السيمر / الاحد 24 . 06 . 2018 — تحت العنوان أعلاه، كتب بوريس جيريليفسكي، في “فوينيه أوبزرينيه”، حول رهان الأكراد الخاسر على الولايات المتحدة، وخيانة الأخيرة لهم، وتحويلهم من “طلاب حرية” إلى عصابات “مرتزقة”.
وجاء في المقال: تبين أن رهان قادة “كردستان سوريا” على الولايات المتحدة قاتل لفكرة تقرير المصير الكردي في هذا البلد. واشنطن، نفسها راهنت على استخدام سيطرتها على الجماعات الكردية للضغط على تركيا، فحصل العكس، في الواقع.
أثار احتمال ظهور كيان كردي “مستقل” مؤيد لأميركا انزعاجاً كبيراً لدى أنقرة، ودمشق، وبغداد، وطهران، وقرّب بين مواقفها، على الأقل، في القضية الكردية.
أردوغان، الذي أعلن أن وجود تشكيلات كردية على حدوده يشكل تهديدا للأمن القومي التركي، وعن نيته القضاء عليها بالقوة العسكرية، أوضح أنه لن يتوقف حتى عن الدخول في حرب مع الولايات المتحدة الأمريكية من أجل تحقيق هذا الهدف. من الواضح أن الولايات المتحدة، في دعمها للأكراد وفي تنفيذ خططها لبناء “الشرق الأوسط الكبير” ، لم تكن على استعداد للمضي قدما إلى درجة الدخول في نزاع مسلح مع حليفها المهم في المنطقة والعضو في الناتو. وبات على الأمريكيين أن ينحنوا.
من المعروف أن أنقرة، بالإضافة إلى انسحاب التشكيلات الكردية من الحدود التركية، تطالب بنزع سلاح هذه التشكيلات بعد القضاء على إرهابيي تنظيم الدولة. ويشير التفاؤل العام في المطلب التركي إلى أن الأتراك “غلبوا” الأمريكيين في هذه المسألة أيضا.
ومن مفارقات القدر القاسية، فقد تبين أن الاتفاق بين أنقرة وواشنطن يأتي بمثابة تنفيذ لخطة “الحزام العربي”، التي قيل إن دمشق طورتها في ستينيات القرن الماضي.
وهكذا، تؤكد مصادر كردية أن ضابط أمن سوريا في أوائل الستينيات… اقترح مشروعا لمواجهة الانفصال الكردي، يقوم على إعادة توطين الأكراد من الحدود مع تركيا والعراق في عماق الأراضي السورية. ذلك أن إنشاء هذا الحزام الأمني “العربي” (أو “الأخضر”) بطول 350 كلم وعرض 15-30 كم سيشكل حاجزًا بين الأكراد السوريين والأكراد في تركيا والعراق وسيكون عقبة أمام قيام “كردستان العظمى”.
واليوم، يتم تحقيق هذه الخطة بصورة شاملة، بل على نطاق أوسع مما وصفته المصادر الكردية، من خلال الجهود المشتركة بين الولايات المتحدة وتركيا.
مع طي مشروع “روجآفا” عمليا، تتحول المجموعات الكردية من “مقاتلين من أجل الحرية” إلى عصابات مرتزقة مأجورين لدى الأمريكيين، ينظر إليهم في الأراضي العربية كمحتلين.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة
روسيا اليوم