السيمر / فيينا / الاثنين 18 . 03 . 2019
في التقرير الثاني للمهرجان الخطابي الذي أقامه إئتلاف شباب ثورة 14 فبراير في البحرين في ساحة الشهداء (ساحة الواثق) في العاصمة العراقية بغداد ، لابد لنا في حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير وعبر (موقع 14 فبراير) من إشارة هامة حول النشاط والعمل السياسي والحقوقي لفصائل المعارضة البحرانية ، وعلى رأسها الإئتلاف المبارك ، الذي ساهم مساهمة كبيرة وفعالة في تفجير ثورة 14 فبراير المجيدة ، وإلتزم الجانب الأمني والتنظيمي والحركي في العمل الثوري في الميدان ، وحتى وهو خارج البحرين عبر قادته وكوادره وطلائعه الثورية الرسالية.
ولابد لنا من الإشارة الى الحضور المهم واللافت لتيار العمل الإسلامي في المهرجان والذي مثله رئيس المكتب السياسي للتيار الدكتور راشد الراشد ، والذي يعتبر من أبرز قادة المعارضة البحرانية الثورية المطالبة بإسقاط النظام ، وحضوره يدل دلالات كبيرة وواضحة على عمق العلاقة بين التيار الرسالي في البحرين ، والذي يمثله تيار العمل الاسلامي ، وبين إئتلاف شباب ثورة 14 فبراير ، فهناك توافق في الرؤية والمنهج والمسيرة والمسار ، وكذلك عمق العلاقة بين الإئتلاف المبارك وجمعية العمل الإسلامي أحد فصائل التيار الرسالي في البحرين.
إن مبادرة إئتلاف شباب ثورة 14 فبراير الأخيرة قبل أكثر من شهرين في الإعلان عن البدء بالعمل السياسي والحقوقي والدبلوماسي سواء عبر العاصمة العراقية بغداد أو عبر مكتبه في بيروت الذي تم إفتتاحه قبل أكثر من شهرين ويترأسه حاليا رئيس المكتب السياسي المجاهد والمناضل الدكتور إبراهيم العرادي ، فإن هذه المبادرة الطيبة والإيجابية تأتي في الإتجاه الصحيح للمواجهة والتصدي للعمل الدبلوماسي والحقوقي والسياسي للكيان الخليفي الغازي والمحتل ، وما يقوم به من حركة علاقات عامة على الصعيد العربي والإسلامي والإقليمي والدولي ، خصوصا في المجال الحقوقي وتزييف الحقائق للمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان.
كما تجدر الإشارة إلى أن العمل السياسي والحقوقي والدبلوماسي لا يمكن إختصاره وإحتكاره في فصيل سياسي معارض دون آخر ، فكل فصائل المعارضة خصوصا المطالبة بإسقاط النظام من حقها أن تمارس النشاط السياسي والحقوقي والدبلوماسي وأن تحقق لها مكاسب سياسية ودبلوماسية على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي.
إننا لا يمكن أن نطالب فصائل المعارضة البحرانية الثورية بأن تقيم الفعاليات الثورية الميدانية في داخل البحرين ، خصوصا إئتلاف شباب الثورة ، ولا يمكن ممارسة التهميش والإلغاء لأي فصيل معارض ، والطلب منه بالإكتفاء بالعمل الميداني ، وإن سياسة إحتكار الساحة السياسية والحقوقية والدبلوماسية ومحاولة التهميش والإقصاء قد ولت الى غير رجعة ، وما قام به الإئتلاف من فعاليات سياسية في بيروت وفي بغداد إنما تأتي في الطريق الصحيح ، وإن من يمسك بالأرض والميدان من فصائل المعارضة بمختلف أطيافها ، من حقهم أن يمارسوا حق العمل السياسي والدبلوماسي والحقوقي.
أما ما يتعلق بالمهرجان الخطابي الأخير ، فإننا أولا نشيد بموقف اللواء أبوآلاء الولائي ، الذي وقف وقفة ثورية مشرفة مع إئتلاف شباب ثورة 14 فبراير ، ودعمهم وإحتضانهم ، فبعد الضغوط السعودية الإماراتية الخليفية على الحكومة في بغداد بإبعاد شباب 14 فبراير عن العراق ، جاء الرد الثوري المزلزل لعروض الطغاة في المنطقة من قبل أمين عام كتائب سيد الشهداء حيث قال في مستهل كلمته : (واليوم وأنا في مجييء الى هذا الحفل الكريم سمعت خبراً بأن السعوديين (الحكومة السعودية وقسم من دول الخليج يريدون أن يطلبوا من الحكومة العراقية بإخراج شباب 14 فبراير المجاهدين ، وأنا أقول لهم إن شباب 14 فبراير هؤلاء في حماية المقاومة ولا يمكن لأي قوة أن تخرجهم من أرض العراق ، والعراق وطنهم الثاني).
