الرئيسية / مقالات / الثورة الجزائرية كما يراها الأستاذ عمار خوجة

الثورة الجزائرية كما يراها الأستاذ عمار خوجة

السيمر / الأربعاء 20 . 02 . 2019

معمر حبار / الجزائر

ضمّت ظهر اليوم المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية لولاية الشلف، ندوة تاريخية نشّطها الأستاذ عمار بلخوجة، ومجموعة من المجاهدين الذين شاركوا في الثورة الجزائرية، وآخرون حكم عليهم بالإعدام من طرف الاستدمار الفرنسي يومها.

أوّلا: الأستاذ عمار خوجة في سطور: ممّا جاء في الصفحة المتضمّنة للدعوة الخاصّة بالمحاضرة:

ولد بتاريخ 16 نوفمبر 1941، بمدينة فرندة بتيارت. درس 8 سنوات بالمدرسة الفرنسية يومها 1948-1956، واشتغل بالمهن الحرّة سنوات 1956-1962.

بعد استرجاع السيادة الوطنية عمل بالمصالح المالية، ثمّ التدريس سنة 1964، ثمّ المفتشية الأكاديمية بتيارت 1964-1965، ثمّ التحق بمركز التكوين الإداري بوهران مدّة عامين.

اشتغل مراسل صحفي للجرائد النّاطقة باللّغة الفرنسية لمجلّة “المجاهد” 1972-1999.

ألّف 30 كتاب منها في تراجم الشخصيات، وعن الثورة الجزائرية، وحول تيارت، والاستدمار الفرنسي والعنصرية. ويكتب باللّغة الفرنسية التي يتقنها جيّدا.

ثانيا: محتوى محاضرة الأستاذ عمار بلخوجة:

  1. لم يكن المجاهد، وهو يومها شاب في مقتبل العمر، ليقول: هل سأعيش أم سأموت؟ بل كان يقتحم ميدان الجهاد دون حساب لما سيحدث.
  2. ممّا قاله الشهيد ديدوش مراد، رحمة الله عليه: إذا متنا من أجل الجزائر، حافظوا على ذاكرتنا.
  3. كان الجزائري أيام الاستدمار الفرنسي ممنوع عليه كلّ شيء.
  4. الجريمة الجماعية بقيت صفة لصيقة بالمستدمر الفرنسي منذ بداية الاحتلال سنة 1830 إلى غاية استرجاع السّيادة الوطنية سنة 1962.
  5. يكفي القول أنّ الاستدمار الفرنسي ارتكب 4 مجازر سنة 1845، ونفس المجازة ارتكبها الاحتلال الفرنسي ضدّ الجزائريين أيام الثورة الجزائرية، ما يدل على أنّ لمجازر الاحتلال استمرارية عبر قرن و32 سنة من الزّمن.
  6. من وسائل التعذيب التي مارسها المستدمر الفرنسي، وضع الجزائري في حوض الخمر ليموت خنقا.
  7. لم يكن الفرنسي يستحي من ذكر جرائمه، وكان يخبر جنوده وعائلته مفتخرا بجرامه.
  8. أقام الاستدمار الفرنسي طوابير من الجزائريين لقطع رؤوسهم أمام المقصلة، واستمر قطع الرؤوس من سنة 1956 إلى سنة 1959. وشمل القطع جميع شرائح المجتمع الجزائري، من أطفال، ورجال، ونساء، وشيوخ. وكان الاستدمار يقدّم الجزائريين للمقصلة عبر طوابير تضمّ الثلاثة، والأربعة، والخمسة. وعلى المرء الآن أن يتخيّل كيف حال الخامس وهو ينتظر دوره في قطع رأسه، بعد قطع رؤوس الأربعة من إخوانه الجزائريين.
  9. أوّل مقصلة لإعدام الجزائريين كان ضدّ الشهيد حميدة زبانة بتاريخ 19 جوان 1956، وقد توقّفت المقصلة مرّتين بشهادة القاضي، ورغم ذلك أمر السّفاحون الجلاّدون بقطع رأسه، ولم يمنحوه حتّى السجن المؤبّد، باعتبار المقصلة توقفت مرّتين عن قطع رأسه.
  10. من بين 1000 جزائري قدّم للمقصلة، العدد الكثير منهم تقدّم لقطع رأسه وهو في كامل كرامته وعزّته. وكان الاحتلال يخرج المحكوم عليهم بالإعدام فجرا، ليتمّ إعدامه تحت الظلام.
  11. كان أطباء الاحتلال الفرنسي يسرقون من الذي طبّق عليه حكم الإعدام قرينته، ويقتلعونها من عينيه، لتعطى بعد ذلك إلى الفرنسيين، ليعيش بعدها الفرنسي بقرينة جزائري محكوم عليه بالإعدام. وهذا وجه آخر من أوجه التعاون على إهانة الجزائري حيا وميتا على أيدي الجلاّدين السّفاحين، والأطباء المتعلّمين.
  12. للتدليل على أنّ كلّ شرائح المجتمع الجزائري شاركت في الثورة الجزائرية، يكفي القول أنّ شاب جزائري في 16 من عمره التحق بالثورة، وشيخ في 60 من عمره التحق بالثورة، ما يدل على أنّ الجميع خدم الثورة، والتحق بالثورة الجزائرية.
  13. المرأة الجزائرية التي تحدّث عنها المحافظ الوطني أحمد قادري، وهي في عمر 40 – 50، كانت تخفي 5 مجاهدين، وفجأة فاجأها جنود الاحتلال، فما كان عليها إلاّ أن أخفتهم في حفرة تحت البيت، ووضعت فوقهم غطاء، وفوقه قصعة كبيرة من الماء، ونزعت ثيابها وشرعت في أخذ حمام. وحين دخل المحتلون المجرمون بيتها، اندهشوا حين لم يروا شيئا، ورأوها تغتسل، فرجعوا خائبين، ولو كانت فتاة لاغتصبوها. وبعدما أصبح البيت آمنا، وابتعد المحتلون الفرنسيون، أخرجت المجاهدين الخمسة، وطلبت منهم أن يواصلوا الجهاد ضدّ المستدمر الفرنسي. وهذا وجه من أوجه عظمة المرأة الجزائرية إبّان الثورة الجزائرية.
  14. المرأة الجزائرية إبّان الاستدمار الفرنسي والثورة الجزائرية، معرّضة للإعدام مرّتين: الإعدام الأولى حين تتعرّض للاغتصاب، والإعدام الثاني حين تقتل وتعدم كما يعدم الرجل.

ثالثا: تدخلات المجاهدين والمحكوم عليهم بالإعدام:

  1. أعدمت فرنسا المحتلّة 198 في الشلف. ولم تبحث الدولة عن أبنائها المجاهدين الذين قاموا بالثورة في فرنسا، ولم تبحث عن الجزائريين الذين حكم عليهم بالإعدام. لا تخلو بلدية من مراكز تعذيب، ومن شهداء.
  2. الباحث عن التّاريخ والحقيقة، يعتبر من المجاهدين، لأنّه يجاهد بالكلمة والحبر.
  3. لا بدّ من تحويل الكتب التي تطرقت للثورة والمجاهدين إلى أفلام، ليزيد العمل السينمائي في تخليد الكتاب، والتّاريخ الجزائري، والثورة الجزائرية.
  4. لايوجد في الجزائر قطعة أرض لم يتعرّض أهلها للتعذيب، والإهانة، والسّطو من طرف الاستدمار الفرنسي.

اترك تعليقاً