الرئيسية / الأخبار / الجنوب بين مبادرات السيستاني والصدر والعامري.. أغلبها لا تُطبق!

الجنوب بين مبادرات السيستاني والصدر والعامري.. أغلبها لا تُطبق!

السيمر / الجمعة 03 . 08 . 2018 — اتفقت آراء مراقبين للشأن السياسي، وناشطين في ساحات التظاهر بالمحافظات الجنوبية، على أن مبادرة المرجعية الدينية المتمثلة بالمرجع الديني علي السيستاني، بشأن احتواء الاحتجاجات الشعبية والإسراع بتشكيل الحكومة المقبلة، هي “الأشمل والأوضح”، مقارنة مع مبادرتين أخريتين كان قد أطلقها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وزعيم تحالف الفتح، هادي العامري، التي وصفوها بأنها “ثانوية” لا تغن ولا تسمن من جوع.

سنن جديدة للخروج من سطوة الأحزاب
وقال المراقب للشأن السياسي، عصام حسين، في حديث لـ(بغداد اليوم)، إن “السيد مقتدى الصدر، يحاول من خلال مبادرته أن يجد طريقاً ولو ضيقاً جداً للخروج من هذه المحنة، (سيطرة الأحزاب)، ويحاول إيجاد سنة جديدة لتشكيل الحكومة بدل السنن السابقة” (سنن المحافظة على الامتيازات والنفوذ الحزبي على كافة مؤسسات الدولة ومنها العسكرية).
وأضاف حسين، أن “الصدر يريد أن تكون للمؤسسات استقلالية تامة من يد الأحزاب التي لها اليد حتى في طريقة تعيين القضاة، لذلك الصدر على الطريق الصحيح، أما العامري، فيعتبر من النظام القديم الذي يؤمن بالمحاصصة، وهؤلاء، عودونا على المبادرات الورقية، التي تخرج للجمهور فقط من أجل إقناعهم، بينما خلف الكواليس تكون المحاصصة حاضرة في مبادرة العامري، أما المرجعية، فنظرياً، مع مبادرة الصدر، عملياً، تميل لأحزاب المحاصصة”.
واعتقد المراقب للشأن السياسي، أن “أغلب المبادرات لا تطبق، وإنما تكون واجهات لشيء ما بالسلطة، بمعنى آخر أنهم يتبنون خطاب المرجعية في كل المفاصل السياسية إعلامياً، لكن في الأخير تكون رؤاهم هي التي تتغلب على خطاب المرجعية أو المبادرة التي تطلقها، بهذه الفكرة تنتفي فكرة التكامل بين الكتل السياسية وبين المرجعية”.

تبرير فشل لا أكثر!
بدوره، قال الناشط في الحراك الشعبي بمحافظة الديوانية، أحمد الجنابي، في حديث لـ(بغداد اليوم)، إن “مبادرات الصدر والعامري مجرد تبرير فشل لا أكثر”، لافتاً إلى أن “مبادرة المرجعية شاملة وواضحة ولا تحتاج لمبادرات ثانوية لا تغني ولا تسمن من جوع”.
وتابع الجنابي، “أعتقد أن الشارع يعي هكذا أساليب سياسية، وهو غير مهتم بها تماماً ولا يمنح لها حيزاً من وقته للكلام عنها”.

محاولة لرفع حبل المشنقة “الشعبي”
من جانبه، تساءل حيدر الحساني، (متظاهر من محافظة المثنى) “أين كان العامري على مدار 15 عاماً، ليأتي لنا اليوم ويطلق مبادرة، واضح جدا بأنها تسعى لرفع حبل المشنقة الشعبي الذي وضعه المواطنين المحتجين حول رقاب السياسين؟”.
ولفت الحساني، إلى أن “هذه المبادرة (مبادرة العامري)، وإن نجحت خلال هذه الفترة، فإنها ستفشل في الأيام المقبلة حتماً، لانها مبادرة تراعي الكتل السياسية التي ستهزم يوماً ما”، منوهاً إلى أن “مبادرة الصدر هي الأخرى غير ممكنة التطبيق على أرض الواقع السياسي، كون الطبقة السياسية الحالية لاتتمتع بالصفات التي ذكرها الصدر”.
وخلص إلى القول، إن “الشعب العراقي يملك الثقة والأمل بنفسه وبالمرجعية الدينية المتمثلة بالسيد علي السيستاني”، مؤكداً أن “هاتين القوتين قادرتين على إزاحة الفاسدين”.
وتشهد محافظات الوسط والجنوب فضلاً عن العاصمة بغداد، تظاهرات شبه يومية، بدأت شرارتها في (8 تموز 2018) بمحافظة البصرة، احتجاجاً على سوء الخدمات والبطالة، تبعتها تظاهرات مشابهة في كل من المثنى، ذي قار، ميسان، الديوانية، واسط، النجف، كربلاء، وبابل، تخللتها صدامات بين المحتجين والقوات الأمنية تكررت في عدة محافظات، الأمر الذي أدى لوقوع جرحى وقتلى في صفوف الطرفين.
وكان ممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي، طالب خلال خطبة صلاة الجمعة (27 تموز 2018)، الحكومة بتحقيق مطالب المتظاهرين بصورة عاجلة، وتشكيل حكومة بأقرب وقت على أن يتحمل رئيس الوزراء القادم كامل المسؤولية عن ادائها وان يتمتع بالشجاعة والقوة والحزم، فيما دعا الشعب الى تطوير اساليبه الاحتجاجية “السلمية” في حال تنصل الحكومة المقبلة عن مهامها.
ودعا الكربلائي، الى تطبيق ضوابط صارمة في اختيار الكابينة الوزارية المقبلة والمناصب العليا والدرجات الخاصة، مطالبا ديوان الرقابة بإنهاء تدقيق الحسابات الختامية للموازنات السابقة واعلان النتائج بشفافية عالية، كما قدمت المرجعية خلال الخطبة مقترحات قوانين الى مجلس النواب المقبل بينها مقترح الغاء الامتيازات لـ “فئات محددة”.

اترك تعليقاً