الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / امريكا تجري اتصالات مع عدوها السابق: هل غيّر الصدر نبرته عن “المحتل”؟

امريكا تجري اتصالات مع عدوها السابق: هل غيّر الصدر نبرته عن “المحتل”؟

السيمر / الأربعاء 23 . 05 . 2018 — قال مساعد بارز إن الولايات المتحدة اجرت اتصالات بأعضاء الكتلة السياسية التي يرأسها خصم امريكا السابق مقتدى الصدر بعد فوزه في الانتخابات البرلمانية، مما وضع الصدر في موقف الطرف القوي في تشكيل الحكومة الجديدة.
فوز الصدر، شكل مفاجأة لواشنطن التي صارت في موقف محرج، لانها مجبرة اليوم للتحاور معه بشأن قضايا عدة، ناهيك عن مواقفه الدائمة الرافضة لما يسميه “الاحتلال الامريكي” اي الوجود العسكري في العراق، فأمريكا مضطرة اليوم للتعامل مع الصدر لحماية مصالحها، بالمقابل هناك ايران الطرف الاقوى في العراق تحاول هي الأخرى العمل بعيداً عن الصدر.
ضياء الأسدي، من كبار مساعدي الصدر، نفى وجود محادثات امريكية مع الصدر، مبيناً ان بعض الوسطاء استخدموا نوافذ اخرى للوصول الى الصدر عبر اعضاء تحالف سائرون.
وأضاف الأسدي “كثيرون يسألون عن موقف التيار الصدري حين يصل الى السلطة، هل سيقومون بإعادة انتاج (جيش المهدي) او اعادة توظيفهم، وهل سيهاجمون القوات الامريكية في العراق؟”.وأشار الى “عدم وجود عودة للمربع الاول نحن لا نعتزم وجود اي قوة عسكرية”.
ويوجد لدى واشنطن 7000 جندي في العراق الآن، على الرغم من أن البنتاغون قد اعترفت بوجود 5.200 جندي وهم بالغالب مدربين ويقدمون النصيحة والمشورة للقوات المسلحة العراقية.
القاسم المشترك بين الصدر وواشنطن حتى اليوم، مناهضتهما للنفوذ الايراني العميق في العراق، حيث تقدم ايران حالها حال امريكا بتسليح وتدريب فصائل الحشد الشعبي، وفقاً لتقارير ايرانية تحدث إثر طلبات قُدمت من الجانب العراقي بشأن التدريب والتسليح.
وشكّل الصدر عودة مفاجئة للواجهة السياسية العراقية، مستفيداً من الاستياء الشعبي الحاصل في العراق على تردي الخدمات الاساسية وانعدام الأمن واستفحال حالات الفساد.

ايران تحت الضغط الامريكي
هددت الولايات المتحدة بإنزال “اقوى العقوبات بالتاريخ” ضد ايران ما لم تحدث تغييرات شاملة بما في ذلك التخلي عن برنامجها النووي والانسحاب من الحرب الأهلية السورية.
ومن المرجح ان يدفع هذا التهديد طهران الى الدفاع عن مصالحها بضراوة في العراق لاسيما انها تتنافس مع واشنطن. ووجه تحالف سائرون دعوة للسفير الايراني في بغداد لحضور اجتماع كبار الدبلوماسيين الاسبوع الماضي، وقال الأسدي في هذا الشأن إن “المبعوث الايراني اعتذر ولم يستطع الحضور”.
واجتمع الصدر مع زعماء عدة لوضع شروط لدعمه للمرشحين لرئاسة الوزراء. وقد تقوض محاولاته تشكيل اي حكومة مستقبلية تحاول ايران السعي ورائها.
وزعمت تقارير بعد اعلان نتائج الانتخابات، عن وصول سليماني، قائد فيلق القدس الايراني الى بغداد للقاء سياسيين عراقيين. وقال مستشار في الحكومة العراقية إن “سليماني وصل لاضعاف الكتل، وهو يعمل على تشكيل تحالفات معينة”.
وقال مسؤول عراقي كبير سابق إن الصدر يحاول التفوق على ايران لكنه اضاف ان ايران لن تتسامح مع اي تهديدات لحلفاءها الذين نبذوا الصدر منذ سنوات.
ويبدو ان الصدر، لا يستبعد خيار تشكيل ائتلاف مع الكتلة التي يرأسها هادي العامري ما دام الأخير يتحدث عن شراكة وطنية وطائفية.
ويبدو ان حيدر العبادي، رئيس الوزراء المرشح الأكثر مقبولية لجميع الاطراف، لانه ادار المصالح المتنافسة بين الولايات المتحدة وايران، وهما حليفان غير مقصودين في الحرب ضد تنظيم داعش.
وقال علي المولى، رئيس قسم الأبحاث في مؤسسة البيان التي تتخذ من بغداد مقراً لها “حتى الآن لم يظهر أي شخص بديل”.

المصدر: رويترز
ترجمة: وان نيوز

اترك تعليقاً