متابعة المركز الخبري لجريدة السيمر الإخبارية / الجمعة 20 . 11 . 2015 — “في يوم ما ستجد إيران نفسها أمام سؤال ينبغي عليها الإجابة عليه، هل تفوز برضاء مصر، فتكون لها الغلبة وتنطلق عالمياً كقوة دولية كبرى أم تفقدها فتظل محصورة”، بهذه الكلمات لخص فهمي الشناوي الطبيب المصري المتشيع، الذي كان الطبيب الخاص للخوميني، الأسباب الداعية إلى اختراق إيران للنسيج المصري، الذي نجحت فيه إلى حد ما في الفترة الأخيرة.
“البوابة نيوز” حاولت أن تضع قراءها أمام الخريطة الشيعية في مصر، التى تشكلت عبر 4 قوى رئيسية أهمها: آل البيت، الذي يتشكل من مجموعة من الأشراف، حسب نسبهم لآل البيت، والناصريين والقوميين، حسب التوجه السياسي، وجمعية “البتول” والمجموعات التابعة للدريني، وغالبا بيتهم في الصعيد وسيناء، وإن لم يعلنوا تشيعهم إلا أن هناك من يحسبهم كذلك.
وأما المجموعة الثانية فهي المنتشرة في طنطا والمحلة وأجزاء من القاهرة الكبرى، حيث تتواجد دائماً في نادي الزهور بمدينة نصر، وهي مجموعة شيرازية، مرجعيتها داخل النجف في العراق، وتقع الجماعة الأكبر داخل الخريطة الشيعية، تلك التابعة لإيران والمرجعيات الكبرى، داخل قم، ويمثلها “الدمرداش العقالي”، و”أحمد راسم النفيس”، و”الطاهر الهاشمي”، و”صالح الورداني”، و”سالم الصباغ” وهي نفس المجموعة التي أسست حزب “التحرير”.
ولا يمكن بأية حال أن نغفل من يطلق عليهم “المستبصرون”، وهم على المذهب السني، لكنهم يميلون بشكل كبير إلى التفسيرات الشيعية للتاريخ، ومنهم “أحمد صبح”، وبعض القيادات الناصرية، الذين فتحوا مؤخراً مكاتب لدعم المقاومة، وحل الأزمة السورية، في وسط القاهرة.
في الدقهلية، انتشر الشيعة في عدة مناطق منها قرية العصافرة التي يوجد فيها “أ.ص” عضو الجماعة الإسلامية الذي تحول للتشيع، وهو يهتم بإرسال وفود كثيرة إلى طهران، وفي قرية “طناح” التي توجد بها 7 أضرحة، ظهر التشيع، وقدر بعض المراقبين أتباع المذهب في القرية بـ50 شيعيًا، فيما انتشرالمذهب ببطء في قرية “ميت زنقر” على يد طبيب بشري (م.ع) ومدرس (م. إ) وداعية أزهري يقيم بالقاهرة ويتردد على القرية (ط.ع).
في الصعيد يعتمدون على السرية واستغلال التركيبة القبلية، وفى قرية “دنديط”، بمركز ميت غمر، تغلغل الشيعة في الطريقة البحراوية الصوفية، والشبلنجية، وظهروا في قرية “الأمير عبدالله بن سلام”، مركز تمي الأمديد، على يد 3 من عائلة واحدة “ح.ح.ف”.
وفى الغربية، وتحديداً في منطقة التجنيد، وعلى بعد 1500م، من ميدان الإسكندرية، أمام مزلقان القطار، بنقطة مرور سالم المقابل للاتجاه المؤدي إلى طريق شبين الكوم، يقبع هناك مبنى كبير على مساحة 200 متر مربع تقريباً، ويرتفع 5 طوابق غير البدروم، وجرى بناء الدور السادس، المبنى باللون الأحمر الداكن، وتابع للساحة الليثية الحسينية “أحباب الصفاء المحمدي”.
في الدور الأول منه، مسجد منقوش على جدرانه عبارات كلها في مدح الحسين وعلي بن أبي طالب، وبداخله أيضاً صورة كبيرة داخل إطار فسفوري لمؤسس الحسينية هذه، واسمه “أ. أ”، يرجع أصله إلى قرية “القلشي” التابعة للمنوفية، وكان في بداية حياته يعمل بائعاً لمنسوجات الكليم، واكتسب علاقات مع أصحاب تلك المصانع، ثم تطور أمره إلى العمل بالسحر والدجل، ولهم زاوية “مصلى” في نهاية شارع توت عنخ آمون، دور أرضي تحت عمارة على شاطئ ترعة القاصد، إلى جوار موقف سيارات أجرة المحلة الكبرى.