كما طالب الولائي بإسم الحضور في المهرجان بإنسحاب درع الجزيرة عن البحرين. كما تطرق أمين عام كتائب حزب الله الى منح الجنسية البحرينية الى فلول البعث الصدامي قائلا (إن إحتواء القتلة من فدائي صدام وعناصر الأمن والمخابرات لنظام البعث المقبور ، الى مئات الآلاف من المجنسين من الباكستانيين واليمنيين والسوريين ممن يحملون إنتماءاً طائفياً معيناً هو جريمة إنسانية ، بل هي جريمة حرب على شعب أعزل مسالم).
كما ولابد لنا من أن نثني على كلمة الشيخ عامر البياتي الناطق لدار الإفتاء العراقية ، وعضو الأمانة
العامة للمجمع العراقي للوحدة الاسلامية حيث جاء في كلمته:
بسم الله الرحمن الرحيم ..
أيها الأخوة الحضور .. لقد أنابني سماحة مفتي الجمهورية في العراق الشيخ الدكتور العلامة مهدي بن أحمد الصميدعي لحضور هذه الوقفة الشريفة من بغداد العروبة والاسلام ، من عراقنا بلاد الرافدين والاسلام ، من عراقنا بلاد الرافدين أرض السواد جمجمة العرب والمسلمين.
قال الباري عز وجل في محكم كتابه الكريم (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم).
جزاكم الله خيرا لوقفتكم الشريفة والبطولية مع أخوتنا في البحرين واليمن السعيد سائلين المولى العلي القدير أن يجعلنا وإياكم مفاتيح للخير مغاليق للشر، ونقول للنظام السعودي والاماراتي هلا بعثتم طائراتكم ومقاتليكم وازلامكم الى أرض القدس الحبيبة ، أضربتم بطائراتكم الكيان الصهيوني الذي عبث بأرواح المسلمين في فلسطين الحبيبة. لقد أتخذتم من نصيحة الكيان الصهيوني البغيض ملء آذانكم فتعسا لكم ولهم بما سمعتم منهم أن الشعوب هي أعدائكم.
من أين لكم السلطة من غير شعوبكم ؟! ونقول لحاكم البحرين لا تصب الزيت على النار فهؤلاء هم شعبكم .. الشعب الذي يريد الحقوق ويؤدي الواجبات. علينا جميعا أن نناصر الشعب البحريني في محنته ، والشعب اليمني ليس علينا ببعيد، وقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم (أهل اليمن أرق أفئدة) ، فهل يستحقون أهل اليمن منكم هذا الضرب وهذا القصف العشوائي ، بل هو القصف الذي تريدونه أن تدمرون صمود الشعب البحريني وصمود شعب فلسطين وشعوب اليمني بها. نقول وبالله التوفيق لابد لنا أن نقف مع شعبينا ، كفاكم ظلما لشعوبكم ، كفاكم ظلما ، كفاكم ظلما ، كفاكم ظلما ، (إن تنصروالله ينصركم) هل هذا هو نصر الله أن تقتلون أطفالا في اليمن ، وأن تحاصرونهم؟! أين هي المروءة ؟ أين هي الإنسانية ؟! أين هي العروبة ؟ ، أين هو الاسلام ؟! إن هذه كلها براء منكم وأنتم براء منها وإن الله تبارك وتعالى سينصر المجاهدين بإعطائهم وبذلهم الدماء.. كما قال الشاعر:
والجود بالنفس أقصى غاية الجود ..تحيا بكم كل أرض تنزلون بها كأنكم في بقاع الأرض أمطار ..
ويا ما تشتهي العين فيكم منظراَ حسناً .. كأنكم في عيون الناس أزهار ..
ويا ما يهتدي الساري برؤيتكم .. كأنكم في ظلام الليل أقمار ..
لا أوحش الله ربعا من رباعكم .. يا من لكم في الحشى والقلب تذكار.
بعد ذلك ألقى السيد محمد الطبطبائي ممثل عصائب أهل الحق كلمة جاء فيها :
(يعلن الدستور البحريني أن الاسلام هو الدين الرسمي وأن الشريعة هي المصدر الرئيسي للتشريع ، ويكف الدستور حرية الضمير وعدم إنتهاك حرمة أماكن العبادة ، والحرية في ممارسة الشعائر الدينية ، ويكفل الدستور الحق في التعبير عن الآراء ونشرها ، شريطة أن لا تنتهك المعتقدات الأساسية والعقيدة الاسلامية) ، وعطفا على ما ذكرته آنفا من مواد دستورية أن حرية التعبير ، وهل حفظت أماكن العبادة في البحرين ؟ هل يمارس البحرانيون شعائرهم الدينية بحرية دون الاغارة عليهم من قوات مكافحة الشغب وقوات درع الجزيرة الغاشم ؟! هل قام المحتجون السلميون من أبناء البحرين بإنتهاك المعتقدات الأساسية للعقيدة الاسلامية ؟ إنها أسئلة كثيرة تحتاج الى الإجابة.
