السيمر / الاثنين 30 . 04 . 2018 — في انتظار بيان رسمي يؤكد تورّط العدو الإسرائيلي في العدوان الليلي على مواقع عسكرية في سوريا، فإن تل أبيب فتحت الباب مرة واحدة نحو تحديات غير مسبوقة مع محور المقاومة. وهذه المرة، تلعب مباشرة في وجه الطرف – المركز في المحور، أي إيران.
وإذ أشارت المعلومات الواردة من دمشق إلى تعرض مخازن ومواقع عسكرية يوجد فيها الحرس الثوري الإيراني لقصف صاروخي كثيف عند العاشرة والنصف ليل أمس، فإن المعلومات حول الخسائر البشرية لم تكن واضحة تماماً، مع ترجيح وجود خسائر بشرية، وهو الأمر الذي يرفع من سقف التحدي بين تل أبيب وطهران.
قبل ضربة أمس، كان الجميع يدقّق في نوعية الاتصالات الجارية بشأن مجموعة ملفات تتقاطع عند نقطة واحدة هي إيران:
اتصالات أميركية ــ أوروبية مكثفة بشأن موقف الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني، مع ميل نحو خطوة أحادية تتسبّب في تعطيل الاتفاق وتفتح الأزمة من جديد بين طهران والغرب.
ضغط إسرائيلي ــ سعودي لأجل معاقبة إيران من خلال فرض المزيد من العقوبات وتوجيه ضربات لها، هدفها لا يتعلق بالبرنامج النووي بل بنفوذها المتعاظم في المنطقة الممتدة من لبنان إلى سوريا والعراق واليمن.
ضغط إسرائيلي خاص ضدّ ما تسميه تل أبيب «عملية التمركز» الإيرانية في سوريا، والتي يقول قادة العدو إنها عملية تهدد الأمن القومي، وإن الغارة على مطار «تي فور» قبل أسابيع، هدفت إلى إعاقة عملية التمركز هذه.
على أن الأمر يصبح أكثر تعقيداً مع خطوة إسرائيلية استباقية لردّ إيراني متوقع على ضربة «تي فور». وكانت تل أبيب تقول إنّها حاضرة للتحدي. وهي التي بعثت برسائل تهديد إلى سوريا وإيران عبر روسيا، تقول فيها إنّها ستشن حرباً مدمّرة على النظام السوري وعلى إيران نفسها فيما لو قامت إيران برد عسكري على ضربة «تي فور».
الاخبار اللبنانية