أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالاتي / السعار المذهبي السني حول معظم الجماعات السنية لجماعات إرهابية بلا حدود

السعار المذهبي السني حول معظم الجماعات السنية لجماعات إرهابية بلا حدود

وداد عبد الزهرة فاخر*

حاق الظلم الذي مارستة الاقلية العراقية السنية الحاكمة منذ بداية الحكم الوطني التي فصلت العراق على هواها ، وضمن مطامعهما المذهبية والقومية التي أوصلتنا لهذا الحال في هذا اليوم الغالبية العظمى من الشعب العراقي المتمثلة في العرب الشيعة والاكراد . فقد خيم ظلم كبير فادح على ” فقراء الشيعة” ومثقفيهم ، المضطهدين والمهضومة حقوقهم على مر العصور ، والكرد الذين حاقهم ما حاق الشيعة العراقيين من قتل وتهجير وإهمال متعمد . وعندما ثار الاكراد قمعوا من قبل مختلف الحكومات العراقية ” السنية ” المتعاقبة بكل همجية ووحشية . ولما ثار الشيعة لاول مرة بحياتهم ضد الحكومة العنصرية الطائفية ايام البعث المنهار قمعوا بشكل وحشي ودموي لا يمكن وصفه في انتفاضة آذار / شعبان 1991 المشهورة . وهجر ملايين الاكراد في الطرق الجبلية الوعرة نحو تركيا وايران . وكان جل جلاديهم وفي مختلف العصور بما يسمى بـ ” الحكومات الوطنية ” من غلاة المتريفين السنة المنحدرين من قرى وبلدات صغيرة من المحافظات الشمالية لبغداد ، والشمالية الغربية الذين كانوا يشكلون معظم ضباط وقادة الجيش والامن والشرطة ومن بعد ذلك ، الحرس الجمهوري والحرس الخاص وامن الرئاسة ، وغيرها من التشكيلات القمعية ، بينما بقي الشيعة حطب النظام في حروبه العبثية المتكررة .
وقد لاحظنا ان جل ابناء المحافظات الغربية والشمالية الغربية تحولوا بسبب من التمذهب الطائفي بالضد من الكرد و الشيعة من فقراء العراقيين الى الاحزاب القومية الفاشية ، وهذه حقيقة معروفة وليست رجما بالغيب ، بينما لجأ فقراء العراقيين الشيعة ومعهم المظلومين مثلهم من الاكراد للاحزاب اليسارية وخاصة الحزب الشيوعي العراقي . وعندكم اسماء واعداد قيادات الاحزاب القومية الفاشية للتعرف عليها في أي وقت من الانترنيت ، واسماء سلسة الضباط القوميين الذين جعلوا العراق ساحة لمطامعهم ، وانقلاباتهم العسكرية . وخاصة انقلابيو ما سمي بـ ” ثورة 1941 ” التي حملت افكارا فاشية بقيادة ” العقداء الأربعة ” ، العقيد صلاح الدين الصباغ ورفاقه الذين جروا العراق للفكر القومي الفاشي وأسسوا للفاشية الجديدة في العراق ، وسلسلة الضباط القوميين والبعثيين الذين ساروا على هداهم بعد انقلاب 8 شباط 1963 الاسود .
وما نستنتجه من هذا الامر أن السعار المذهبي السني الذي رافق بقوة واصرار وبدفع من اطراف دولية واقليمية ومحلية فترة الولاية الثانية لرئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي . وتمثل ذلك فيما دفعت من اموال خارجية ومحلية ، ودعم لوجستي واعلامي لما سمي في حينها بـ ” ساحات انتفاضة السنة ” ، او ” ساحات انتفاضة المحافظات السنية الستة ” . وما حصل فيها من تجاوز لكل القيم الاجتماعية والسياسية ، والخروقات الامنية ليس بخاف على أي فرد عراقي محايد ، وما هي الا استمرار للنهج الشوفيني الطائفي القومي الذي بدات تباشيره منتصف اربعينات القرن الماضي يوم كان يحلو لغلاة معملي المدارس العراقية بالتغني بنشيد ” لاحت رؤوس حرابي ” .