وللإجابة عليها يجب التمسك بمطالب ضرورية وداعمة لشعب البحرين المظلومين في بلدهم. المطالبة برحيل درع الجزيرة فورا وتجريم من قام بتجميعه وتسليطه على رقاب أبناء البحرين الكرام.
وأذكر أخواننا في البحرين أنه عندما خرجوا من بلدهم وجاؤا الى إخوانهم في العراق ، لهم أسوة برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندما ترك مكة هو وأصحابه بسبب الظلم والبطش من قبل حكام قريش ، فحكام البحرين هم أتباع قريش. فالمنهجية النبوية ، هذه الأسوة وهذه القدوة (ولكم في رسول الله قدوة حسنة) ، وأن بيوتنا وأنفسنا وأموالنا في خدمتكم يا أبناء شعب البحرين المجاهدين والمهاجرين.
إلى ذلك أستشهد السيد محمد الطابطبائي ،بمسيرة الثوار في كافة أنحاء العالم بعزيمة صورة الإمام الحسين (ع) في محاربتها الظلم وسلب حقوق المواطنين ، وأشار (الطبطبائي) أيضا أن أقوى شئ يهدد به الظالم هو الموت ،ولكنه عند الثوار لا يزيدهم إلا صمود وعزيمة ،مصداقا لقوله تعالى ( وأعدو لهم ما أستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم) فعندما إتخذت مملكة الشر السعودية ،قبل أعوام قرار إرسال قواتها إلى البحرين واليمن ،كانت تعلم أن قرارها سيؤدي إلى توتر العلاقات مع الدول الغربية ،ممن يرعون إرهابها ويغذونها ،مثل أمريكا وبريطانيا ،ويدركون جيدا أن السماح لأي تغيير في الأوضاع الداخلية لأي بلد عضو بمجلس التعاون الخليجي ،ستكون له تبعات إقليمة كبيرة ستؤثر على كل قوى الاستكبار ،أو ستجعل أمريكا في مأزق ،بسبب تبجحها رعاية حقوق الإنسان ،وهي أبعد ما تكون عن ذلك.
وأشار في جانب من كلمته قائلا: أيها الإخوة ان الصمت العربي الذي صاحب التدخل العسكري السعودي والاماراتي في البحرين ،مازال يتسّيد المشهد العربي ، ولكن في الوقت ذاته فإن مفاعيل هذا التدخل وما تبعه من مشاركة غاشمة في حرب التحالف على اليمن ،أصبح الآن عامل خطورة رئيسي على السعودية ،خصوصا في ظل حكامها الحالين ،ولذا فإننا نطالب بإطلاق سراح جميع المعتقلين الذين صدرت أحكام ضدهم زورا وبهتانا .
كما ألقى السيد حامد الجزائري نائب قائد سرايا الخراساني حيث جاء في كلمته : أحيي الوقفة البطولية التي إنطلقت من ميدان ” اللؤلؤة ” او ميدان الشهداء , وأحيي الوقفة التضامنية اليوم من بغداد السلام – ساحة الواثق – والتي تحمل ذات النصب التذكاري للشهداء،ونقول للشعب البحريني والشعب اليمني أنتم مازلتم على طريق الحق والجهاد مثلما سار عليه الإمام الحسين (ع).
نعم شهدائكم الأبطال الذين قدموا أنفسهم في سبيل الحق ،ومعه معتقليكم في سجون الطغاة ،هم دليل واضح لصمود شعب البحرين ،الذي لن يتنازل أو يركع أمام الطغاة حتى وإن اجتمعت عليكم كل الدول المساندة للظلم والطغيان . هذا وقد حضرت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة لتغطية فعاليات الوقفة التضامنية ،فيما غصت الساحة بالشباب العراقي الحر والمقاتلين الأبطال من كافة فصائل المقاومة والحشد المقدس.
وأخيراَ لابد من توجيه الشكر الوافر والجزيل لمن ساهم في إنجاح المهرجان الخطابي للدفاع عن البحرين واليمن في الذكرى الثامنة للغزو والإحتلال السعودي في البحرين ، ونخص بالذات فصائل الحشد الشعبي المقدس وكوادرها وشبابها الذين كان لهم حضور لافت ، كما نخص العلماء المجاهدين الذين كان لهم حضور متميز ، بالإضافة الى وكالات الأنباء والصحفيين والقنوات الفضائية وعلى رأسها قناة الإتجاه التي قامت ببث مباشر لمراسم المهرجان الخطابي.