السيمر / الخميس 16 . 08 . 2018 — تعيش مدينة النجف جنوب بغداد، أزمة اقتصادية حادة بعد فرض العقوبات الأميركية على طهران، ما أدى إلى تراجع أعداد الزوار الإيرانيين وتحول فنادقها إلى مبان خاوية وركود محالها التجارية.
وتعد المدينة التي تحتضن مرقد الإمام علي بن أبي طالب، وترتفع فوقه منارة ذهبية وتحيطه جدران مزينة بالأحجار والآيات القرآنية، إحدى أبرز العتبات المقدسة في العالم.
تقتصر السياحة في العراق على المجال الديني وتتمركز بصورة رئيسية في النجف وكربلاء ، ومدينة الكاظمية ببغداد ، بالإضافة إلى مدن أخرى تضم مراقد مثل سامراء، شمال بغداد.
من المتوقع أن يؤدي وقف رحلات الزوار الإيرانيين إلى المراقد الشيعية في العراق، إلى تداعيات وخيمة على قطاع واسع يعمل فيه نحو 544 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر وفقا لإحصائيات عام 2017.
ووفقا للمجلس العالمي للسياحة والسفر، يشكل مبلغ 5 مليار دولار من عائدات السياحة الدينية نسبة 3 في المئة من إجمالي الناتج المحلي.
وبدا التأثير واضحا، مع البدء بتنفيذ العقوبات، على مدينة النجف التي تستعد لاستقبال زوار لأحياء مناسبات دينية خلال شهر أغسطس الحالي.
وتؤكد مصادر تسجيل “إلغاء العديد من حجوزات الفنادق وانخفاض كبير في عدد الزوار”، مشيرا إلى عدم توفر إحصاءات دقيقة عن شاغلي الفنادق البالغ عددها 285 في النجف.
وفي مطار النجف، حيث كانت هناك 35 رحلة جوية يوميا بين البلدين الجارين، لم تغادر الثلاثاء سوى 12 رحلة فقط تقل زوارا عراقيين متوجهين إلى مراقد شيعية في إيران.
ولمواجهة الأزمة “قامت بعض الفنادق بخفض الأسعار بنسبة 50 بالمئة أحيانا”، بحسب يوسف أبوطابوق صاحب فندق “البلد الأمين” في النجف.
وأضاف أبوطابوق أن العروض لم تغير شيئا، مؤكدا أن “السوق في حالة انهيار” من دون الزوار الإيرانيين.
وتعد إيران ثاني بلد بعد تركيا من حيث حجم التبادلات التجارية مع العراق، ووفقا لمصدر رسمي في وزارة التجارة، بلغت خلال العام الماضي نحو 6.7 مليار دولار.