وحكاية ” ساحات الاعتصام ” هي البداية التي اسست ومهدت وجهزت لاحتلال المدن والمناطق السنية بحواضن سنية علنية ، وتدريبات مدفوعة الثمن من الخارج للتحضير لاحتلال المدن والبلدات ذات الكثافة السنية لارهاب العراقيين وتخريب مدنهم ، وتقسيمها بعدئذ بموجب خطط خارجية معدة سلفا لتقسيم العراق ووفق خارطة الشرق الاوسط الجديد . ولطالما حذر العراقيون المخلصون من تداعيات الامر وخطورتة على المدن التي اصبحت وبفعل الاهمال والتلكؤ الحكومي وعدم الحسم ساحات لنمو وتطور خلايا القاعدة في العراق بدعم تركي وسعودي وخليجي امريكي، ودعم لوجستي من حواضن محلية سنية ، ودعم لوجستي من اقمار صناعية امريكية ورجال مخابراتهم ومنهم ما يسمى بـ ” ابو بكر البغدادي ” ، او ما كان يدعى بـ ” ابو دعاء ” مؤذن الجامع الذي اصبح ” خليفة ” المسلمين بعد اجتماع السناتور الامريكي جون ماكين بصحبة ما يسمى بـ ” قائد اركان الجيش الحر ” اللواء السوري الارهابي ” سليم ادريس ” في بلدة سورية على الحدود التركية .
وكانت التجربة السورية اكبر مثل على خراب المدن وتحولها الى ركام وهجرة ابنائها وبناتها الذين اصبحوا مادة لمزادات علنية لسفلة وتجار دين وحروب بالوكالة من سعوديين وخليجيين كانوأ الى سنوات قريبة يتمنون كسرة خبز يوم كانت مدنهم صحارى ينعق فيها اليوم ويتصدق فيها العراقيون عليهم من تمرهم الفائض . فقد قال المرحوم الملك فيصل الأول ملك العراق في احدى جلسات الحكومة ” لا ترموا التمر الفائض للحيوانات ، اعطوه للمكاريد ” ، وكان يقصد فقراء السعوديين آنذاك .
وها هم اليوم وبعد الطفرة النفطية يعبثون بكل دناءة في المنطقة ويحولون بلدان حضارية عريقة مثل سوريا والعراق واليمن للعب بأيديهم بفعل مليارات النفط الذي سيشح يوما ما ويرجعهم إما لبلدانهم التي قدموا منها أصلا ، او يعود بهم لعيشة الكفاف .
ونحن لا نتهم طائفة معينة دون غيرها ولكن ما يحصل ظاهر للعيان ، وما جرى مسجل بكل دقائقه ، ومن سعى لاجل تنفيذ المؤامرة الاطلسية هم من غلاة السنة و ” قادة ” دولها كقطر وتركيا والسعودية .
ولان خطورة المسالة تتعلق بعقول يجب ان تكون نيرة ، ومتفتحة ، فما حصل في مدننا المستباحة يجب ان يعيه كل ذي بصر وبصيرة ، وعقل نير . فمن سيضام مستقبلا هم جموع العراقيين لا غير كما حصل للسوريين واستبيحت مدنهم وقراهم ، وبيعت بناتهم كما بيعت بنات وحرائر العراقيين واستحلت دمائهم من قبل همج رعاع قدموا من مختلف اصقاع الأرض كما الصهاينة ، وبنفس الخطط السابقة في القتل والترويع والتهجير . وان يفهم كل ذي لب رشيد بان هناك مصانع ومعامل اسلحة يتوجب إدامة عملها وبنوك وشركات تنتظر الربحية ، ونفط يجب ان يباع بابخس الاثمان كما فعلت السعودية بـ ( منظمة البلدان المصدرة للنفط ) ، ” الاوبك ” ، وادت لانخفاض اسعار النفط ، وربكة مالية للدول المصدرة للنفط ، وخلل في ميزانياتها .
