متابعة المركز الخبري لجريدة السيمر الإخبارية / الخميس 24 . 12 . 2015 — بين اعلان نتانياهو من موسكو عن الاتفاق “على ضرب الناشطين الذين يشتبه في أنهم يعدون هجمات في الجولان”، وتهديد السيد نصر الله الاخير، نجحت اسرائيل باصطياد سمير القنطار، في نهاية يلفها الغموض، أكدت حقائق وطرحت أسئلة عدة،كما كانت مسيرته الحافلة بالتناقضات.
في الحقائق، تبين المعطيات المتوافرة، أولا، ان قواعد الاشتباك بين اسرائيل وحزب الله ومن خلفه ايران، خاضعة للمراجعة الدورية، في اطار حساب مفتوح لن يقفل قريباً، حدوده تهديد ووعيد على ايقاع بورصة الافعال ورداتها، أما ثانياً، فان العملية أكدت بما لا يقبل الشك وجود اجندتين مختلفتين لدى كل من موسكو وطهران في ما خص الملف السوري، والتي تحكم علاقة الاولى بتل أبيب معاهدة تعاون استراتيجي وقعها الرئيس بوتين عام 2010، وحديث التقارير الدبلوماسية عن تكليف اسرائيل والاردن بمنطقة الجنوب السوري، وفق تقاسم النفوذ المرسوم.
أما فيما خص الاسئلة فان اللائحة تكاد لا تنتهي عن تفاصيل ما جرى ورد حزب الله مكاناً وزماناً. في هذا الاطار يجدر التوقف عند النقاط التالية :
-شكلت العملية “معمودية النار” الاولى لرئيس الموساد المعين حديثاً، في اختبار قوة واضح اصاب سوريا، حزب الله وايران. الاولى التي عجزت حتى الساعة عن الرد على أي من الخروقات التي طالتها،كما ايران التي اختارت الرد الموضعي عبر حزب الله، الذي وان نفذ تهديداته الا انها بقيت في كل مرة تحت المستوى المطلوب لجهة “دسامة الهدف”، حيث بقي ملعب مثلث مزارع شبعا، أما نوع العمليات “فعسكري ذات طابع أمني” بامتياز، خاصة بعد النكسة التي اصابت وحدة العمليات الخارجية في حزب الله بعد سقوط مسؤول التنسيق في الوحدة 901 “محمد شوربا”، ومدير الملف الإسرائيلي في الحرس الثوري الإيراني “سيد أحمد دبيري”. وفقا لما ورد يمكن تحديد مكان وحجم الرد وان بقي الزمان قابل للنقاش.
-أما في ما خص للتنفيذ ، فيؤكد أحد الدبلوماسيين في بيروت أن الاغتيال كان نتيجة عمل استخباراتي مركب ساهمت فيه جهة سورية معارضة، بعد نجاح أحد أجهزة المخابرات العالمية، منذ قرابة الاسبوعين في تحديد مكان “الاشارة الالكترونية لحاسوب محمول” استخدم في فتح حساب وسائل على احدى وسائل التواصل الاجتماعي، وبالتالي تمكن في غضون دقائق من تحديد هوية الهدف، في شقة من بين مجموعة يستخدمها مسؤولون لحزب الله “كبيوت آمنة”. عليه وبعد وصول المعلومات الى جهاز المخابرات الاسرائيلية جرى تحضير مسرح العملية استعدادا لساعة الصفر، حيث قام الفصيل المعارض بزرع جهاز “استدلال لايزري”في المكان المحدد بدقة، لتقوم طائرات حربية من طراز “اف 15” تابعتان للسرب 69، المتمركز في قاعدة “هتساريم”، بتنفيذ طلعة روتينية فوق منطقة الجولان منعطفة باتجاه طبرية، قبل أن تعود الى قاعدتها، مطلقة اربعة صواريخ مجنحة من نوع”SPIKE-NLOS”، الذي يبلغ مداه حولي 25كلم، برأس متفجر 40 كلغ، وليس صواريخ “SPICE”استنادا للاضرار التي أصابت المبنى المستهدف. مع الاشارة الى أن الرادارات السورية لم ترصد دخول الصواريخ الأجواء السورية إلا قبل 15 كلم من اصطدامها بهدفها نتيجة تحليقها على علو منخفض جدا، ما أعطى مصداقية لبعض الشكوك عن امكان ان تكون الصواريخ قد اطلقت من الاجواء اللبنانية المحاذية لمنطقة القلمون.
أيا يكن فان اسرائيل نجحت في توجيه ضربة موجعة لجهود ايران في تحريك جبهة الجولان عبر استنساخ تجربة حزب الله درزياً، بداية مع قتل جهاد مغنية، وبالامس مع تصفية سمير القنطار، ليصدق وعدها هذه المرة ولو بعد حين، هو الذي كلف الوعد الصادق باطلاقه حرب تموز 2006. فهل يقتصر رد الحزب على قرصنة “قادمون” لموقع سلاح الجو الاسرائيلي؟
ليبانون ديبايت