وتوجد جمعية خيرية، عبارة عن مركز طبي، الكشف فيه بأسعار رمزية تابع لهذه الجمعية، وبها مسجد ضخم، والواقع أن لهذا المسجد بدروماً يجتمع فيه أهل التشيع على مستوى عال أيام الأحد والثلاثاء من كل أسبوع، وتعقد الولائم، ويقصدون هذا المسجد من كل مكان، كما أن هناك طريقة في طنطا تسمى “الصفاء المحمدي” تعمل كستار للشيعة أيضاً.
وفي قرية “الراجدية”، التي تبعد 5 كيلومترات عن طنطا، يوجد مسجد السيد البدوي، وهو تابع لشيعة مصر، تحت قيادة “ع. ق”، وفي المحلة نفسها توجد جمعية لرعاية حقوق الإنسان، مؤسسها هو “ع.ا” الذي تشيع بعد عودته من طهران.
وبالبحيرة، فإن قرية “نديبة” الواقعة على مقربة من دمنهور، تشهد مدا شيعيا يقوده “أ.ق.أ” الذي عاد من البحرين لينشر التشيع، و”كوم حمادة” عاد “ف.ا” من اليمن ليكون من قيادات المذهب، وفي قرية “شبرا أوسيم” على الشاطئ الشرقى لقناة النوبارية، كانت عائلة “ج” التي كان منها إمام يدعو للتشيع علانية، ومن ثم ترتب نقله عن طريق الأمن لقرية أخرى، وفى مركز أبوحمص، ظهر الهاشمي، وجمعية “الأنوار الربانية”، التي نشرت بعض المطبوعات منها: مختصر العقيدة الإمامية، المأتم الحسيني مشروعيته وأسراره.
وفي الشرقية، يعد مولد “يحيى المتوج بالأنوار” هو أحد أهم أماكن اللقاء بالشيعة، كما أن لهم في بعض المدن مثل “أبوحماد” انتشارا واضحًا، وشخصيات تابعة مثل “ط. ي” إمام وخطيب أحد المراكز الإسلامية في نيويورك، ومسجد مظلوم والمقرقع ببلبيس، حيث يوجد “ن. أ”.
وبالإسماعيلية، لوحظ في النصف الثاني من التسعينيات، وجود عدد من المحامين التابعين لشيعة مصر، على الرغم من أنهم كانوا يساريين من قبل، مثل “ع.أ” وشقيقه “م.أ”، المتزوج من شقيقة زعيم طريقة الصفاء المحمدي، ويقدر عددهم بـ30 محاميًا يترأسهم “ح.أ” الذي يعد جلسات نقاشية لهم في الإسماعيلية والغردقة.
يضاف إلى ذلك أن الإسماعيلية التي خرج منها مؤسس جماعة الإخوان، باتت المقر الكبير للطريقة العزمية، التي تنشر كتباً مدفوعة الأجر مثل “الفتوحات العزمية”، وبها أيضاً الطريقة الدندراوية في منطقتي “البركة” و”أبي عطوة”.
وفي الصعيد، يعتمد الشيعة المصريون على السرية التامة تنفيذا لمبدأ التقية، واستغلال التركيبة القبلية، التي تنتمي للأشراف وآل البيت، مثل الجعافرة الموجودين في قنا وإسنا، والأقصر الموجود بها قبر الأمير “حمد” الجد الأكبر لهم، والعبابدة الموجودين في “قفط”، و”قوص”، والقبائل الهاشمية الأخرى مثل “جهينة، فزارة، وهوارة وعبس المطاعنة والحجازية”، وعن طريق “الساحات” التي تعقد فيها “الحضرة” يروج للتشيع مثل “ساحة النبي الأعظم” في قرية “الكالوج” بأسوان، أو ساحات “الدندراوية”.
وظهرت “العصبة الهاشمية” في قرية “كلح المفالسة” بأسوان، التي أصبح لها فروعا متعددة، لتدعو لأولوية آل البيت، وإقامة 12 احتفالاً بمولد النبي، بقرية “الكالوج” للاحتفال بالاثنى عشر إماماً لدى الشيعة، وكل ذلك على يد “أحمد أبوالحسن” الذي أشهر الطريقة في الشؤون الاجتماعية، وأقام “مزرعة الإمام علي” على مساحة 100 فدان، كما توجد طريقة “الأحفاد النورانية” بإدفو، التي تتشابه عقائدها مع الشيعة الاثنى عشرية.
