الرئيسية / مقالات / لماذا هذا الدفاع المستميت عن نتائج الانتخابات المزوّرة ؟؟؟

لماذا هذا الدفاع المستميت عن نتائج الانتخابات المزوّرة ؟؟؟

السيمر / الأحد 10 . 06 . 2018

اياد السماوي

كتب ربيع نادر رئيس قسم الأخبار في قناة العهد الفضائية مقالا يوم أمس تحت عنوان ( الأمر لا يستّحق كل هذا ) , في هذا المقال أراد الكاتب أن يصوّر للرأي العام العراقي هول المصيبة وهول الكارثة التي ستقع على العراق والعراقيين في حالة عدم استكمال العد والفرز اليدوي قبل الثلاثين من حزيران موعد انتهاء عمر مجلس النوّاب الحالي , حيث يذهب الكاتب إلى أنّ أزمة نتائج الانتخابات المزوّرة ستقود البلد حتما إلى الفراغ الدستوري , لأنّ المدّة المتبقية من عمر مجلس النوّاب لا تكفي لاستكمال متطلبات العد والفرز اليدوي الذي سيستغرق شهرين حسب تقديرات الكاتب , وكأنّ لسان حال كاتب المقال الذي يحذّر العراقيين من الذهاب إلى منطقة الفراغ الدستوري يقول .. أيها العراقيون حذاري من الذهاب إلى منطقة الفراغ الدستوري واقبلوا بنتائج الانتخابات المزوّرة لأنّها شرّ أهون من شرّ الوقوع في منطقة الفراغ الدستوري , وحتى يقنع الكاتب قرّاءه بفكرة القبول بالنتائج المزوّرة فإنّه يذهب إلى أنّ ما حصل في جلسة الأربعاء التي أقرّ فيها مجلس النوّاب التعديل الثالث لقانون الانتخابات رقم 45 لسنة 2013 كان بسبب سيطرة مجموعة من النوّاب الخاسرين يشّكلون نحو 70 بالمئة من مجلس النوّاب الحالي , وهؤلاء النوّاب قد ارتكبوا حزمة من الخروقات الدستورية والقانونية في ظرف ساعتين حصيلتها فراغ دستوري لا محالة , ويمضي الكاتب في قوله ( الغريب أنّ هاجس الفراغ الدستوري لم يكن كافيا لردع النوّاب الخاسرين ولا لإقناع رئيس البرلمان الحالي سليم الجبوري لتلافي هذا الفراغ ) , ومع كلّ هذه التحذيرات من مغّبة الذهاب إلى منطقة الفراغ الدستوري , لم يتطرّق الكاتب إلى مخاطر القبول بنتائج هذه الانتخابات المزوّرة .
وبدورنا نسأل الكاتب ربيع نادر الذي تربطني به علاقة أخوية .. لماذا هذا الاستقتال والدفاع المستميت عن نتائج الانتخابات المزوّرة ؟ هل هو الخوف من عملية إعادة العد والفرز اليدوي وتغيير نتائج عصائب أهل الحق ؟ فإذا كانت أصوات عصائب أهل الحق التي حصلت عليها سليمة وصحيحة ولا تشوبها أي شبهات فلماذا هذا الخوف من إعادة العد والفرز اليدوي ؟ وهل الوقوع في منطقة الفراغ الدستوري أشدّ خطرا على مستقبل النظام الديمقراطي في العراق من خطر قبول النتائج المزوّرة ؟ كيف توّصل الكاتب إلى أنّ عمليات التزوير التي حصلت في العملية الانتخابية محدودة ولا تستحق كل هذا ؟ ماذا لو تبيّن أنّ نسبة التزوير في الانتخابات قد تجاوزت الثمانون بالمئة في عموم محافظات العراق ؟ وما المشكلة إذا انتهى عمر البرلمان في الثلاثين من حزيران وتأخر إعلان النتائج بضعة أيام ؟ أليست هنالك حكومة شرعية تقوم بحفظ الأمن والنظام وتسيّر أمور البلد ؟ وعلى افتراض أنّ نتائج العد والفرز قد تأخرت بضعة أيام لما بعد الثلاثين من حزيران وأدّى ذلك إل خرق مادة دستورية , فهل هذه هي المرّة الأولى التي يخرق فيها الدستور ؟ والأهم من كل هذا هل يمكن اعتبار هذا التأخير الذي يجري بموافقة البرلمان وتحت أشراف القضاء خرقا دستوريا ؟ أم أن الضرورات تبيح المحظورات وتقدّر بقدرها ؟ كيف سيكون موقف الشارع العراقي الذي قاطع الانتخابات بنسبة كبيرة جدا لو أنّ هذه الانتخابات انتجت له برلمانا غير شرعي وحكومة غير شرعية ؟ وكيف ستكون مستقبل العملية الانتخابية والديمقراطية في العراق بعد هذا التزوير الفاضح ؟ هل تريدون منّا أن نقبل بالتزوير لأنّ عصائب أهل الحق قد حصلت على خمسة عشر مقعدا في انتخابات شابها التزوير بالكامل ؟ وهل هذه مبادئ وقيم عصائب أهل الحق المجاهدين ؟ ماذا ستقولون لجمهوركم ومحبيكم وأنتم تدافعون عن مهزلة انتخابية لم يرى البلد لها مثيلا في تأريخه الحديث ؟ أخيرا هل يقبل الشيخ الأمين قيس الخزعلي قبول هذه المهزلة والسكوت والرضا عن انتخابات مزوّرة بالكامل ؟ .

اترك تعليقاً