متابعة المركز الخبري لجريدة السيمر الإخبارية / الثلاثاء 01 . 12 . 2015 — أسدل الستار على قضية العسكريين اللبنانيين المختطفين لدى “جبهة النصرة” الثلاثاء 1 ديسمبر/كانون الأول بعد أيام من المماطلة في تنفيذ الصفقة.
وأعلنت المديرية العامة للأمن العام اللبناني أنه “تمت ظهر اليوم عملية تحرير 16 عسكريا كانوا مختطفين منذ أكثر من عام لدى جبهة النصرة في جرود عرسال وهم الآن في عهدة الأمن العام”.
وعلى وقع هذه الصفقة أعلن الأمن العام اللبناني استعداده للتفاوض مع تنظيم “الدولة الإسلامية” من أجل الإفراج عن 9 من جنوده المختطفين لدى التنظيم ولا يزال مصيرهم مجهولا.
سلام يستقبل الجنود اللبنانيين المفرج عنهم من قبل “النصرة”
وقال رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام خلال استقباله الجنود اللبنانيين المفرج عنهم من قبل “جبهة النصرة”: “أمامنا إنجاز كبير يشكل تحديا لنا كبيرا وهو إطلاق ما بقي من عسكريين في الأسر لذا علينا ان نسعى لتحريرهم من أجل وحدة لبنان”.
وأكد سلام أن التحديات والمفاوضات كانت صعبة وشاقة، توجه إلى اللبنانيين بالقول: “ثقوا بدولتكم وثقوا بحكومتكم فليس لكم سوى لبنان لأن لبنان بحاجة إلى كل أبنائه من عسكريين ومن كل الفئات”.
وشكر الدول والقيادات التي سعت من أجل الإفراج عن الجنود، خاصا بالشكر دولة قطر وأميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
معظم المفرج عنهم لدى السطات اللبنانية فضلوا البقاء في بيروت
إلى ذلك، أفاد مراسلنا بإطلاق سراح 13 شخصا من الموقوفين لدى السطات اللبنانية الذين طالبت بهم “جبهة النصرة” فيما قال مصدر في الأمن العام لصحفيين أن عشرة منهم قرروا العودة إلى بيروت بانتظار تحديد وجهتهم القادمة.وشوهد عناصر من “جبهة النصرة” يسألون المفرج عنهم اذا كانوا يفضلون البقاء معهم أو العودة أدراجهم.
كيف ومتى اختطفت النصرة العسكريين اللبنانيين
تعود واقعة اختطاف “جبهة النصرة” للعناصر اللبنانيين إلى الثاني من أغسطس/ آب 2014 حيث دارت معارك عنيفة بين الجيش اللبناني ومسلحين قدموا من سوريا ومن داخل مخيمات اللاجئين في بلدة عرسال الحدودية مع سوريا استمرت عدة أيام.
وانتهت تلك الاشتباكات بإخراج المسلحين من البلدة، لكنهم اقتادوا معهم 29 من عناصر الجيش وقوى الأمن الداخلي، قتل الخاطفون أربعة منهم. واحتفظت “النصرة” بـ16 و”داعش” بـ9.
وبعد مفاوضات انطلقت منذ عام وبوساطة قطرية توصل الطرفان إلى اتفاق التبادل.
تفاصيل الصفقة بين بيروت والنصرة
بدأ تنفيذ الاتفاق الثلاثاء صباحا مع تسليم “النصرة” جثة الجندي محمد حمية الذي كان في عداد المخطوفين لديها وأعدمته في سبتمبر/أيلول 2014.
وأعلنت وزارة الخارجية القطرية بعد إتمام عملية التبادل الثلاثاء أن الوساطة القطرية “نجحت في إطلاق سراح 16 من الجنود اللبنانيين المختطفين مقابل 25 أسيرا بينهم 17 امرأة وأطفالهم”.
وفي الوقت نفسه أكدت مصادر الأمن العام اللبناني أن عدد السجناء الذين تم الإفراج عنهم 13، علما أن العدد الذي ذكرته الخارجية القطرية يتطابق مع لوائح أسماء نشرتها “جبهة النصرة” على حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي.
وذكرت الجبهة أنها تسلمت 19 شخصا كانوا معتقلين في لبنان، وستة في منطقة التل شمال دمشق، ما يرجح أن يكون هؤلاء معتقلين في سجون السلطات السورية وشملتهم الصفقة. كما تجدر الإشارة إلى أن “النصرة” تحصي بين الذين أطلق سراحهم في لبنان عددا من الأطفال كانوا مع أمهاتهم في السجن، ولا تعتبرهم السلطات اللبنانية سجناء.
وتمت عملية التبادل على بعد أقل من كيلومتر واحد عن آخر حاجز للجيش اللبناني في وادي حميد في جرود عرسال، حيث انتقل العسكريون في سيارات تابعة للصيب الأحمر الدولي إلى الحاجز حيث تسلمهم الأمن اللبناني العام.
وشملت صفقة التبادل دخول خمس شاحنات مساعدات على الأقل إلى جرود عرسال ومنها إلى مناطق سيطرة “جبهة النصرة” المحاذية للحدود اللبنانية السورية.
طليقة “أبو بكر البغدادي” بين المفرج عنهم
وسجناء “النصرة” الذين أفرجت السلطات اللبنانية وفق الصفقة عنهم، هم 4 سوريين، وفلسطينيان، ولبنانيان، إلى جانب 5 سجينات.
ومن أبرز المفرج عنهن سجى الدليمي طليقة زعيم تنظيم “الدولة الإسلامية” المدعو “أبو بكر البغدادي”. وكانت الدليمي أوقفت في لبنان نهاية عام 2014.
ومن بين المفرج عنهن علا العقيلي التي أوقفت في الفترة نفسها وهي زوجة أحد قياديي “جبهة النصرة”. واللبنانية جمانة حميد، من عرسال التي أوقفت في فبراير/شباط علم 2014 بينما كانت تقود سيارة مفخخة.
وبثت قناة “الجزيرة” تسجيلا ظهرت فيه الدليمي وهي تصرح برغبتها في العودة إلى بيروت، على أن تتوجه مع عائلتها لاحقا إلى تركيا.
المصدر: وكالات