وان يركز الجميع من العراقيين النظر نحو ” أم الدنيا ” أمريكا ، ووفود ” الحجاج ” الطائفيين لها ، الذين يبتغون
” سلاحا ” بحجة محاربة ” داعش ” ، بينما كل العارفين باسرار اللعبة يدركون مغزى الطلب الغريب للسلاح ، وفي هذه المحنة بالذات عندما هب رجال العراق وأبطاله للدفاع عن ارضه ومقدساتة من ” ابطال الحشد الشعبي ” ، وما حكي أو َتقولَ به من قبل العديد من الطائفيين والارهابيين المقنعين بقناع المشاركة في السلطة من اقوال وحكايا ولمز ونبز مكشوف ضد ابطال الحشد الشعبي الغيارى . علما ان الجميع يعرف اسماء واشخاص قادة ورجال وارهابيو داعش التي تشئ بهم اسماء مدنهم وبلداتهم المذكورة انفا من العراقيين .
وزاد عن ذلك كله ما يقوم به طيران ما يسمى بـ ” التحالف الدولي ” من ضرب متعمد للحشد الشعبي لعدة مرات ، وتزويد الارهابيين علنا بالسلاح والعتاد ، والمواد الضرورية والاعاشية . وما خرج من اخبار عن تزويد اطراف عراقية تدعي ” مقاومة ” الارهاب الارهابيين بالسلاح ، ومنهم ” قادة ” صحوات ، وضباط ورجال عشائر سنية معروفة ، ووزير سابق للدفاع وغيرهم .
ونرى في موقف البعض من القوميين الاكراد نفس التوجه الشوفيني العربي البغيض الذي يريد ان يجر العراق والمنطقة نحو الهاوية ، بفكر وافق قومي شوفيني مغلق ، ووفق مطامع سياسية واقتصادية وهيمنة على مقدرات الشعب الكردي . وللشعب الكردي مطامحه المشروعة التي يقرها معظم السياسيين التقدميين من العراقيين والعرب في المنطقة ، ولكن ليس وفق بعض الاجندات الخارجية التي ستضر بالشعبين العربي والكردي وبالضد من مصالحهما الحقيقية في حلول سياسية عادلة للطرفين بعيدا عن المطامع الخارجية .
ما نريد ان يعيه الجميع ان هناك مؤامرة لتقسيم المقسم أي ” سايكس بيكو ” جديد تحدثوا بها علانية أخيرا وقد حذرنا منها في اول خطاب لاوباما بجامعة القاهرة الذي وضع اسس عملية انشاء الشرق الاوسط الكبير الذي لن يكون فيه كبيرا سوى اسرائيل لا غير . وقد تسبب موقفنا من ” زعل ” الكثير من الكتاب والشعراء ، الذين كالوا المديح ونظموا المعلقات لـ ” ثوار” الناتو الذين حذرنا منهم يوم لهج مفتي الناتو القرضاوي ، بالاسراع بقتل القذافي واشاعة الفوضى في دول العرب وتخريب مدنهم . فقد كانت اناشيد القاعدة تسمع مع تحرك قوات الناتو القاعدية ، وهي تتحرك بموجب اوامر فرنسية بقيادة احد ابرز قادة القاعدة عبد الحكيم بلحاج ، وبتمويل قطري سعودي معلن .
ولأن الجميع يقف على حافة الهاوية ، فالمطلوب عربيا وعراقيا ان يعي كل منهم خطورة ، المرحلة المقبلة واهمية وأد المؤامرة الاطلسية بالحفاظ على وحدة بلدانهم ومدنهم ومجتمعاتهم ، فقد ” بلغ السيل الزبى ” كما يقال ، وعلى الجميع ان يتحزم بحزام أسد للثعلب الذي يقف على حدودهم فالسيل العرمر القادم لن يفرق في اجتياحه بين سني وشيعي ، ولا بين عربي او كردي ، ولا بين مسيحي او أي مكون آخر ومسلم ، كونه سيكتسح الجميع ويومها لات ساعة مندم .

* شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج
www.alsaymar.org
alsaymarnews@gmail.com