرة ومنها في مناطق الاهوار بعد انضمامها الى لائحة التراث العالمي .
المربد
طباعة