المركز الخبري لجريدة السيمر الإخبارية / السبت 26 . 12 . 2015 — بعد مقتل زهران علوش وعدد من قياديي “جيش الإسلام” وآخرين في “أحرار الشام” و”فيلق الرحمن” أسئلة كثيرة ستطرح عن مصير هذه الجماعات والمشهد الميداني. ولعل بعض الأسئلة لن يقف عند حدود هذه الجماعات بل سيتعداها إلى مموليها وداعميها وكيفية تعاملهم مع خسارة إحدى أوراقهم على الأرض؟
منذ تأسيسه في تشرين الأول/ أكتوبر 2013 ارتبط اسم “جيش الإسلام” وقائده زهران علوش بالمملكة العربية السعودية من خلال تقارير لم تؤكدها كما لم تنفها الرياض وهي التي استضافت مؤخراً مؤتمراً للمعارضة شارك فيه ممثل عن “جيش الإسلام” كما جرت تسمية ممثل عن الأخير في الهيئة العليا للتفاوض التي تم تشكيلها.
العلاقة بين علوش كقائد لأكبر التنظيمات المسلحة في الغوطة الشرقية والرياض قد تكون حديثة العهد لكن ما مهد لها يعود ربما إلى ما قبل ذلك حيث أقام والد علوش الذي يعتبر أحد أبرز الدعاة السلفيين لسنوات في المملكة العربية السعودية فضلاً عن أن زهران علوش نفسه أكمل دراسته في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
مع الإعلان عن تأسيس جيش الإسلام بعد انضمام العديد من الفصائل المسلحة في الغوطة الشرقية إليه قالت مصادر معارضة ودبلوماسية “إن السعودية التي تمول معارضين للأسد وتزودهم بالسلاح وغيره من الإمدادات وراء تشكيل جيش الإسلام”.
ونقلت “رويترز” آنذاك عن أبي مصعب الذي قالت إنه قائد وحدة إسلامية للمعارضة “إن شخصيات سعودية كانت على اتصال مع جماعات سلفية مختلفة في الأسابيع الأخيرة عارضة دعمها مقابل تكوين جبهة موحدة لمنع حلفاء القاعدة من توسيع وجودهم حول العاصمة” مضيفاً أن “شخصيات قبلية سعودية أجرت هذه الاتصالات نيابة عن المخابرات السعودية وفق استراتيجية تقوم على تقديم الدعم المالي مقابل الولاء والبقاء بعيدا عن القاعدة” على حد قوله.
الكلام نفسه قاله دبلوماسي غربي للوكالة معتبراً “أن الاستراتيجية السعودية ذات شقين دعم الإسلاميين الأقل تطرفاً في الائتلاف الوطني السوري في الخارج واستمالة الكتائب السلفية في الداخل بالمال والسلاح” على حد تعبيره. فيما لفت آخر إلى أن “لواء الإسلام وحلفاءه لم يكونوا يشعرون بالارتياح لقيام القاعدة بإيجاد موطئ قدم لها في الغوطة لذا التقت مصلحتهم مع مصلحة السعودية”.
بعض التقارير تحدثت عن زيارة قام بها زهران علوش للسعودية قبيل هذه الخطوة في محاولة لإفشال مؤتمر جنيف 2 من خلال سحب ورقة محاربة الإرهاب من الحكومة السورية. زيارة في حال حصلت فهي لم تكن الأخيرة، فالتقارب الذي حصل بين الجبهة الإسلامية التي كان علوش قائدها العسكري وجبهة النصرة حصل بعيد عودة علوش من الرياض في ما اعتبر ترجمة على الأرض للتقارب السعودي القطري التركي.
توجيهات الرياض لعلوش لم تقتصر على النصيحة بشأن العلاقة مع التنظيمات الأخرى بل ذهبت في بعض الأحيان إلى حد تحديد وتيرة القتال مع الجيش السوري والتنسيق بشأن المعارك الميدانية.
جانب آخر من العلاقة بين الطرفين بدا واضحاً في مؤتمر الرياض الأخير للمعارضة السورية الذي اعتذر علوش عن المشاركة فيه لأسباب ظلت غير معروفة دون أن يغيب الفصيل الذي يرأسه عن المشاركة من خلال ممثل عنه. ولعل أكثر ما يدل على الدعم السعودي لجيش الإسلام هو تشبث الرياض بموقفها الرافض لضمه إلى لائحة التنظيمات الإرهابية التي يتم العمل عليها تمهيداً للمفاوضات المرتقبة في جنيف.
بعد مقتل زهران علوش وعدد من قياديي “جيش الإسلام” وآخرين في “أحرار الشام” و”فيلق الرحمن” أسئلة كثيرة ستطرح بل بدأت تطرح عن مصير هذه الجماعات والمشهد الميداني لا سيما وأن علوش يعد مسؤولاً عن معادلة قصف العاصمة دمشق بعشرات الصواريخ التي أسفرت عن استشهاد العشرات من المدنيين وطلاب المدارس. ولعل بعض الأسئلة لن يقف عند حدود هذه الجماعات بل سيتعداها إلى مموليها وداعميها وكيفية تعاملهم مع خسارة إحدى أوراقهم على الأرض؟
الميادين نت