وللشيعة بعض المكتبات ودور النشر منها دار الهدف التي تأسست سنة 1989، ويديرها “ص.و”، ومكتبة النجاح في القاهرة التي تأسست سنة 1952 وأسسها مرتضى الرضوي، وطبعت كتباً شيعية كثيرة، منها: وسائل الشيعة ومستدركاتها، ومصادر الشيعة ومستدركاتها، وأصل الشيعة وأصولها، والشيعة وفنون الإسلام، والمتعة وأثرها في الإصلاح الاجتماعي، وكذلك مكتبة الزهراء في حي عابدين في القاهرة ومكتبة “حراء”.
ومن المؤسسات الشيعية “المجلس الأعلى لرعاية آل البيت” التي يرأسها محمد الدريني، الذي أصدر صحيفة “صوت آل البيت”، قبل أن تحدث فيها انقسامات كثيرة، أدت إلى وجود أكثر من قيادة لها، فضلا عن مؤسسات “المجلس العالمي لرعاية آل البيت”، وجمعية “آل البيت” التي تأسست سنة 1973، والمرشد الروحي للجمعية سيد طالب الرفاعي، الذي صلى على شاه إيران، محمد رضا بهلوي، في مسجد الرفاعي في القاهرة.
وهناك بعض الشخصيات البارزة في المحافظات المصرية، ساهمت في الزحف الشيعي، أولهم هو الدكتور أحمد راسم النفيس، أستاذ الباطنة والقلب بجامعة المنصورة، والكاتب والصحفي صالح الورداني، الذي صدر له موسوعة آل البيت، 7 أجزاء، وتثبيت الإمامة، والقطب الشيعي الطاهر الهاشمي، والشيخ حسن شحاتة، ومحمد يوسف إبراهيم، ومحمد الدريني، رئيس المجلس الأعلى لرعاية آل البيت.
ولعل أبرز قضايا الشيعة عام 1988، وجرى القبض على 4 عراقيين، وإغلاق دار النشر المصرية الشيعية البداية، وفي 1989، قبض على تنظيم من 52 فرداً، بينهم 4 خليجيين وإيراني، وفي 1996، جرى الكشف عن تنظيم يضم 55 عضواً في 5 محافظات، وتزامنت هذه الحملة مع محاولات إيرانية لتأسيس مؤسسة إعلامية في أوروبا برأسمال مليار دولار كان مرشحاً لإدارتها صحفي مصري، وأكدت معلومات أن محمد تقي المدرسي، الموجود في “قم”، هو الذي أشرف على الزحف الشيعي لمصر، وفي نوفمبر 2002، ألقي القبض على تنظيم بزعامة محمد يوسف إبراهيم، ويعمل مدرساً في الشرقية، ويحيى يوسف، وصاحب مطبعة، اتهموا بالترويج للمذهب والسعى إلى انشاء تنظيم شيعي.
يذكر أن الجماعة الشيعية، تشهد صراعاً في الكواليس بسبب سعي الشيرازية بمحاولة تقديم الشيخ حسن شحاتة كمرجعية وأب روحي للشيعة المصريين، وسعت مجموعات لمحاولة تنصيب كل من الدمرداش العقالي، وهذا يعكس اختلافاً بين قوى ظلت متحدة قبل الثورة المصرية، في مواجهة التنظيم الشيعي المسمى “آل البيت البتول”.
في نفس السياق، تحركت مجموعة المنصورة، لرفض ترشيح الدمرداش والعقالي، مفضلين الدفع بأحمد راسم النفيس، نظراً لسجله عبر الـ15سنة الأخيرة، في حين يرفض التيار الشيعي في الصعيد ذلك، متمسكين بمحمد الدريني كنموذج تحدث باسم الشيعة قبل الثورة واعتقل أكثر من مرة.
ويبدو أن مشهد تلك الخريطة، رهن بجهات تريد أن تسلب شيعة مصر صفاتهم الحقيقية عبر إلصاقهم، بالشيرازية المشهورين بسب الصحابة وإن كان البعض منهم توقف عن ذلك.
المصدر : بوابة الحركات الاسلامية